مناصحة أصحاب «الفكر الضال» أفضل من مواجهتهم..!

  • 12/31/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين "الملك عبد الله بن عبدالعزيز" –حفظه الله- تنطلق اليوم في رحاب "جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية" فعاليات الملتقى العلمي الأول عن "تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها"، وذلك بمشاركة "مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية"، و"الإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية". واتفق المشاركون في هذا الملتقى على أهميته، مؤكدين على ضرورة إسداء النصيحة لما لها من أثر كبير ومهم في بيان الشبه التي قد تؤثر على فكر بعض الأفراد والعمل على إزالتها، داعين إلى العمل الجاد والتعاون المستمر من كافة الجهات ذات العلاقة على إعداد البحوث والدراسات العلمية المتعمقة والبرامج الدعوية والثقافية والإعلامية وتنظيم المؤتمرات والندوات لتحليل وفهم أبعاد هذا الفكر وفهم طبيعة معتنقيه وأسباب تناميه ووضع الحلول العلمية والعملية للتعامل معه وتجفيف كل المنابع التي تؤدي إلى نمو هذا الفكر، والقضاء على جذوره. تصحيح الأفكار وأكد "أ.د.إبراهيم بن محمد الميمن" -وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ورئيس اللجنة العلمية لملتقى تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها- على أن دور المناصحة أمر قد أشاد به القريب والبعيد والقاصي والداني، بل أشادت به منظومة الدول الكبرى، مضيفاً أنها أصبحت تجربة عالمية يتم تصديرها، مشيراً إلى أن العديد من دول العالم تأتي إلى "المملكة" في وفود متتالية بهدف الإفادة من تجربة "المملكة" في هذا المجال. وأشار إلى أن تجربة المناصحة كانت سبباً في إعادة كثير من المغرر بهم إلى جادة الصواب والمواطنة الصالحة وإلى المشاركة الفاعلة في بناء الوطن وتصحيح ما لديهم من أفكار، موضحاً أن تجربة المناصحة استهدفت البُنى التحتية لفكر التطرف وأفشلت الكثير من المخططات بأساليب علمية، مبيناً أنها كشفت وعرَّت المنظرين ودعاة هذا الفكر، لافتاً إلى أن المناصحة أسلوب شرعي حواري يعتمد التأصيل والعمق في الطرح لمواجهة هذا الفكر، مضيفاً أنها نجحت نجاحاً باهراً رغم رجوع بعض الأفراد ووجود بعض الإشكالات. وبين أن دعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا الملتقى يعد من أهم وأكبر أسباب نجاحه، مشيراً إلى أن له أبعاداً ودلالات عظيمة، أولها الإنسانية التي ينطلق منها خادم الحرمين الشريفين في التعاطي مع ملف التطرف والإرهاب، مشيراً إلى أنه رغم كونه يشتمل على جرائم ومواجهات فكرية عانت منها بلادنا، إلا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تعاطت مع الفكر بالرحمة والإنسانية والاستصلاح والاحتواء والتأهيل، لافتاً إلى أن هذا البعد الملموس في هذه الرعاية يتناغم مع ما يصدر من خادم الحرمين الشريفين من توجيهات وفرص للمتورطين ممن أخطأوا في حق الوطن بالتراجع وتسليم أنفسهم. وأضاف أن ثاني تلك الدلالات هي الثقة بما تؤديه "جامعة الإمام محمد بن سعود" من أدوار، موضحاً أنها جامعة عريقة رائدة لها إسهامات مميزة في مجالات مختلفة، مشيراً إلى أن إسناد هذه المهمة إليها، إلى جانب الرعاية الملكية الكريمة تعد ثقة بهذه الجامعة وبما تؤديه من أدوار، لافتاً إلى أن لهذه الرعاية الملكية دلالة أخرى استشرافية لما سيتمخض عن هذا الملتقى من رؤى، مؤكداً على أن الدولة تُعوِّل كثيراً على أن يكون للجامعة والمؤسسات العلمية إسهام مميز في هذا المجال، على اعتبار أن ظاهرة التطرف لها أبعاد اجتماعية وثقافية وسياسية، مبيناً أن رعاية خادم الحرمين تاج فخر ووسام شرف لهذه الجامعة ومنسوبيها. «الفكر» لا يُعالج إلا «بفكر» إلا إذا تطاول على الحرمات فالأجهزة الأمنية لهم بالمرصاد رعاية الموقوفين وأوضح "أ.