شهدت العاصمة الليبية طرابلس اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين فصيلين منذ ليلة (الاثنين - الثلاثاء) أسفرت عن وقوع إصابات، وسط قلق أممي. واندلعت الاشتباكات بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب التابع للمجلس الرئاسي و (اللواء 444) التابع لرئاسة أركان الجيش داخل مناطق جنوب طرابلس (عين زارة والسدرة وصلاح الدين)، بحسب الإعلام المحلي. ونقلت قناة ((ليبيا الأحرار)) المحلية عن الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي قوله إن الحصيلة المبدئية للاشتباكات هي إصابة 20 شخصا بين مدني وعسكري. وأضاف علي إن أكثر من 100 عائلة أجليت من منازلها كانت عالقة في مواقع الاشتباكات، مشيرا إلى أن هناك عائلات أخرى عالقة داخل منازلها، لكن الوصول إليها متعذر بسبب احتدام القتال، وننتظر وقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة لإخراج العالقين. من جهتها، دعت وزارة الصحة الليبية في بيان نشرته عبر صفحتها على موقع ((فيسبوك)) إلى التبرع بالدم، كما دعت طرفي النزاع إلى توفير ممرات آمنة لفرق الإخلاء والإنقاذ والطوارئ لإنقاذ المدنيين العالقين في مناطق الاشتباكات. ولم تذكر الوزارة في بيانها تسجيل أي حالات إصابات أو قتلى جراء الاشتباكات. ودعا وزير الصحة رمضان أبو جناح طرفي النزاع المسلح المندلع جنوب العاصمة طرابلس إلى التهدئة والدخول في هدنة، كي تتمكن فرق الإنقاذ والإخلاء من إجلاء المدنيين والجرحى. في السياق ذاته، أعلنت رئاسة جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري اليوم (الثلاثاء) على خلفية توتر الأوضاع الأمنية في محيط الجامعة. وأعلنت عدة شركات طيران ليبية تعليق الرحلات من مطار معيتيقة وإليه، بسبب الاشتباكات الدائرة في طرابلس. وقال الناطق باسم مطار مصراتة الدولي سليمان الجهيمي في تصريحات صحفية إن عددا من شركات الطيران قامت بنقل طائراتها من مطار معيتيقة الدولي في طرابلس إلى مطار مصراتة 200 كم شرق طرابلس، كإجراء احترازي نتيجة لتوترات أمنية بالعاصمة. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر الإنترنت تبادلا كثيفا لإطلاق النار وإغلاقا لبعض الطرق الرئيسة بضواحي جنوب العاصمة وانتشارا أمنيا كثيفا وأضرارا جسيمة بعدد من المصحات الطبية والشقق المنزلية واحتراق سيارات مدنية. ونجمت هذه الاشتباكات عن قيام قوات (الردع) باحتجاز العقيد محمود حمزة آمر (اللواء 444 قتال) في مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، وفقا لوسائل إعلام محلية. ولم يصدر أي موقف أو توضيح من الجهات الرسمية في طرابلس أو حتى من الجهتين المتناحرتين. وأعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا اليوم عن قلقها بشأن الأحداث والتطورات الأمنية التي تشهدها طرابلس منذ يوم أمس وتأثيراتها الوخيمة على المدنيين. ودعت البعثة في بيان صحفي إلى الوقف الفوري للتصعيد ووضع حد للاشتباكات المسلحة المستمرة، وتطالب الأطراف المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه حماية المدنيين. وتابعت "العنف ليس وسيلة مقبولة لحل الخلافات، ويجب على جميع الأطراف الحفاظ على المكاسب الأمنية التي تحققت في السنوات الأخيرة". وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي في ظل تواجد حكومتين، الأولى برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس وهي منبثقة عن اتفاق سياسي قبل أكثر من عامين، والأخرى ترأسها فتحي باشاغا قبل إيقافه وهي مكلفة من قبل مجلس النواب وتمارس مهامها من سرت وسط البلاد. وعانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، قبل توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر من العام 2020.
مشاركة :