يقلد داعش تكتيك النازيين لغسل أدمغة الأطفال الصغار ليصبحوا الجيل القادم من القتلة، وفق ما أعلن مركز "كويليام" البريطاني المعني بمكافحة الجماعات الإرهابية. وأشار الخبراء إلى أن داعش يغرس في الأطفال أيدولوجيته المتطرفة منذ لحظة ولادتهم، في دراسة هي الأولى من نوعها حول الكيفية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي باستغلال الأطفال والإساءة إليهم، حيث يعتبر مقاتلو التنظيم أن الأطفال نسخة "نقية" من أنفسهم، على غرار المصطلح المستعمل من قبل النازيين، بحسب ما أفادت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية. ومن أصل 800 بريطاني ذهبوا إلى مناطق سيطرة داعش في سوريا والعراق، يعتقد أن 50 منهم من الأطفال. وكانت الأمم المتحدة تلقت أخيراً تقارير عن أن داعش أنشأ جناحاً للأطفال خصيصاً، يدعى "فتيان الإسلام". وبدراسة آلية داعش الترويجية، وبالتحدث مع مصادر تعيش في مناطق التنظيم، أكد مركز "كويليام" أن "داعش يستميت لتجنيد الصغار، لتأمين مستقبله"، مشيراً إلى أن العديد منهم يجري تحويلهم لجواسيس وجنود وانتحاريين ومنفذين لعمليات إعدام التنظيم. وخلص التقرير إلى أن داعش يركز جهوده على تعليم الأطفال عبر مناهج مبنية على التطرف، ويرى مقاتلو التنظيم حالياً أن الأطفال "نسخة أفضل وأكثر إهلاكاً" من المقاتلين الحاليين أنفسهم، فـ "عوضاً عن تحولهم إلى أيدولوجية متطرفة فيما بعد، يجري تعليمهم التطرف من الصغر"، حتى يصبحوا أشرس وأقوى وأقسى، ويتمرنون على العنف منذ نعومة أظافرهم، في مقارنة بين أطفال داعش وجنود النظام النازي، الذين صنعوا "أطفال هتلر" لغسيل مخهم. وأشار التقرير إلى أن الأطفال استخدموا بكثافة في دعايات داعش، ما بين أغسطس(آب) 2015، وفبراير(شباط) الماضي، حيث نشرت أكثر من 250 مادة تستغل أطفال التنظيم، سواءً عبر فيديوهات أو مجلات أو غيرها. ويعلم التنظيم الأطفال أن العنف "طبيعي"، عبر جعلهم يمسكون رؤوس ضحايا التنظيم المقطوعة، أو يلعبون كرة القدم بها. وكانت بعثة الأمم المتحدة للعراق أعلنت أن داعش اختطف ما يقدر بـ 900 طفل، تتراوح أعمارهم بين 9 و15، حيث أجبر الكثيرون منهم على ارتياد مدارس في مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم. وشدد تقرير مركز "كويليام" على أن داعش يستخدم عال الخوف لتجنيد الصغار، عبر تهديد هؤلاء الذين ينشقون عنه بالضرب بالسياط، والتعذيب، والاغتصاب. يذكر أن الأمم المتحدة صادقت على تقرير كويليام، وسيعرض في جلسة للبرلمان يوم الأربعاء المقبل.
مشاركة :