فيلم "من الجبل" يحصد أربع جوائز في مهرجان السويداء السينمائي

  • 8/12/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

للعام السادس على التوالي تقدم محافظة السويداء مهرجانها السينمائي الذي يتضمن العديد من الطروحات السينمائية المجسدة لطموح الشباب في متابعة العمل لبلوغ أعلى درجات التفاعل مع السينما تحقيقا لشغفهم الفني. خمسة أيام من الحراك السينمائي قدم فيه المهرجان أطيافا من فن السينما لجمهور متعطش لها. اختتمت مساء الخميس أعمال مهرجان السويداء السينمائي في دورته السادسة في قصر الثقافة في مدينة السويداء الواقعة جنوب سوريا، وهو الذي نظمته الشركة “الوطنية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني” بالتعاون مع عدد من الجهات الأهلية مديرية الثقافة في السويداء والمؤسسة العامة للسينما في وزارة الثقافة السورية. بدأت الدورة في السادس من أغسطس الحالي، تحت رعاية محافظ السويداء بسام بارسيك، وشارك فيها أربعة وثلاثون فيلما من تسع دول عربية (العراق ومصر والمغرب والجزائر وليبيا والسعودية والإمارات وتونس وسوريا). وقد أعلنت لجنة التحكيم جوائزها النهائية حيث فاز فيلم “من الجبل” بأربع جوائز هي أفضل فيلم وأفضل إخراج للمخرج فيصل الأطرش وأفضل تصوير لنقولاي كالاتزين وأفضل ممثلة ليمنى مروان، كما فاز فيلم “نبيذ صيف” بجائزتين هما أفضل سيناريو لناصيف شلش، ونال الممثل رامي الأحمد فيه على جائزة أفضل ممثل مع الممثل مروان أبوشاهين عن دوره في فيلم “اسوداد”، أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فقد قررت لجنة التحكيم حجبها ومنحت تنويها للممثلة ثريا محمد عن دورها في فيلم “نبيذ صيف”. الفيلم قدم لغة بصرية لافتة وتعامل مع موضوع وطني يخص مقارعة مستعمر بشكل درامي هادئ ورصين بعيد عن الشكليات وشارك في الدورة السادسة من المهرجان العديد من الجهات السينمائية المحلية والعربية، فشارك من سوريا اثنا عشر فيلما ومن المغرب ثلاثة أفلام وشاركت مصر بستة أفلام، كما شارك العراق بخمسة أفلام، ثم السعودية والإمارات وليبيا وتونس بفيلم واحد لكل منها. المشاركة السورية كانت الأكبر، فقدمت مؤسسة السينما خمسة أفلام، بينما قدمت جهات أهلية بقيتها. وفي الافتتاح قدمت الشركة المنظمة فيلما حمل عنوان “منذ عرفت هواك أغلقت قلبي” لمخرجه عصام الداهوك الذي قدم بلغة سوريالية تجريدية تجربة سينمائية حاكى فيها واقعا حياتيا يعاني منه الناس في سوريا، ومقدما مقدار التقدير الذي يحمله أبناؤها لحجم الآلام التي مرّت بها في محنة الحرب التي عانت وما تزال منها. وما لفت نظر المتابعين للمهرجان أنه استقطب شريحة واسعة من الجمهور المحلي، الذي وفد إلى صالة العرض في المركز الثقافي العربي وهو يترقب حضور بعض الأفلام التي تحقق له جزءا من طموحه الفني في فن السينما. رباعية سينمائية d كان لافتا في المهرجان تميز بعض الأفلام التي حققت حضورا هاما على منصة التتويج، حيث حضر فيلم “من الجبل”، الذي يقدم جزءا زمنيا بسيطا من حياة المجاهد سلطان باشا الأطرش زعيم الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي في عام 1927، مصورا العذابات التي مر بها مع مجموعة من الناس بعد أن قرر المستعمر نفيهم إلى الأراضي الأردنية، ومن ثم إلى وادي السرحان في المملكة العربية السعودية بعدها، وهو النفي الذي استمر لمدة عشر سنوات. قدم الفيلم لغة بصرية لافتة وتعامل مع موضوع وطني يخص مقارعة مستعمر بشكل درامي هادئ ورصين بعيد عن الشكليات التي يعتمد عليها عادة في معالجة هذه الموضوعات. وحظي موضوعه وطريقة معالجته بالكثير من الاهتمام. أما الفيلم الثاني الذي حضر مرتين على منصة التتويج فكان “نبيذ صيف” للشاب ناصيف شلش، الذي سيكون قريبا ضمن خريجي الدفعة الأولى من طلاب الجامعة العربية الدولية في سوريا. وقد سبق للفيلم المشاركة في المهرجان السينمائي الإلكتروني الذي أقيم منذ فترة في دمشق ونال فيه جائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثلة. ولم تقتصر مشاركة الشباب في المهرجان على السينمائيين، بل كان لهم نصيب في المتابعة الإعلامية والتنظيمية. من خلال مساهمة شركة “أنامورفيك فيلم” بتقديم التعاون التنظيمي والإعلامي من خلال فريق عمل متكامل ضم فريقا مختصا بإعداد تقارير إعلامية يومية، إضافة إلى النشر الإلكتروني وتقديم الصور المناسبة التي ترصد تفاصيل يوميات المهرجان. آمال الغد Thumbnail قدّمت في المهرجان محاولات سينمائية جادة من منطقة السويداء، كان من أهمها فيلم “اسوداد” الذي قدمته مجموعة من هواة السينما، ولفت الأنظار إليه لطريقة معالجته لفكرة الخير والشر. وقدم الفيلم بشكل أساس هاويان هما ثائر نصرالدين وورد أبوشاهين وشارك في الفيلم الممثل مروان أبوشاهين وهوالمحترف الوحيد فيه ونال عنه جائزة أفضل ممثل مناصفة مع ممثل آخر في فيلم ثان. حضرت شخصية مصطفى العقاد المخرج السوري والعالمي الشهير بكونه ضيف الشرف في المهرجان وهو أمر دأبت عليه الجهة المنظمة حيث سمت دورتين سابقتين باسمي الفنان نضال سيجري والأديب حنا مينا. وقدمت الفنانة السورية الشهيرة منى واصف في حفل الافتتاح رسالة مصورة خاصة لجمهور المهرجان تضمنت قراءة شخصية لها عن الراحل العقاد وفنه. وأوضح عصام الداهوك مدير المهرجان في نهايته أن “المهرجان سيسير قدما إلى الأمام رغم كل التحديات وسوف نتابع تقديم السينما الشبابية التي يريدها الجمهور. قدمت في المهرجان بعض الأفلام التي بين متابعون بأنها لم تكن على قدر المسؤولية، لكنني أؤكد أن من يعرف طبيعة المهرجانات السينمائية في العالم يعي بأن هذا الأمر طبيعي، وأن هذه الحالة تكون في كل المهرجان السينمائية ولكن بنسب متفاوتة”.

مشاركة :