سمير الفيل: المبدع من يبث الحياة في كتابته

  • 3/7/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سمير الفيل شاعر وروائي وناقد، استطاع هو وغيره من الأدباء أن يصنع حراكاً ثقافياً في أقاليم مصر، عبر إنتاجه الأدبي الذي يصل إلى خمسة دواوين شعرية، وثلاث روايات، وأربع عشرة مجموعة قصصية، كما أنه كان واحداً من مؤسسي مؤتمر أدباء الأقاليم في دورته الأولى عام 1969 وهنا حوار معه. * لماذا تحولت عن كتابة الشعر إلى السرد في المرحلة الأخيرة؟ - تعلمت على أيدي الجيل السابق علينا في الكتابة، كيف أعبر عن الموقف الوطني برؤية جمالية، هذا ما حاولت أن أفعله في ديواني الأول الخيول، وقد تمكن الكاتب الراحل محمد الشربيني من تحويله إلى عرض مسرحي بعنوان غنوة الكاكي، واستمرت هذه التجربة عبر خمسة دواوين، وفي أحد المؤتمرات الأدبية قرأت قصيدة بعنوان النول حين سمعها أحد النقاد قال إنها أقرب إلى روح السرد، فانتقلت إلى كتابة القصة القصيرة، ووجدت تشجيعاً من الناقد الراحل عبد القادر القط، حين كان يترأس تحرير مجلة إبداع، ولم أكن وقتها قد أخذت الأمر بجدية، إلى أن حدث التحول الكبير مع دخولي عالم الإنترنت، حيث وجدت ترحيباً من مئات الكتاب العرب بالتجربة. * لكن هناك غلبة لكتابة القصة القصيرة عندك؟ - أنا أميل إلى فكرة القصة القصيرة، فهي من أكثر الأشكال الإبداعية روعة، وكل مجموعة تختلق عوالم مدهشة مختلفة عن الأخرى، المجموعة القصصية تعتمد على حدث صغير، لكنها تستوعب حدثاً كبيراً، فتجربتي في التجنيد بالجيش المصري عبرت عنها في مجموعتي شمال يمين وعبرت في تجربتي صندل أحمر عن تجربتي كعامل في محل أحذية وأنا طفل، وجاء التعبير عن تجربة العمل في ورش صناعة الأثاث من خلال مجموعة مكابدات الطفولة والصبا. * هل تعتمد على الخبرة الحياتية وحدها في الكتابة؟ - أعتمد على الخبرات الإنسانية التي مررت بها، فعن طريقها تستطيع أن تشكل بنية الأحداث، خاصة بعد أن قرأت الأعمال الإنسانية الكبيرة لكتاب عالميين مثل مارسيل بروست ونجيب محفوظ وكافكا وغيرهم، هؤلاء شجعوني على الكتابة، فأنا أعتمد على مادة واقعية، وليس معنى ذلك أنني أخضع لها، لكن هناك انحيازات جمالية تساعد على مقاربة الأحداث، العجينة السردية تستطيع أن تشكلها حسب ثقافتك، والكاتب الحقيقي هو الذي يستطيع أن يبث الحياة فيما يكتب، فتشعر بأن شخصياته تدب على الأرض. * هل هناك مرجعيات محددة وراء ما تكتبه؟ - لا بد أن يكون للكاتب موقف وطني وإنساني، وأن يكون مؤمناً بالعدل الاجتماعي والحرية، ومن أهم التجارب التي تعلمت منها تجربة عبد الحكيم قاسم ومحمد روميش وعبد الفتاح الجمل وصبري موسى، ولا توجد قطيعة بين الأجيال، فهناك تجربة إبراهيم عبد المجيد عن الإسكندرية، وعندما أكتب عن شخصيات وأماكن، عايشتها وعشت فيها، أكون أكثر صدقاً.

مشاركة :