يسلط التصعيد في بحر الصين الجنوبي الضوء على المواجهة بين القوتين العظميين في شرق آسيا، إحدى بؤر التوتر العالمية الأكثر أهمية. ولا يرغب أي من الطرفين باندلاع صراع بينهما، لكنهما في الوقت نفسه على غير استعداد لإفساح المجال لأي منهما. وتشعر الصين بأنها مطوقة بين أميركا والدول المحيطة بها، وتضع تطوير سلاح البحرية لديها في صميم تعزيز قدراتها العسكرية. ومن المرجح أن تواصل بكين بسط سيطرتها في المنطقة، بينما ترغب واشنطن في الحفاظ على موقعها منذ عام 1945 كقوة استراتيجية رئيسية في شرق آسيا. خلال سنوات النمو الاقتصادي السريع، كانت الصين سعيدة برؤية أميركا تلعب دور رجل الأمن الإقليمي. الآن ينظر الرئيس الصيني شي جينبينغ في سياسة خارجية جديدة تسعى إلى بسط قوة الصين ووجودها أولاً في المنطقة ومن ثم عالميا، كما يستدل من زيارته الأخيرة إلى بريطانيا، وهذا ما يثير قلق واشنطن. وكان إرسال مدمرة أميركية إلى المنطقة أخيرا تحركا محدودا، لكن له أهمية أكبر شأنا، إذ يشير إلى مواجهة مستمرة بين الرغبة الأميركية في الحفاظ على الوضع القائم، وجهود الصين في توسيع نفوذها.
مشاركة :