د.فهد بن سليمان الفهيد" –عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- أن أهمية هذا الملتقى ترجع إلى موضوعه ومحتواه وهو النصيحة التي أمر الله بها ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبأن النصيحة هي الدين، كما في الحديث:"الدين النصيحة"، قلنا لمن يا رسول الله؟، قال:"لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، موضحاً أن من ذلك الاهتمام بفئة حصل لها ما استدعى إيقافها في السجن لأسباب متعلقة بالغلو والإرهاب. وبين أن هذه النصيحة قدمتها الدولة لهؤلاء الموقوفين عبر لجان المناصحة ورعايتها للموقوفين وأسرهم، إلى جانب بذل كل ما يعود على هذه النصيحة بالتقوية والتعاون والتشاور مما يدخل في عموم قوله تعالى:"وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، مضيفاً أن من فضل الله -سبحانه وتعالى- أن هذه النصيحة كشفت العديد من الشبهات، وأجابت عن كثير من التساؤلات، وبينت وجه الحق في هذه الظلمات المدلهمة، إلى جانب أنها بينت دلائل الكتاب والسنة على خطر فكر "الخوارج" وخبث عقيدتهم وسوء طريقتهم. نجاح المناصحة وأضاف "أ.د.الفهيد" أن من أهم أسباب نجاح المناصحة هو التواصل مع كبار العلماء الراسخين في العلم الناصحين لعباد الله، إلى جانب التواصل مع جميع أفراد المجتمع بالبيان والتوعية والتوجيه والنصيحة وإزالة الشبه قبل استحكامها في القلوب، وقال: "إن شبه أهل الباطل إذا استحكمت في القلب غلب الهوى على صاحبه فأصر على الباطل مع علمه أنه باطل، لذلك فإن علاج المؤمن لهذه الشبهات هو بنوعين من العلاج، الأول العلم والبيان وإزاحة الشبهة، والثاني الإخلاص وحسن القصد والاتباع الصادق؛ حتى يسلم من الهوى الذي يُعمي ويُصِمُّ". محاربة الفكر الضال وقال "أ.د.عبدالرحمن بن محمد العسيري" -عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية-: "يعد هذا الملتقى العلمي الأول عن تقويم جهود المناصحة حدثاً في غاية الأهمية يضاف للمنجزات العلمية الوطنية التي حققتها جامعة الإمام، إذ عُقد في رحابها أول مؤتمر عالمي عن الإرهاب بعنوان (موقف الإسلام من الإرهاب)، وذلك في عام (1425ه)، مضيفاً أن هذا المؤتمر يمثل البداية الحقيقية للرصد العلمي والموقف الشرعي من قضايا الإرهاب منذ انطلاق شرارته الأولى. وأشار إلى أنه توالى اهتمام الجامعة بهذا الأمر، إذ عقد في رحابها العديد من المؤتمرات والندوات، إلى جانب كم هائل من المحاضرات تجاوز في عدده (1500) محاضرة شملت كافة أنحاء المملكة، بل تجاوزت حدود الوطن لتصل إلى بلدان عدة في كل القارات، مضيفاً أن انعقاد هذا الملتقى في رحاب الجامعة ليس حدثاً استثنائياً، بل هو امتداد لجهود الجامعة المتواصلة في محاربة الفكر الضال، مشيراً إلى أن الجامعة ساهمت مساهمة فاعلة في المناصحة الفكرية، موضحاً أن منسوبيها يمثلون قرابة (60%) من العاملين في المناصحة يتوزعون على كافة التخصصات الشرعية وغير الشرعية. تشخيص المعوقات وأضاف "أ.