حصل الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، على جائزة رجل التراث العربي لعام 2023، وهي تعدّ أرفع جائزة تراثية في الوطن العربي. ويشغل الدكتورُ المسلم حاليًّا منصبَ رئيس معهد الشارقة للتراث، وهو شخصية معروفة في مجال الثقافة والتراث العربي، وعُيّن رئيسًا للمعهد في عام 2014، وقبل ذلك كان يشغل منصب مدير عام دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة. وعن أثر اختياره شخصية التراث العربي على الواقع التراثي بمنطقة الخليج والوطن العربي؛ أكّد "المسلم" أن تكريم المبدعين العرب وهم أحياء بادرة طيبة؛ لأنهم عادة ما يكرمون بعد وفاتهم، وأنا سعيد لتكريمي في هذه الفترة بالذات؛ لأنني أرى نفسي في قمة عطائي، وباتت المسؤولية أكبر الآن بعد هذا التكريم، وهو ما يدفعني للمزيد من العطاء خلال الفترة القادمة، كما أنه قد يكون حافزًا للأشخاص الآخرين من أجل السعي للحصول على هذا التكريم أيضًا، التكريم كذلك قد يفتح آفاقًا أخرى لمؤسسات أخرى قد تكون غافلة عنك. وحدثنا عن الجائزة وأهميتها وتاريخها لفت "المسلم" إلى أن الجائزة بدأت منذ 12 عامًا تقريبًا، وتم اختيار 12 شخصية من الإمارات ومصر والسعودية والبحرين والأردن، وهي واحدة من أهم المبادرات القيمة في الوطن العربي لتعزيز قطاع التراث العربي. وقال "المسلم": إنه من خلال منصبي، والمناصب الأخرى التي شغلتها، كنت دائمًا نصير الفئة المنسية في مجال التراث، وفي أول مبادرة لي ابتكرت ملتقى الراوي "مشروع الشارقة للراوي" لتكريم الرواة البسطاء، الراوي الذي يروي الحكاية، والراوي الذي يروي الأغنية، أو صاحب حرفة ما، وكنت أحرص على أن يأتي الحاكم ليكرمهم، وكان بعض الناس يتعجبون من قدوم الحاكم للتكريم، مثلًا صانع سيوف أو مؤدّ شعبي، أو شيء من هذا القبيل، وتطور الملتقى إلى أن أصبح ملتقى دوليًّا، ثم أضفنا الشخصية الفخرية، وكنت أبحث عن الأساتذة الذين يختبؤون خلف أسوار الجامعات، ومن ضمنهم كانوا أساتذتي مثل الدكتور أحمد مرسي في مصر رحمه الله، والدكتور أحمد عبد الرحيم من السودان، وغيرهما. وأضاف: "قبل سنوات اقترحت على الحكومة أن تكون لدينا جائزة تسمى "جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي"، والآن هي في دورتها الثالثة". وأوضح "المسلم" أنه "منذ سنتين ظهر تجمع يسمى خبراء التراث العربي في الجزائر، ووصلتني رسالة بدعوة لأن أكون من خبراء التراث العربي، وقبلت وكنت أتابعهم لكن لم يكن هناك إنتاج حقيقي، وأخبرتهم إذا تريدون عملًا تنظيميًّا أكثر أضمن لكم ذلك بصفتي الشخصية والحكومية؛ لأن هذا التجمع شيء جميل، وسعينا من خلال التجمع الكبير منذ أيام الشارقة التراثية بأن نجمع المهتمين بالتراث في تجمع يقرب تلك الأشخاص من بعضهم من خلال شبكة أو غيرها، لكننا لم نستطع، ووقعت اتفاقية مع مكتبة الإسكندرية لرعاية التراث العربي، الآن المكتبة ستكون مهمتها نشر كل ما يتعلق بالتراث العربي من خلال الشبكة العنكبوتية". وأقرّ "المسلم" بنظرته غير المتفائلة عن المستقبل، وقال: أظن أنه "مظلم" نوعًا ما؛ لأن هناك بعدًا كبيرًا عن التراث العربي والتغريب وصل لحدود غير مطمئنة، مضيفًا: "التراث العربي شيء مستقل عن كل معتقد ولا يجب ربطه بدين أو عرق، ويجب أن يكون كذلك، خاصة مع دخول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ لأن هذا لا يستقيم مع التراث، فنمط الحياة العصرية الآن قد يجعل المستقبل مظلمًا. يذكر أن جائزة شخصية التراث العربي تمنح لشخصية تهتم بالحفاظ على التراث العربي والثقافة العربية التقليدية". ويكون الشخص عالمًا أو باحثًا في التراث العربي، أو فنانًا يستوحي إلهامه من التراث العربي، أو مؤرخًا يدرس تاريخ الحضارات العربية القديمة، أو أي شخص آخر يهتم بالحفاظ على تراث وثقافة العرب. يمكن أن يقوم رجل التراث العربي بالعمل على حماية وصون المواقع التاريخية والآثار، وتوثيق التراث الشفهي والمكتوب، والمساهمة في إعادة إحياء الطقوس والتقاليد العربية القديمة والمنسية.
مشاركة :