هنية يدعو ميقاتي وبري ونصرالله للتدخل لوقف اشتباكات عين الحلوة

  • 8/3/2023
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت –  دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الخميس، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بيه والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، إلى بذل جهودهم لإيقاف الاشتباكات الدائرة في مخيّم عين الحلوة في مدينة صيد جنوب لبنان وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه. وأعلنت حركة حماس في بيانين منفصلين أن إسماعيل هنيّة هاتف رئيسا حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومجلس النواب نبيه بري حيث جرى "استعرض الأوضاع في مخيّم عين الحلوة، في ضوء الأحداث التي تحصل حاليا في المخيّم وأودت بحياة عدد من أبنائه وجرحت العشرات منهم وروّعت الآمنين". وتمنّى هنية -وفق بيانين- على ميقاتي وبري بذل المزيد من الجهد لتثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مجددا الليلة الماضية، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، مؤكّدًا "حرص الحركة على الأمن والاستقرار في المخيّم والجوار، وأن تبقى المخيّمات عناوين عودة إلى فلسطين وأن يبقى السلاح الفلسطيني موجّهاً فقط ضد العدو الصهيوني". ولفت هنيّة إلى ضرورة أن "يتم احترام القرارات التي اتّخذتها المرجعيّات الفلسطينية وخصوصًا هيئة العمل الفلسطيني المشترك، وبالتنسيق التام مع المرجعيات اللبنانية الرسمية المعنية، لجهة عدم الاحتكام للسلاح، والوقف النهائي لإطلاق النار، وسحب المسلّحين من الشوارع، وإعطاء فرصة للجنة التحقيق لتقوم بدورها في التحقيق في الجرائم التي حصلت بالتنسيق مع السلطات المعنية في الدولة". واستمع هنية من بري لتأكيد "حرصه على أمن واستقرار المخيّمات والجوار، وأن يعيش أبناء الشعب الفلسطيني بأمان، وحل أي خلافٍ بالحوار والتفاهم، ووعد ببذل الجهد لوقف ما يجري وتهدئة الوضع في المخيم بالتعاون مع المرجعيات الفلسطينية". كما أعلنت حركة حماس في بيان آخر منفصل أن هنية وجه رسالة إلى أمين عام حزب الله تطرق فيها إلى التوتر الأمني في مخيم عين الحلوة ودعاه إلى بذل جهد لوقف الاشتباكات الدائرة في المخيم. وتأتي دعوة هنية عقب تجدد الاشتباكات بشكل مفاجئ ليل الأربعاء/ الخميس بين مسلّحي حركة "فتح" والإسلاميين المتشدّدين، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية ومدفعية الهاون من عيار 60 ملم. وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن الهدوء يسود المخيم بعد ليلة من الاشتباكات وصفت بالأعنف منذ تدهور الوضع فيه، بعدما كان اتفاق وقف إطلاق النار قد صمد على مدار الأربعاء.. وذكرت الوكالة أن أصوات الرشاشات ودوي القذائف بقيت تسمع حتى وقت متأخر من فجر اليوم الخميس، وطال العديد منها مدينة صيدا، ولا سيما محيط مستشفى صيدا الحكومي ودوار الأميركان ومناطق الفوار والفيلات. وقُتل شخص محسوب على حركة "فتح" فيما أصيب آخرون جراء الاشتباكات التي اندلعت على أكثر من محور داخل المخيم لا سيما الطوارئ البركسات والطوارئ الشارع التحتاني بستان القدس وحطين والطيري. وفق الوكالة. وتبادل طرفا الصراع الاتّهامات لجهة من قام أولا بشنّ الهجمات، إذ أعلن مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني في مخيّمات لبنان اللواء أبوعرب أن عناصر من "جند الشام" "حاولوا التقدّم باتّجاه مواقعنا وتصدّينا لهم بقوّة"، فيما ردّ الناطق الرسمي باسم "عصبة الأنصار" الإسلامية أبوشريف عقل على اتّهامات أبوعرب متّهماً حركة "فتح" بشنّ هجوم من حيّ البركسات على منطقة الطوارئ. وقال في بيان إن "عناصر متفلتة من حركة فتح بدأت بالهجوم على مراكزها ومساجدها في حي الطوارئ وحي الصفصاف، رغم التزامها عدم الرد وتصريحها بعدم الدخول في الاشتباكات العبثية"، محملة مسؤولية التفلت "للقيادة الفلسطينية مجتمعة"، مطالبة إياها بـ"محاسبة العناصر المتفلتة ورفع الغطاء عنهم"، مؤكدة أنها "لن تنجر إلى هذه الاشتباكات مهما كانت الاثمان". ومن جانبه، قال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا أبوإياد الشعلان "قمنا بتثبيت وقف إطلاق النار بعد جولة على كل مواقعنا في مخيم عين الحلوة وأعطينا تعليماتنا بوقف إطلاق النار تحت أي ظرف وهناك التزام شامل وكامل بالوقف". وأضاف أن "عصبة الأنصار جهة صديقة وشريكة في العمل الفلسطيني المشترك، ولن نتعرض أو نشتبك مع أي موقع من مواقعهم". وكانت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بدأت ليل السبت الماضي بين عناصر من حركة فتح وعناصر من مجموعات إسلامية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 15 شخصا، بينهم المسؤول الأمني في حركة فتح محمد العرموشي. وتسببت بأضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية داخل المخيم، ونزوح العديد من سكان المخيم تحت وطأة الاشتباكات التي أدت أيضا إلى احتراق عدد من المنازل والسيارات داخل المخيم وفي محيطه، وطالت شظايا القذائف والرصاص الطائش مدينة صيدا، وألحقت أضراراً بعدد من المباني والمؤسسات. ونزح من المخيم أكثر من ألفي شخص، وفقاً لوكالة "أونروا" التي أوقفت خدماتها مؤقتاً بسبب الاشتباكات. ويعد مخيم عين الحلوة، الذي تأسس عام 1948، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تقدر إحصاءات غير رسمية سكان المخيم بما يزيد عن 70 ألف نسمة على مساحة محدودة. ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيما تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية.

مشاركة :