ما من مشهد أقسى من مشهد نعش يمر على الأكف، يزغرد له الرصاص ويعانقه الورد والرز. هكذا ودّعت منطقة الحدث في بيروت أنور بداوي الذي فارق الحياة أول من أمس متأثراً بجروحه التي أصيب بها في الانفجار الذي هزّ قلب بيروت الجمعة الماضي. واستقبل أهالي المنطقة النعش بلافتة كتب عليها «بدمعة في العين وغصة في القلب نودع شبابك»، على مدخل المنطقة وسط حال من الحزن والغضب الشديدين. وكانت نداءات أخيرة لوالدته واخته تقول: «يا تقبر قلبي». وترافقت مراسم الجنازة التي أقيمت في كنيسة الراهب بيتيو للطائفة الشرقية الاشورية في لبنان - الحدت، بإطلاق النار في الهواء. بداوي الذي يعيل ثلاثة ابناء (شابان وفتاة) غادر للمرة الأخيرة منزله في الحدث واتجه إلى قلب بيروت ولكن ليس للعمل بل للوداع. وترأس ممثل رئيس الطائفة الاشورية في لبنان المتروبوليت مار ميلس زيا، الاب يترون كوليانا، القداس والجناز لراحة نفسه في حضور شخصيات سياسية. وقال كوليانا في العظة: «أبنائي عائلة الشهيد انور وأصدقاءه وأحباءه، أهالي شهداء التفجير الغاشم، اقبلوا مني ومن كل الأشوريين في العالم احر التعازي باستشهاد العزيز انور بداوي وكل الشهداء الذين سقطوا معه، ولتكن انفسهم في السماء». وأضاف: «نصلي من أجل لبنان وحمايته من كل سوء وكي يبقى واحداً موحداً لجميع أبنائه».
مشاركة :