غادر وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» النيجر، بعد عرض مقترحات للخروج من الأزمة على المجلس العسكري، وسط دعوات لمواصلة جهود الوساطة من أجل التوصل لحل سلمي، فيما دعا الرئيس النيجري محمّد بازوم المجتمع الدولي بأسره إلى المساعدة في استعادة النظام الدستوري لبلاده. وفرضت «إيكواس» عقوبات شديدة على نيامي، ومنحت الانقلابيين مهلة أسبوعاً تنتهي الأحد، لإعادة بازوم إلى منصبه. وغادر وفد وساطة «إيكواس» برئاسة رئيس نيجيريا السابق عبد السلام أبوبكر، نيامي من دون أن يلتقي الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيس المجلس العسكري الذي سيطر على السلطة في النيجر، واحتجز بازوم، لكنه التقى في المطار عدداً من المسؤولين الانقلابيين الذين بحث معهم «آخر مقترحات الخروج من الأزمة» التي عرضتها «إيكواس»، وفق صحيفة الساحل. وطلب رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى أيضاً رئاسة إيكواس الدورية، من الوفد بذل كل الجهود الممكنة «لإيجاد حل وديّ». كما دعت وزارة الخارجية الألمانية إلى مواصلة جهود الوساطة مع المجلس العسكري، وقال متحدث باسمها: «من المهم أن نُفسح المجال لجهود الوساطة»، مضيفاً أنه يأمل أن تفضي إلى حلّ سياسي. واختتم وزراء دفاع مجموعة دول «إيكواس»، أمس، مناقشات بشأن الأوضاع في النيجر، إذ يضغط وسطاء من التكتل الإقليمي على قادة الانقلاب في نيامي لاستعادة النظام الدستوري قبل انتهاء المهلة. وقال عبد الفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس): «نرغب أن تنجح الدبلوماسية ونمنح مدبري انقلاب النيجر كل الفرص الممكنة للتراجع عما فعلوا». من جانبه، نشر بازوم مقال رأي في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية حذّر فيه من «العواقب المدمرة» للانقلاب على العالم ومنطقة الساحل. ودعا بازوم «الحكومة الأميركيّة والمجتمع الدولي بأسره إلى المساعدة في استعادة النظام الدستوري». وقال بازوم البالغ من العمر 63 عاماً، والمحتجز مع عائلته منذ إطاحة حكومته: «أكتب هذا بصفتي رهينة»، مشدداً على أنّ «هذا الانقلاب ليس له أيّ مبرّر». وتوقع بازوم المنتخب ديمقراطياً حصول «عواقب وخيمة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره» في حال نجاح المحاولة الانقلابيّة لإطاحته من السلطة. وفي هذه الأثناء، قرر المجلس العسكري إقالة سفراء النيجر في فرنسا والولايات المتحدة وتوغو ونيجيريا. لكن سفيرة النيجر في فرنسا، عيشة بولاما كانيه، قالت أمس، إنها ما زالت في منصبها الذي عينها فيه «الرئيس الشرعي محمد بازوم»، وإنها تعتبر قرار المجلس العسكري «باطلاً وكأنه لم يكن». وأجلت فرنسا 577 من مواطنيها من النيجر يومي الثلاثاء والأربعاء، بعد حوادث جرت الأحد خلال تظاهرة أمام سفارتها في نيامي. لكن الجنرال تياني قال إنه «لا يوجد أي سبب موضوعي ليغادر» الفرنسيون البلاد. وهبطت، صباح أمس، طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الإسبانية في نيامي لإجلاء الرعايا الإسبان الراغبين في مغادرة النيجر، ويُقدر عددهم بنحو 70 شخصاً، بحسب مدريد. وخصصت الولايات المتحدة طائرة لإجلاء موظفيها غير الأساسيين في البلاد، فيما دعا الرئيس جو بايدن إلى «الإفراج فوراً عن الرئيس بازوم». وتظاهر آلاف الأشخاص الداعمين للانقلاب بهدوء، أمس الأول، في شوارع مدن عدة في النيجر بدعوة من حركة «إم62» وهي ائتلاف يضم منظمات مجتمع مدني.
مشاركة :