غيب الموت أحد أبرز الأسماء في سماء الشعر بعد صراع مع المرض لم يمهله طويلاً، فقد توفي الشاعر مساعد بن ربيع الرشيدي فجر الخميس الموافق 12 يناير 2017م بعد حياة حافلة بالكفاح الشعري وصولاً إلى ذروة الشهرة والمجد، وقد خيم الحزن على جميع الوجوه الحاضرة للصلاة عليه وثارت عاصفة تأبين غير مسبوقة في مواقع التواصل الاجتماعي. ويعد مساعد الرشيدي المولود عام 1962م أحد أهم رموز الحركة الشعرية في منطقة الخليج علاقة وثيقة وقد بدأ مشواره الشعري قبل أكثر من ثلاثة عقود ونيف هنا على صفحات «اليمامة» التي احتضنت بداياته الأولى، وفي هذا الصدد يقول الزميل راشد بن جعيثن: وصلتني أول نصوص مساعد عبر البريد عام 1397ه وكانت تنم عن موهبة فريدة وجديدة وبالفعل نشرت أولى قصائده: حلفت لا ما أقولها لك وأنا حيّ إلا إذا قلت إنسني قلت لك لا واستمر تواصله بعد ذلك وكان في تطور ملحوظ يعكس مدى شغفه واهتمامه وثقافته وتشربه للألحان وإتقانه لها إضافة لوعيه العميق وشمولية أسلوبه وأفكاره المبتكرة وصوره الجديدة. وقد بقي مساعد وفياً لهذه العلاقة، حيث ذكر غير مرة بأنه شاعرٌ خرج من جناحي «اليمامة» ويعتبرها ركيزة مهمة لنشر الثقافة والتنوير والوقوف ضد الأفكار المنقرضة والبليدة والجامدة وفي هذا السياق يقول مساعد: حاربوا اليمامة عندما تدفقت كنهر، وحاربوا نجومها لأنها باختصار، وللذين لم تتح لهم الفرصة بمتابعتها ضد هدفهم. وعندما سرت شائعة توقفها قبل عامين ثارت قريحته وكتب يقول: لا تكرهين فراقنا يا اليمامة هجّي وخلّي لأخضر الغصن ريشك و إليا تواجهنا بيوم القيامة قولي لربك من سبب قطع عيشك دواوينه: نشر ديوانه الشعري الأول «سيف العشق» الذي ضم باكورة إنتاجه الشعري عام 2000م، وأتبعه بديوان صوتي مسموع عام 2010م كما صدر له ديوان مطبوع ثاني بعنوان: «حبات رمانٍ تساقط على ثلج» عام 2012م، وضم نحو 44 قصيدة. أمسياته: احتضنت مدينة الجوف شمال السعودية أولى أمسياته بمشاركة الشاعرين نايف صقر وماجد الشاوي، وبعدها جاءت أمسية الكويت التي يعدها الراحل انطلاقته الحقيقية، تلتها أمسية البحرين، وأمسية المهرجان الوطني للتراث والثقافة في مدينة الرياض بمشاركة الشعراء: محمد بالمر من الإمارات وعبدالرحمن الأبنودي من مصر وفهد عافت التي أدارها الدكتور سعيد السريحي ثم توالت الأمسيات في جدة، وحائل، والمجمعة، والدمام، والقصيم، وأبها، وعدد من المناطق السعودية إضافة لبقية دول الخليج، كما شارك ممثلاً للسعودية في مهرجان الشعر الشعبي في ليبيا. آخر أمسياته كانت عام 2014م في «هلا فبراير» بمشاركة رفيق دربه وصديقه نايف صقر وأمسية «وطني الحبيب» التي أقامتها جمعية الثقافة والفنون في مركز الملك فهد بالعاصمة الرياض بمناسبة اليوم الوطني السعودي وبمشاركة الشعراء: محمد المريبد، وفيصل اليامي، وعفاس بن حرباش. قصائد مُغناة: تعاون الراحل مساعد الرشيدي مع عديد من نجوم الأغنية البارزين وجاءت تعاوناته على النحو التالي: - محمد عبده «إنتي نسيتي». - عبدالمجيد عبدالله «عين تشربك شوف»، «صوتك اللي بقالي»، «ما فيه قلبين»، «ذكرى الجراح». - طلال سلامة «حبٍ جديد». - أحمد الجميري «من زمان تسولف الريح عن شاله». - فتى رحيمه «ذكرى مزوح». - محمد السليمان «سيف العشق»، «جابك الله». - عباس إبراهيم «الطواريق». آخر قصائده المغناة هي: «صاحبي لا تلحق الدنيا حسافه» التي لحنها ياسر أبو علي وتغنى بها راشد الفارس وقد طرحت في الأسواق قبل شهر من وفاته «رحمه الله». كما توجد عديد من القصائد في أدراج أشهر ملحني السعودية والخليج التي سترى النور قريباً وتعد مفاجأة حقيقية للأوساط الفنية وستكشف «اليمامة» عن تفاصيلها قريباً.
مشاركة :