فتحت استقالة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك من منصبه الأحد الماضي باب التكهنات بشأن مصير السودان على مصراعيه، وسط تحذيرات من أن سيناريو انزلاق البلاد نحو العنف والفوضى يبدو الأرجح.ويرى فريق من المراقبين أن خروج حمدوك من المشهد في هذا التوقيت كان بمثابة شهادة وفاة رسمية لأي فرصة للتوصل إلى صيغة تفاهم بين القوى السياسية والمكون العسكري. ويستند هؤلاء في وجهة نظرهم إلى المظاهرات التي باتت تشكل ملمحا أساسيا في الشارع السوداني والتي أصابت مظاهر الحياة بالشلل مع دعوات لا تنتهي للاحتشاد في الميادين على الرغم من سقوط عشرات القتلى منذ قرارات رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في أكتوبر الماضي، وبينها إقالة حمدوك.وفي ظل مخاوف من دخول البلاد نفقا مظلما، دعت أطراف سودانية إلى عقد حوار بين مكونات الانتقال بغرض التوصل إلى اتفاق، وقال حزب بناء السودان، إن استقالة حمدوك بعد تعذر التوافق السياسي «أدعى إلى استشعار المسؤولية الوطنية من مكونات العملية السياسية».وأشار الحزب إلى أن البلاد انتقلت إلى وضع «ينذر بالسيناريوهات الأكثر قتامة ويحتم علينا العمل على تلافي انزلاق البلاد في أتون الحرب والتمزق».ودعا الحزب شباب الثورة وفرقاء العملية السياسية والمكون العسكري إلى «وضع مصالح البلاد في المقام الأول وتهدئة التوترات المتصاعدة والتوجه نحو حلول سياسية متوافق عليها عبر الحوار وتقديم التنازلات المتبادلة لنزع فتيل الأزمة.
مشاركة :