فيما ارتفع قتلى قيادات الدفاع الجوي الحوثي إلى 3 خلال أقل أسبوع، يتواصل سقوط قيادات ومشرفي الحوثي بنيران صديقة في عدد من المحافظات اليمنية، وآخرها اليوم (الأربعاء) تم قتل مشرف حوثي في مديرية الحد بمحافظة ذمار وتزعم المليشيا أنه بسب ثأر قبلي. رثاء مليشيا الحوثي لعدد من قياداتها بدءاً من مهندس الانقلاب يحيى الشامي ونجله، وزير الشباب في حكومة الانقلاب حسن زيد، القيادي المتورط في جرائم اختطاف وتعذيب النساء سلطان زبن، قائد الدفاع الجوي الحوثي أحمد الحمزي الذي أُعلن مطلع الأسبوع الجاري مقتله، وأخيراً وليس آخراً قائد اللواء 170 دفاع جوي محمد حسين الحماسي والعميد يحيى محمد سعد الروحاني الذي أُعلن مقتلهما (الثلاثاء)، كشف هذا الرئاء تعدد روايات القتل، لكن الهدف واحد. وأوضح المراقبون إن مصرع هؤلاء القيادات وغالبيتهم مدرجون في القائمة السوداء لمجلس الأمن الدولي والقائمة الأمريكية وقائمة تحالف دعم الشرعية كعناصر إرهابية، خصوصاً الذين جرى التخلص منهم بعد الهدنة، يشير إلى أن هناك جناحاً داخل المليشيا أصبح يرى أن تلك القيادات باتت عبئاً كبيراً يجب التخلص منه بشكل سريع تمهيداً لمرحلة ربما تؤدي إلى تفكيك مزيد من الكيانات داخل صفوف المليشيا بعد توجه المجتمع الدولي نحو السلام، كما حصل في عملية تصفية جناح الحوثي لقيادات كانت تنادي بدولة مدنية وتهدد بإفشال مشروعه الدموي أمثال رئيس مكون الحوثيين في الحوار الوطني الدكتور أحمد شرف الدين وعبدالكريم جدبان والدكتور محمد المتوكل وعبدالكريم الخيواني، الذين استفادت منهم المليشيا مرتين الأولى بمصرعهم، وإنهاء أصوات مختلفة، والثانية اتخاذهم ذريعة لحربها ضد الشعب اليمني عبر الأكاذيب وخداع ذوي الضحايا بالشعارات الكذابة، مؤكدين أن كل الروايات الحوثية حول مصرعهم باستثناء حسن زيد الذي اغتيل في وضح النهار كانت متعددة ومتضاربة، لكن المعلومات تكشف أنه تمّت تصفيتهم بشكل سري خصوصاً أن الشامي قتل هو ونجله وزوجته في منزلهم وجرى الإعلان عن كل واحد بشكل متتالٍ متذرعين بأن وفاتهم نتيجة إصابتهم بكورونا. لكن مصادر مطلعة أكدت أنه جرى تصفية قادة الدفاع الحمزي والحماسي الأسبوع الحالي بطائرة مسيرة مفخخة حوثية في مديرية صرواح مع قيادات أخرى يتوقع أن يتم الإعلان عن وفاتها خلال الأيام القادمة. وتوقع مراقبون يمنيون أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التصفيات الداخلية في ظل الهدنة القائمة وحرص المجتمع الدولي على ضرورة الوصول إلى حل سلمي، مؤكدة أن الجناح الأقوى الذي ربما يكون صاحب الرأي الأقرب للوصول إلى سلام هو من سيتولى مهمة إدارة عملية التصفية بغية الفوز بحصة من الكعكة خصوصاً أن المرحلة القادمة لم تعد مرحلة حرب وإنما مرحلة سلام بدعم إقليمي ودولي، مرجحين أن يكون البقاء للأقوى في الأجنحة الحوثية المتعددة. وقال المراقبون: المتابع للوضع اليمني لأكثر من 7 عقود من الزمن يجد أن الصراع داخل أجنحة المليشيا الحوثية دخل مرحلة يمكن أن نطلق عليها «لمن الغلبة اليوم»، فجميع قادة المليشيا عادوا من الجبهات الخاملة بسبب الهدنة غير المعلنة وأبقوا على بعض من أتباعهم للمناوشات والقنص والهجمات في ظل توقف الإمدادات المالية والغذائية. العائدون وجدوا أنهم غائبون عن مكاسب كبيرة جنتها من ورائهم قيادات عليا طوال الأيام الماضية من مبانٍ كبيرة وسيارات فارهة لتتحول صنعاء إلى حلبة صراع خفي. ومن هنا، فإن الصراع الحوثي المتصاعد والضحايا الذين يتساقطون دون حرب يؤكدان قرب رسو السفينة اليمنية على اليابسة والوصول إلى يمن جديد يعلي مصلحة الشعب على كل المصالح، ويؤسس لدولة مستقرة تؤمن بحق كل مواطن وتحترم المواثيق والاتفاقيات الإقليمية والدولية.
مشاركة :