قُتل وأُصيب العشرات من عناصر «داعش» في أعنف غارات للتحالف الدولي على قضاء هيت وضواحيها غرب الرمادي، فيما تستعد قوات مكافحة الإرهاب لشن عملية عسكرية واسعة على مناطق شرق الرمادي. وفي غضون ذلك، واصلت قوات مشتركة من الجيش و «الحشد الشعبي» عملياتها في غرب سامراء، حيث نزح المئات من الأشخاص هرباً من العمليات العسكرية، فيما تسعى الحكومة إلى تأمين منطقة الجزيرة التي تربط غرب محافظة صلاح الدين مع الأنبار. وقال شعلان النمراوي، أحد شيوخ عشائر قضاء هيت، لـ «الحياة»، إن «طيران التحالف الدولي شنّ غارات جوية عنيفة استهدفت معاقل داعش في مركز هيت وبلدات كبيسة والمحمدي والكصيرات والأطرش التابعة لها». وأضاف أن العشرات من عناصر «داعش» قتلوا وأصيبوا في الغارات الجوية، وتم نقل الجثث والجرحى إلى المستشفى الرئيسي في المدينة، كما قاموا بفرض حظر للتجوال على الأهالي خوفاً من فقدان السيطرة على المدينة. وأشار النمراوي إلى أن الغارات الجوية ستمهّد لانطلاق عملية عسكرية برية خلال أيام ناحية كبيسة، لتحرير هيت بمشاركة قوات عمليات الجزيرة والبادية ومقاتلي العشائر. ولفت إلى أن غالبية عناصر «داعش» غادرت هيت ولم يتبقَّ سوى بعض العناصر المحلية، فيما تم إلقاء منشورات على السكان في شأن الإجراءات اللازم اتباعها عند انطلاق العمليات العسكرية. وفي الرمادي، مركز محافظة الأنبار، قال ضابط كبير في قيادة عمليات الجيش لـ «الحياة»، إن قوات مكافحة الإرهاب تستعدّ لتسلّم مهام المعارك شرق الرمادي، بعد التأخر في تحريرها من جانب القوات الموجودة هناك. وأضاف أن تحرير مركز الرمادي سيبقى في خطر من دون تحرير بلدات الحامضية والبوبالي والبوعبيد وجزيرة الخالدية، مشيراً إلى أن قوات الفرقة الثامنة للجيش تواجه صعوبة في حسم المعارك، وستتسلم قوات مكافحة الإرهاب زمام المعركة. ولفت إلى أن الخطة التي وضعتها قيادة القوات المشتركة تتضمّن تلاقي القوات الأمنية في شمال شرقي الأنبار مع القوات التي تخوض معارك في منطقة الجزيرة غرب سامراء. وأعلن قائد عمليات سامراء اللواء الركن عماد الزهيري، أمس، أن «القوات الأمنية التابعة تمكّنت من إخلاء أكثر من 643 عائلة من منطقة العباسية شمال سامراء في محافظة صلاح الدين». وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية لم ترصد أي حالة تسلّل لعناصر داعش بين العائلات بعد اكتمال الصفحة الأولى من تطهير جزيرة سامراء»، ولفت إلى أن العمليات متواصلة لتأمين سامراء في شكل كامل من هجمات داعش»، مضيفاً أن «اللواء 17 التابع لسرايا الجهاد تقدم من نهر اليابس في بحيرة الثرثار إلى منطقة منشأة المثنى، وتم خلال التقدم الذي تجاوز حدود خمسة كيلومترات، رفع العديد من العبوات الناسفة المزروعة». إلى ذلك، أعلنت هيئة «الحشد الشعبي» في الأنبار، أن القوات الأمنية تمكّنت أمس، من تحرير منطقتي جزارة الجميلة والحمدانيين، شمال قضاء الكرمة، بعملية عسكرية واسعة أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر «داعش». وأوضح بيان صدر عن الهيئة، أن قوات الأمن تمكّنت من تدمير سبع عجلات مثبتة عليها أسلحة رشاشة وثلاث منصات لإطلاق الصواريخ، كان يستخدمها التنظيم في شن الهجمات ضد القطعات العسكرية.
مشاركة :