فرنسا تشجع تدخّل «إيكواس» عشية انتهاء مهلتها للنيجر

  • 8/6/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعهدت وزارة الخارجية الفرنسية بدعم قوي لجهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، لإحباط الانقلاب في النيجر، وذلك قبيل ساعات من انتهاء مهلة منحتها المجموعة للعسكريين من أجل إعادة السلطة للمدنيين اليوم. عشية انتهاء مهلة مجموعة «إيكواس» للانقلابيين في النيجر، شددت فرنسا أمس على أنها ستدعم جهود قادة غرب إفريقيا لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم. وذكرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، خلال استقبالها رئيس وزراء النيجر حمودو محمدو أن باريس ستدعم بقوة جهود إحباط الانقلاب. وقالت كولونا إن أمام المجلس العسكري في نيامي مهلة حتى الأحد (اليوم) لتسليم السلطة، وإلا فإن تهديد الدول الأعضاء في «إيكواس» بالتدخل العسكري يجب أن يؤخذ على محمل الجد. ووصفت كولونا التهديد بالتدخل بأنه منطقي. وأضافت أنه لم يتبق وقت للانقلابيين لإعادة السلطة، مشددة على ضرورة الإصغاء لكل دول المنطقة والمجموعة الدولية التي أجمعت على ضرورة عودة النظام الدستوري على الفور. وشككت الوزيرة في قرار انقلابيي النيجر إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا، وشددت على أن إعادة النظر في نشر قوات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل «ليست على جدول الأعمال». تشاد تستبعد الحل العسكري وتطالب بالعودة إلى الحوار وأمس الأول، قالت الخارجية الفرنسية، إن ظروف احتجاز الرئيس بازوم آخذة في التدهور، ونددت بلجوء الانقلابيين إلى «القمع الاستبدادي»، واصفةً الوضع بأنه «غير مقبول». ويأتي تشجيع باريس لتدخل «إيكواس»، بعد ساعات من تصريح مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في المجموعة عبدالفتاح موسى بأن قادة الأركان وضعوا خطة لتدخل عسكري محتمل في النيجر، في حالة عدم تنحي قادة الانقلاب. وقال موسى، عقب اجتماع إقليمي في أبوجا، إن التكتل لن يكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، و«هو قرار سيتخذه رؤساء الدول». لكنه شدد على أن دول المجموعة تأمل في التوصل لحل سياسي، وتمنح لقادة الانقلاب كل الفرص الممكنة لإعادة السلطة للرئيس المنتخب. تدخل ومساعدة في هذه الأثناء، طلب الرئيس النيجيري بولا تينوبو من مجلس الشيوخ الموافقة على التدخل العسكري لإنهاء تمرد رئيس المجلس العسكري الجنرال عبدالرحمن تياني والسماح بنشر قوات ومعدات عسكرية، في حين قال وزير الدفاع التشادي داود يحيى، إن بلاده لن تتدخل عسكريا في النيجر، وحث الجميع على الحوار لعودة الاستقرار. في موازاة ذلك، قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، إن زيارته لفرنسا مازالت قائمة، مبدياً استعداده للمساعدة في حل سلمي لأزمة النيجر. وشدد تبون على وجوب عودة الشرعية الدستورية، وأعرب عن استعداده للمساعدة في حال «طلب ذلك». وفي واشنطن، قالت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن واشنطن لم تغير وضع قواتها الموجودة في النيجر، وتعتبرها شريكاً إقليميا ًمهما في مكافحة الإرهاب. تمسُّك بالسلطة في المقابل، أكد جيش النيجر رفضه التراجع عن الانقلاب. وقال مصدر في الجيش أمس: «لن نتراجع عن خطواتنا بشأن تعليق الدستور والإطاحة ببازوم». وأضاف المصدر أن الحكام العسكريين سينظمون لقاءات جماهيرية مباشرة في نيامي، بالتزامن مع انتهاء مهلة «إيكواس». وأعلن قائد الانقلاب عبدالرحمن تياني تغييرات في قيادة الجيش، حيث عين رئيساً جديداً لأركانه ونائبا له، كما اختار قائدا جديدا للقوات البرية ونائباً له وأميناً عاما لوزارة الدفاع. وفي وقت سابق، أجرى تياني تغييرات في قيادة قوات الحرس الوطني والدرك والاستخبارات الخارجية، وذلك لتعزيز قبضته على المؤسسة الأمنية والعسكرية في البلاد. من جهة أخرى، أعلن حزب الرئيس المحتجز «الديموقراطية والاشتراكية في جمهورية النيجر» أن الانقلابيين يحتجزون 6 وزراء بينهم وزير المالية أحمد جدود، ووزير التخطيط رابيو عبده. وجاء في بيان للحزب أنه «منذ 26 يوليو الماضي يحتجز الحرس الجمهوري رئيس الجمهورية وأفراد عائلته. كما تم احتجاز شخصيات سياسية أخرى بشكل غير قانوني». مخاوف إنسانية إلى ذلك، أفادت صحيفة لوموند بأن منظمات إنسانية تتخوف من وقف عملياتها في النيجر، رغم أن السلطات الجديدة لم تعلن حتى الآن أي قيود على المنظمات الإنسانية غير الحكومية. ونقلت الصحيفة عن مدير منظمة العمل ضد الجوع (ACF) في النيجر جريجور روباك ويرث، قوله: «نحافظ على حالات الطوارئ، ونراقب الوضع، منذ الانقلاب الذي قاده الجنرال تياني». وأضاف المسؤول: «لا نستبعد أن يمنع المجلس العسكري الوصول إلى مناطق معينة. حتى 2009 كان بإمكاننا الذهاب إلى جميع أنحاء البلاد، لكن الآن من الصعب علينا الوصول إلى المستفيدين. لم نعد قادرين على تقديم المساعدة». واستجابة للعقوبات الاقتصادية التي أقرتها «إيكواس»، أوقفت عدة دول كل مساعداتها الإنمائية للنيجر، أو جزءا منها، الأمر الذي قد تكون له تداعيات خطيرة في واحدة من أفقر دول العالم. وقال ياو دوفان، مدير منظمة كير غير الحكومية في النيجر، إن «نحو نصف الأطفال دون سن الخامسة، على وجه الخصوص، يعانون سوء التغذية المزمن».

مشاركة :