«الأعنف منذ بداية العام وربما منذ سنوات».. هكذا وصفت وسائل الإعلام الليبية الاشتباكات الأخيرة التي دارت رحاها في طرابلس بين فصيلين مسلحين. وهي الاشتباكات التي ألقت الضوء مجددا على صراع النفوذ بين الميليشيات المتحاربة في العاصمة الليبية. الاشتباكات التي وقعت بين قوة الردع الخاصة واللواء 444 في أحياء العاصمة لم تكن الأولى بين الفصيلين المسلحين خلال هذا العام. فقد اندلعت اشتباكات بين الفصيلين في مايو الماضي شرق العاصمة وأدت إلى إصابة العديد من المواطنين. وتتبع قوة الردع الخاصة المجلس الرئاسي بينما يتبع اللواء 444 وزارة الدفاع في حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة. واللافت في الأمر أن سبب الاشتباكات التي وقعت في مايو يرجع إلى قيام قوة الردع بالقبض على أحد قيادات اللواء 444. وهو نفس السبب الذي أدى إلى اندلاع الاشتباكات الشهر الجاري. عندما أقدمت قوة الردع على اعتقال قائد اللواء 444 العقيد محمود حمزة. والمفارقة العجيبة هي أن قائد اللواء 444 محمود حمزة كان يشغل سابقا منصب الرجل الثاني في قوة الردع التي قامت باعتقاله. ولكنه انفصل عن قوة الردع ليقوم بتأسيس اللواء 444 في طرابلس عام 2019 وتحالف مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج. ووفقا للسي إن إن.. تعد قوة الردع أكبر تشكيل مسلح في قوة حماية طرابلس والتي تعد التحالف الأساسي لميليشيات العاصمة. ويتواجد في العاصمة الليبية أكثر من 35 ميليشيا وفصيلا مسلحا مختلفة الأيديولوجيات والأهداف. وهو يعد أحد الأسباب الرئيسية في إدراج العاصمة الليبية في المركز قبل الأخير ضمن قائمة أسوأ مدينة للعيش وفقا لمؤشر الرفاهية العالمي عام 2023. لمزيد من التفاصيل حول هذا الملف ينضم إلينا ضيوفنا: من طرابلس الدكتور مسعود السلامي أستاذ العلاقات الدولية جامعة الزيتونة، ومن بنغازي الدكتور عثمان البدري وكيل وزارة الخارجية الليبية السابق وأستاذ العلاقات الدولية جامعة بنغازي، ومن القاهرة الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. اشتباكات طرابلس.. هل هي معركة شخصية أم اندلاع الصراع له أبعاد وخلفيات سياسية؟ اشتباكات طرابلس المسلحة.. هل اشتعال الصراعات يعيد الحل السياسي في ليبيا إلى نقطة الصفر؟
مشاركة :