تعد العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، علاقات أخوية متينة، ينظر لها بوصفها نموذجاً للعلاقات بين الدول العربية، ويظهر ذلك جلياً من مستوى التنسيق العالي بين البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يشمل التضامن في وجه التحديات والأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالمنطقة. ويأتي ازدهار العلاقات الإماراتية الأردنية انطلاقاً من إدراك البلدين بأن أمنهما جزء أصيل من أمن المنطقة والأمن الدولي، وأن مستوى التعاون بينهما لا يقوم على أسس مرحلية، بل على أسس استراتيجية طويلة المدى. علاقات استراتيجية واعتبر الخبير الاستراتيجي الأردني الدكتور عامر السبايلة في تصريح لـ«الاتحاد»، أن العلاقات الإماراتية الأردنية تتميز بأنها استراتيجية عميقة، موضحاً أن قادة البلدين يمتلكان رؤية مشتركة في التعامل مع الأحداث الإقليمية بحكمة. وأضاف السبايلة أن التنسيق العالي بين الإمارات والأردن في الكثير من المجالات الاستراتيجية على الصعيد الإقليمي والدولي هو انعكاس للعلاقات الوطيدة التي بدورها تقود لاستقرار المنطقة. وأكد السبايلة أن خيار الأردن في التحالف الاستراتيجي مع الإمارات بات واضحاً وجلياً، خاصة مع التقارب الكبير بوجهات النظر في التعامل مع قضايا الإقليم. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية عام 2019 قد أطلقتا مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون في مجال تحديث الأداء الحكومي والارتقاء بمنظومة العمل المؤسسي في القطاع العام، والتي شملت مجالات التعاون تطوير الخدمات الحكومية، والخدمات الذكية، والأداء المؤسسي والابتكار والتميز، وبناء وتطوير القيادات والقدرات وتعزيز الكفاءات، إلى جانب بناء مسرعات وأنظمة التميز والأداء ومراكز حكومية نموذجية. تنسيق عالٍ من جانبه، أوضح أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية الأردني الدكتور محمد مصالحة في تصريح لـ «الاتحاد» أن العلاقات الإماراتية الأردنية شهدت خلال السنوات الأخيرة تنسيقاً على مستوى كبير سواءً على المستوى الثنائي أو الإقليمي، لافتاً إلى أن العلاقات الثنائية سعت إلى تحقيق المصالح المشتركة إلى جانب دراسة القضايا المختلفة في الإقليم والشرق الأوسط. وأكد مصالحة أن العلاقات الإماراتية الأردنية تشكل نموذجاً للعلاقات العربية، لا سيما أنها تركز على العمل المشترك لصالح الشعبين الشقيقين، معتبراً أن ذلك قد ظهر خلال تطوير وترفيع هذه العلاقات إلى جانب التعاون المشترك في مجال المشاريع الإنتاجية المهمة التي يحتاجها البلدان ويتم خلالها تبادل الخبرات في مجال الاستثمار، لاسيما أن المرحلة الاقتصادية العالمية تتطلب تضافر الجهود على مستوى العالم العربي. وتوقع الدكتور مصالحة أن تنتقل تجربة الإمارات والأردن إلى دول عربية أخرى، لا سيما أن قادة البلدين يملكون رؤية واستراتيجية وطنية وقومية ثابتة وراسخة تجاه القضايا والتحديات الإقليمية والدولية المشتركة.
مشاركة :