تقدم الدكتورة فاطمة نصيف الأخلاق في الميزان بموجب الفطرة التي فطرها الخالق سبحانه والإيمان وماهو واقع في حياة الأمة من سلوكيات وعقائد برؤية بحثية أقرب إلى العلمية منها وطريقة البسطة المعرفية والأسلوب المعنوي. وموضوع هذا الكتاب هو أخلاق المجتمع وقيمه وسلوكياته عبر المسار الحياتي اليومي، بدأت بالتعريف بهذه الأخلاق معنوياً ومنطقياً وذلك على ضوء كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام كتثقيف إنساني وتعليم تربوي في هذه الحياة، ويعتبر هذا الطرح رسالة علمية أدبية وثقافية في عالم القيم والمعاني الحسنة التي تحدد المعرفة بذلك على ضوء النزاهة الخلقية والإيمان المعنوي والثقافية الدينية في حياتنا المادية والأدبية. قد لا نعير مثل هذا الطرح الأخلاقي أهمية كبرى والحق يطرح ذلك على مرأى الجد والاهتمام إذ أنه كتاب مؤلف بالحق والخير والجمال المعنوي. والدكتورة نصيف تضع بذلك منهجاً خلقياً للحياة في ضوابط وروابط نظرية قابلة للتطبيق الفعلي في سلوك الحياة اليومية؛ حيث جعلت ذلك عملية وعلمية ودينية وأدبية من خلال ثقافة الفرد والمجتمع الذي تصبو المؤلفة الفاضلة إلى جعله مجتمعاً فاضلاً واقعياً وليس نظرياً، فقط وإنما هو أمر فعلي ينبغي أن يكون بفضل الله، مجتمعاً مبنياً على الأخلاق والحسنات مطبقاً في ضوء مايراه كل فرد إنساني من الناس أنه الحق من عند الله ويعتقد أنه العملية الدينية والأدبية في الحياة الدنيا التي هي فيها معاشنا وديننا الذي هو عصمة أمر كل مؤمن، فيها والأخرى في عالم الغيب عنده جل جلاله، الذي يبين الأخلاق الحسنة كقوله عن السلوك النبوي "وإنك لعلى خلق عظيم" أو قوله عليه الصلاة والسلام: "أدبني ربي فأحسن تأديبي" هذا هو الحق من الله قولاً وفعلاً، وطبقه نبينا ومن سار على دربه، والكتاب كتاب الدكتورة فاطمة نصيف تعاد قراءته ممن يقع بين يديه الكتاب كتابها الموسوم ب: أخلاقنا في الميزان " لأنه مشحون بالأفكار الخلقية والمعاني الحسنة والقيم الحميدة التي تدعو هي إليها كي تطبق على أرض الواقع وتفعيل السلوك في الحياة الدنيا بل في الحياة اليومية صباح مساء، الشيء الذي يدعو كل مؤمن وكل مسلم أن يعي مايراد من مثل هذا الكتاب، وأن يعني عناية القرآن وهدي النبوة بالأخلاق وصلتها بالمعاملات وأن ينهج المنهج الأخلاقي بضوابطه وأسس لبناء المجتمع السليم فكل من الدين والأدب يدعوان إلى مكارم الأخلاق وقيمها الحسنة، وإلى ما يبني به الحياة الكريمة والدنيا السعيدة والمعاش الطيب المبارك على أسس ذلك كله بصفة عامة. وكتاب بهذا القدر من المضمون وهذا التركيز من الطرح يومئ على أصالة الأخلاق في الوجود الأدبي والساحة الثقافية والحياة الإنسانية؛ كي يكون ذلك كله خارطة طريق نحو تطبيق القواعد الأخلاقية في حياتنا العامة ودنيانا الفسيحة ومجالاتها المعرفية والمتعددة في كل فن من فنون هذه المجالات المعرفية ونسيجها الصناعي المهم للاستخدام ومثل تفعليها في المجال الواسع من دنيانا الفسيحة كي يثمر مادياً وأدبياً ويعطي ثمراً جنياً وذلك تجسيدا للمعاني من باب التورية المعلوم في لغة العرب والمنتوج والعائد واحد لجوهره وثمنه كبير القيمة المعنوي لأصله ويصل هذا الأثر إلى الكيان الاجتماعي في أفراده ومجتمعاته من كل الأمم الذين عناهم أمير الشعراء أحمد شوقي في قوله: وإنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
مشاركة :