في البداية أود أن أوجه تحية شكر وتقدير لكل الزملاء العاملين في المؤسسات الإعلامية الحكومية منها والخاصة على جهودهم في سبيل تغطية الأحداث الجارية في المنطقة ومتابعة الدور الفاعل الذي تلعبه المملكة على أكثر من صعيد إقليمي ودولي. لكن لنتحدث بصراحة.. هل استطعنا كإعلاميين مواكبة المتغيرات التي من حولنا والانسجام مع الأهداف السامية للدولة التي تقود تحالفاً في اليمن وتشارك في آخر لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسورية؟ في الحقيقة.. تبدو هذه المهمة صعبة خاصة في ظل غياب التنسيق المتبادل والاستراتيجية الإعلامية الواضحة التي كان من الممكن أن تستثمر الكثير من الإمكانات والجهود المخلصة بالشكل المطلوب لتحقيق هذه الغاية. نعلم جيداً أنه في أي حرب لا بد من وجود ما يسمى بغرفة عمليات مشتركة، أو القيادة والسيطرة، للتحكم في سير المعركة وتنظيم القطاعات العسكرية خلال المواجهات الميدانية وهذا هو ما ينقصنا كوسائل إعلام وطنية تخوض الآن معركة لا تقل شراسة عن تلك التي يخوضها جنودنا على الأرض. المتابع لتغطية قنوات مضادة كالعالم الإيرانية والمنار والمسيرة وحتى الميادين يدرك أنها تدار من مكتب واحد، صياغة الأخبار والتقارير، استخدام مصطلحات بعينها، التبادل المشترك للمقاطع المصورة الواردة من المكاتب والمراسلين، كل ذلك يؤكد هذه الحقيقة. وعلى الرغم من ذلك تفشل تلك القنوات في التأثير على المشاهد العربي الذي أصبح أكثر قدرة على كشف الأكاذيب التي تروج لها قنواتهم مهما حاولت تلوينها وتسويقها بمصطلحات كالمصداقية والحياد. هم ينسقون فيما بينهم على اختلاف دولهم وألسنتهم لنشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة عنا، وعن الدور الذي نقوم به لخدمة قضايانا العربية والإسلامية، فمن الأولى أن نتعاون فيما بيننا وحتى خارج النطاق الوطني لنشر الحقيقة التي يحاولون تزييفها وإخفاءها عن مشاهديهم. نحن بحاجة حقيقية لتأسيس ما يمكن وصفه ب (مكتب تنسيق إخباري وطني) يتجاوز دوره وزارة الثقافة والإعلام ليشمل جميع الوزارات الفاعلة كالخارجية والدفاع، وقبل ذلك لا بد من الإعداد لخطة إعلامية استراتيجية ترسم الخطوط والمواقف العريضة من كافة القضايا والملفات الإقليمية البارزة ما سيسهم بشكل كبير في توحيد الجهود للخروج بموقف إعلامي واضح قادر على التعاطي بسرعة وديناميكية مع أي حدث عاجل وحتى التجهيز لحملات إعلامية قد تمهد لأي تحرك راهن أو على المستوى المنظور. هناك العديد من الإعلاميين المبدعين الذين يمتلكون المهارة والفكر والخبرة اللازمة لرسم وقيادة استراتيجية إعلامية قادرة على أن تواكب هذا التحرك غير المسبوق للمملكة، متى ما أتيحت لهم الفرصة العادلة لخدمة وطنهم ومليكهم دون إقصاء أو تهميش.. وحينها فقط يمكن لنا تحقيق الانتصار الكامل في كل مواجهاتنا المقبلة. m2maihi@gmail.com
مشاركة :