د.العسيري" أن أهمية هذا الملتقى تتمثل في كونه الملتقى الأول الذي يُقيِّم الجهود المباركة للمناصحة؛ للوصول بها إلى مستويات أكثر فاعلية، إلى جانب تشخيص أبرز المعوقات التي ربما تعترض سبيل المناصحين، أو تحد من فاعلية البرنامج رغم النجاحات الكبيرة التي حققها؛ مما جعل العالم أجمع يشهد له أنه من أبرز البرامج التي حققت نجاحاً ملموساً في محاربة الفكر بالفكر، مبيناً أن "المملكة" ممثلة في قيادتها الأمنية "الأمير نايف بن عبدالعزيز" -رحمه الله- ، "والأمير محمد بن نايف" فطنت إلى أن الفكر لا يمكن معالجته إلا بالفكر؛ لذا أمرا حينها بإنشاء "مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية". وأكد على أن هذا المركز الذي يُعد نموذجاً في معالجة الفكر الضال حقق الكثير من النجاحات التي لا يمكن تجاهلها، كما استفاد منه الكثير من الشباب المُناصحين في تبصيرهم بحقائق الأمور الشرعية والاجتماعية التي كان الكثير منهم يجهلها؛ مما جعلهم فريسة سهلة للمُغررين الذين قادوهم إلى دهاليز الفكر التكفيري وجعلوا منهم أدوات وسهام مصوبة إلى دينهم ووطنهم، مشيراً إلى أنه رغم النجاحات الكبيرة التي حققها البرنامج، إلا أنه رغبة في الوصول إلى أقصى درجات النجاح يجتمع المناصحون في هذا الملتقى العلمي ليتبادلوا المشورة العلمية عن واقع برنامج المناصحة وتشخيصه تشخيصاً دقيقا في سبيل الوصول إلى رسم إستراتيجية شاملة تنطلق بالبرنامج من المحلية إلى العالمية في مجال محاربة الفكر الضال؛ مما يجعل التجربة السعودية أنموذجاً يُدرس في معظم أقطار العالم وتجربة رائدة تستحق الثناء. مؤسسة إصلاحية ولفت "أ.د.عبدالسلام سالم السحيمي" -أستاذ الفقه، ورئيس الهيئة الاستشارية والمنسق العلمي للجنة المناصحة بالمدينة المنورة- إلى أهمية الملتقى، موضحاً أنه يجتمع فيه نخب مهمة من علماء وأكاديميين ومتخصصين في علم الاجتماع والتربية والأمن والفكر، مؤكداً على أن احتضان الجامعة للملتقى يدل على أهميته وأهمية موضوعه الذي يُعنى بتقييم جهود المناصحة، مشدداً على ضرورة تقييم عملية المناصحة، على اعتبار أن النجاح يقتضي التقييم المستمر. وأشاد بما يقدمه "مركز الأمير محمد بن نايف" في المناصحة، موضحاً أن ما يقدمه المركز هو عملٌ محوري ومركزي مهم، مضيفاً أن المركز مؤسسة إصلاحية تربوية رسالته هي تحقيق الأمن الفكري، مشيراً إلى أن من أهدافه نشر مفهوم الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف وتحقيق التوازن الفكري والنفسي والاجتماعي لدى الفئات المستهدفة، إلى جانب إبراز دور "المملكة" في مكافحة الإرهاب، مبيناً أن دور المركز هو التخطيط والإشراف على التنفيذ، وبالتالي فإن له أهمية بالغة ودور رئيس في المناصحة. وأضاف أن عوامل نجاح المناصحة تكمن في الاعتراف بوجود الفكر المنحرف وتناميه ووجود منابع متعددة تنمي هذا الفكر، حاثاً على العمل الجاد والتعاون المستمر من كافة الجهات ذات العلاقة على إعداد البحوث والدراسات العلمية المتعمقة والبرامج الدعوية والثقافية والإعلامية وتنظيم المؤتمرات والندوات؛ لتحليل وفهم أبعاد هذا الفكر وفهم طبيعة معتنقيه وأسباب تناميه ووضع الحلول العلمية والعملية للتعامل معه وتجفيف كل المنابع التي تؤدي إلى نمو هذا الفكر -أياً كانت- والقضاء على جذوره.

مشاركة :