بيروت - كشف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء عن اتفاق مبدئي بين حزبه وحزب الله عن اسم توافقي لرئيس لبنان بعد اشهر من الشغور اثر استقالة الرئيس السابق ميشال عون وما خلفه ذلك من ازمة سياسية خانقة هددت استقرار البلد الذي يعاني صعوبات مالية كبيرة. وتعطي هذه التصريحات املا للبنانين للخروج من الفراغ الدستوري بعد ان وضع حزب الله الكثير من العراقيل امام مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية. وقال باسيل انه يجب التوافق على تحديد قانون اللامركزية الادارية والمالية الموسعة وقانون الصندوق الائتماني قبل إجراء الانتخابات المقبلة لانهما" لا يحتملان وعودا بل تنفيذ". كما أكد على ضرورة التوافق على "برنامج العهد" اي برنامج واضح للرئيس وكيفية تنفيذه وضمانات تنفيذه حتى لا تحدث انقسامات. وأضاف أن "تسهيل الاسم كان مقابل مطالب وطنية وما زلنا في بداية الحوار مع الحزب وتقدّمنا بأفكار ننتظر ردّه عليها" متابعا "المطروح مع الحزب ليس تراجعا أو تنازلا أو صفقة بل عمل سياسي". وقال "ما تحدثنا عنه هو لكل اللبنانيين وليس للتيار من قانون اللامركزية الادارية والمالية الموسعة وقانون الصندوق الائتماني اللذين نطلب اقرارهما سلفا الى برنامج العهد". وأوضح ان الحوار بين مختلف الاطراف لا يجب ان ينتظر شهر ايلول/سبتمبر المقبل برعاية فرنسية بل "يجب ان يكون مرتبطا باجندا محددة وزمن معين حتى لا يكون مضيعة للوقت مضيفا "نحن كتيار نتواصل مع اكثرية الاطراف حتى لا نقول جميعهم". وكان مبعوث الرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان بدا الشهر الماضي مهمة جديدة في بيروت، تتخللها مباحثات يعتزم إجراءها مع قوى سياسية بارزة في إطار مساعي بلاده لكسر الجمود الرئاسي المستمر منذ نحو عشرة أشهر. وأضاف "حصل مؤخرا اجتماع مع فريق التقاطع حتى لا نبقى في موقع طرح مرشح مقابل آخر من دون اتفاق على تصور ونتمنى الا ينقطع الحوار والدعوة مفتوحة ودائمة. وشدد على انه "لا إمكان لانتخاب رئيس للجمهوريّة إلا بالتفاهم، ونعوّل على الحوار اللبناني-اللبناني، ومنذ الأساس قلنا إن البرنامج هو أساس التفاهم". وتحدث باسيل عن محاولات بعض القوى للتذاكي لتحقيق مصالحها قائلا "نرى الكثير من التذاكي والغطاء الوحيد الذي يمكن ان تحصل عليه الحكومة هو الغطاء الشعبي والعمل ضمن اطار تصريف الاعمال والمسرحيات لا تعطيها ثقة الناس". كما تناول رئاسة التيار الوطني في الفترة المقبلة قائلا "استحقاق رئاسة التيار هو في 10 ايلول وفي 10 آب يفتح باب الترشيح وادعو كل تياري يرى في نفسه القدرة او الاهلية او اذا لم يكن راضيا على اداء قيادة التيار فهذه فرصته للترشح ونحن التيار الوحيد في لبنان حيث لا تنتخب الرئيس فئة محددة بل كل المنتسبين. وإثر لقاء في الدوحة في 17 تموز/يوليو دعا ممثلون للسعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وقطر السياسيين اللبنانيين إلى "اتخاذ خطوات فورية لكسر الجمود". ومنذ انتهاء ولاية ميشال عون في نهاية أكتوبر/تشرين الأول فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه. ولا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب. نذ أشهر، تدير البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية فيما يشترط المجتمع الدولي إصلاحات ملحة من أجل تقديم دعم مالي يساعد لبنان على النهوض من مأزقه الاقتصادي المزمن. ويزيد الشغور الرئاسي الحالي في لبنان الوضع الاقتصادي سوءًا في بلاد تشهد منذ 2019 انهيارًا اقتصادياً صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
مشاركة :