عبدالهادي عباس يُعيد قراءة الشعر والنثر العربي في 'سراديب الدهشة'

  • 8/17/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

 يحتوي كتاب "سراديب الدهشة" لمؤلفه الكاتب الصحفي عبدالهادي عباس علي مجموعهة من المقالات المبوبة والمفهرسة بحسب نوعية ما يكتب فيها من تحديد للكتابة عن الشعر ثم يتناول السرد وأمثلة له ثم ينهي الكتاب بالحديث عن يحيي حقي وقندل أم هاشم. وتلك السياحة الداخلية في عقل القاريء العربي تتضح شيئا فشيئا إذا توغلنا داخل تلك النصوص التي تنير "سراديب الدهشة" في كل اللقاءات المتصلة بين النص وتراثه وحداثته سواء أكان النص سرديا أم شعريا؟  والرحلة التي يأخذنا فيها الكاتب بين متون التراث الأدبي العربي منذ التراث القديم ومرورا بنفحاتٌ من شِعْرِ المحدثين والمطورين لحركة الشعر العربي من مثل العقاد حيث يسبر أغوار القصيدة لدي عاس محمود العقاد الذي يبدو أن الكاتب يقدره أدبيا وشعريا فيحلل قصيدته ترجمة شيطان (نزعات الشك في الإنسانية).  ثم ينتقل الي قراءة واعية في نثريات العقاد ودلل عليها بتحليل مقال العقاد الشَّاعر "في ضوء النظرية الأسلوبية". بينما عرج في نهاية مبحثه هذا مع العقاد علي عدة تأويلات من شِعْر الحدَاثة تحت عنوان "تأويلاتٌ مُغايرةٌ".  أما الفَصْلُ الثانِي من كتاب "سراديب الدهشة " الذي أسماه غِرَاسٌ أندلسِيَّةٌ فقد تناول فيه بالنقد والشرح والتحليل صُورةُ الأندلسِ في شعرِ أبي همَّام، ثم انتقل بعدها الكاتب للحديث عن أصول فنُّ المُوشَّحات (نشأتُه- مصادرُه- بناؤه) وكيف تمكن العرب في الأندلس من البراعة في تطوير فنون الموشحات الأندلسية وذكر أمثلة علي ذلك من مشاهير العصر الأندلسي.  لكنه ما برح الشعر وفن الموشحات حتي عاد مرة أخري الي الحديث عن النثر وفنونه في الفصلُ الثالث من الكتاب والذي عنونه ب حديثُ النَّثر بدأه بمناقشة مثلا وجمالها وايقاعها المتناغم وجزالة ألفاظها وتناسبها مع العصر الذي قيلت فيه حيث بدأ تاريخيا بمثال علي هذا النثر المتفرد في السرد العربي واختار مثالا من عند الإمامِ عليِّ رضي الله عنه وهو بِنيةُ الرِّسالةِ السِّياسِية. ثم انتقل الي عصر آخر من الفكر الإنساني وخص حديثه عن تأثير الكواكبي علي الفكر الإنساني عامة والفكر العربي خاصة.  ولم ينسي أن يشير في مبحثه حول السرد العربي أن يتحدث عن صُبح الأعشي للقلقشندي، بينما قرر أن ينهي تلك السراديب من دهشة الإبحار في ذاكرة العرب الشعرية والسردية ألا ينسي النص المسرحي والرواية حيث قدم في مبحثه قبل الأخير حديثا عن ملامحُ الأسطورةِ في المسرحِ المِصري، ثم تبعه في فصل أخير بمقال تحليلي ولرؤية تحليلية لرواية الأديب الراحل يحيي حقي "قنديل أم هاشم". وسواء نجحت هذه السياحة العقلية في تراث الأدب العربي في الشعر والسرد ورواده أم تعثرت فلعلها حركت راكدا في مياه الثقافة العربية لكل من يقرأ الكتاب سيري مدي ارتباط الكاتب بالأصول ويري فيها تمسكا بالأصالة ونفي الحداثة التي يري الكاتب أنها أضرت بأكثر ما أفادت السرد العربي وشعره. 

مشاركة :