لماذا القمر يوسم بالجمال؟ وهو تعبيرٌ حسّي ومعنوي تراه وتتحسس جماله بعينيك.. أليس كذلك؟! هناك عطارد، المريخ، النجوم من فوقنا.. لماذا دائما نوسم الجمال بتشبيهاتنا بالقمر والطعم الجمل حلو المذاق بالعسل؟ فمن يعلّق الجرس في معرفة كنه جمالهما؟ حسنا من وجهة نظري أن القمر دائري كوجه المرأة الحسناء، والعسل في تعبير رمزي ومعنوي بحلاوة الكلام وقرب النفس لكن هناك جمالٌ خفي ربما لم ينتبه له الكثير مِنّا.. كم من جمال للوجه يقبحه ضحالة العقل، وفقر التفكير أكبر مشكلة يواجهها المرء إن تحاور عديم الإحساس، فقير الحيلة، عندما يغضب يملأ المكان صراخا وحساباته للأسف قبح من الكلمات ويخفي حسد الدنيا كلها في قلبه. جمال الروح وصفاء العقل وهدوء الاختلاف خير من جمال زائل وحروف يستخدمها صاحبها لجلد الآخرين واطلاق رصاصة الجُمل في الهواء دون قتيل سوى دماء لطخت كاتبها.. الجمال بالأخلاق.. الجمال بابتسامة.. الجمال أن نختلف بحب ونفترق بمودة وأخوة.. الجمال أن تبصر حروفك وهي تتسلل إلى الآخرين لتسعدهم.. الجمال الحقيقي أن تخاف الله فيما تكتب.. الجمال أن تحسن الظن بالآخرين.. - نكتب نفيس الكلام فقلمك يقول: ما أعذبه! - نكتب عطر الحرف فقلمك سيقول: ما أجمله! - نكتب بعد فجرٍ وضّاح - نكتب بعد عصرٍ فوّاح - نكتب والحروف تغمز لك وتقول: (هيت لك) - نكتب للوطن، للراية الخضراء في غسق الضحى فقلمك سيقول: زدني كتابة وعشقا ياحبيبي، زدني واكتبني. وأخيرا.... نحن بين حياتين وهناك منتصف! لا لحياة تتعب ولا لقادم يتعس.. كيف؟! نفترض أن كل ما سبق ومررت عليه أوجعك نسيته وحين تُقْدِم على حياة أخرى تتذكر.. هنا ما أقصده بالمنتصف أي نتذكر لكن بشرط ليس بذاك الألم الذي خلفته الذكرى.. إذا استطعنا الموارنة فنحن نجحنا أن نحب الحياتين.
مشاركة :