تساؤلات حول حاضر ومستقبل الشعر العربي في 'تراث'

  • 3/7/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صدر في أبوظبي، العدد 281 لشهر آذار/مارس 2023، من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات - مركز زايد للدراسات والبحوث.. حيث احتوى العدد على ملف خاص حمل عنوان "أسماء المدن في الإمارات.. أصالة وانتماء"، تضمن مجموعة من الدراسات والمقالات لنخبة من كتاب الإمارات والعالم العربي.  وفي افتتاحية العدد، أكدت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، على أن المواضيع والأمكنة في دولة الإمارات العربية المتحدة اكتسبت أسماءها من بينات الدولة المختلفة سواء الاجتماعية أو الثقافية أو اكتسبتها من محيطها الجغرافي والتاريخي: فكانت حقاً كمرآة لما حولها وسجلا التاريخ الماء المحيط.  وأضافت بأن دراسة اسم المكان ومدلوله يبعث على التأمل والتفكير، وأن كل تسمية يكون وراءها حدث ما أو تاريخ معين له دلالاته الجغرافية والتاريخية.   ولفتت "الظاهري" إلى أن المصادر العربية التي حفظت بعضا من أسماء مواضع دولة الإمارات قد تنوعت لتشمل مصادر جغرافية وتاريخية ولغوية وأدبية، وأنه من المتعارف عليه أن أسماء المواضع تأتي على نوعين إما أن تكون أسماء عامة، مثل: "السيح" أي المنطقة الصحراوية الترابية الواسعة، و"النقاء" وهي الكثبان الرملية، وإما أسماء خاصة ووصفية وتعبر عن أحوال البيئات القديمة وتضاريس المكان مثل "سيح السلم" نسبة لكثرة أشجار السلم أو "عين الفايضة" لتدفق عين الماء لمدة طويلة وصلت لسنوات عدة، وإما تذكارية مثل صبح الدم، وقد تكون أسماء عشوائية أو من قبيل المصادفة مثل هور العنز، في دبي، والهور، مستنقع منخفض تتجمع فيه مياه الأمطار، ولم يعد ذلك المكان الذي قد كانت تأتيه الماعز لتشرب الماء كما كان قديماً، ولكن الاسم ظل إلى اليوم.   وأوضحت بأن أسماء المواضع تتغير تبعاً لاختلاف الظروف من زمن إلى آخر، وأن الأسماء قد تطرأ عليها ظروف تستدعي تغييرها واستبدالها.   خصوصية وأصالة  وجاء في ملف العدد الذي تناول موضوع أسماء المدن في دولة الإمارات، دراسة بعنوان "مسميات المدن والمناطق في الإمارات.. خصوصية وأصالة" كتبتها منى حسن، وكتب خالد صالح ملكاوي عن "الأماكن في الإمارات.. مسميات ودلالات عبر التاريخ"، فيما حملت مشاركة فاطمة سلطان المزروعي عنوان "أبو ظبي.. ذاكرة مكان وتاريخ يُروى للأجيال"، وجالت بنا مريم سلطان المزروعي في "بينونة.. أيقونة الرمال"، واضاء الأمير كمال فرج على " جغرافية الإمارات في التراث الشعري"، واستعرض جمال مشاعل، توثيق أسماء الأماكن في المكتبة الوطنية والأرشيف الإماراتي، وتوقف حسن صالح محمد عند موضوع "التراث الجغرافي الوصفي وأرض السبخة (بندر أبوظبي) ما بين ابن خرداذبة والإدريسي"، واستعرض حمادة عبد اللطيف "أصل تسمية بعض الأماكن في إمارة الشارقة"، واختتم الملف بمقال "هوية المكان في ذاكرة القصيدة الإماراتية"، لعادل نيل.  أدب الرحلات بين الإمارات والعالم  وفي موضوعات العدد: نتعرف من خلال مقال أحمد حسين حميدان، على العوالم الإبداعية للشاعر الإماراتي عبدا لله السبب، وترسم لنا نوزاد جعدان صورة قلمية لـ "التراث الفني للبشتون"، ويحاور هشام أزكيض الشاعر السعودي محمد الجلواح"، ونقرأ لمحمد فاتح زعل "بِيْدار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح"، ويقدم الدكتور شهاب غانم قراءة في كتاب " التناص في الأمثال الشعبية الإماراتية"، لمؤلفه الدكتور عبد الحكيم الزبيدي، ويكتب لنا عبدالفتاح صبري عن "روحية الأبواب"، ويأخذنا ضياء الدين الحفناوي، في رحلة إلى مدينة الأقصر عاصمة مصر القديمة، وتسلط مريم النقبي الضوء على "الشاعر حمد بن علي المزيني سيرة شعرية حافلة بالإبداع"، ويحكي لنا محمد عبد العزيز السقا عن "الرحالة المصور الذي عاصر الشيخ زايد بن خليفة (زايد الكبير) وصورة أبوظبي في أقدم رحلة ألمانية مطلع القرن العشرين"، ونقرأ لفاطمة عطفة "أدب الرحلات بين الإمارات والعالم"، ونتعرف على "سرديات من التراث الشفاهي الإماراتي" من خلال مقال موزة عويص على الدرعي، ويقدم خليل عيلبوني الحلقة الحادية عشرة من سلسلة مقالاته "ذكريات زمن البدايات"، ونقرأ مع هيثم يحيي الخواجة كتاب "الألعاب والألغاز الشعبية في الإمارات العربية المتحدة"، لمؤلفه نجيب عبدالله الشامسي.  التاريخ بين الاحترام والتقديس  وفي موضوعات العدد أيضا: تتبّعُ أسماء يوسف ذياب الكندي تاريخ "مدينة دبا" في أمهات الكتب العربية، وأما محمد حسن الحربي فجاء مقاله بعنوان "الحضارات لا قتوم على الخرافات"، ونقرأ لنايلة الأحبابي "يا طير سلم عالحبيب"، ونبقى مع عبدالله يحيي السريحي وقراءة جديدة في "معجم البلدان"، باعتباره رائد المصنفات والموسوعات الجغرافية التراثية، ونتعرف من خلال مقال نورة صابر المزروعي على "الموسيقى في الحضارة الفارسية"، ويتساءل جميل لحام: "الشعر العربي إلى أين؟ ولماذا انكفأ الشعر العربي وتصدرت الرواية قائمة الأدب"، ويناقش شريف مصطفى محمد قضية "التاريخ بين الاحترام والتقديس"، وفي سوق الكتب نقرأ لفيبي صبري "المبدأ الأنثوي الأبدي: أسرار الطبيعة المقدسة"، وأضاء علي تهامي الضوء على "رمضان في لغة العرب وثقافتهم"، ونعود للأمير كمال فرج مجدداً في مقال بعنوان "القهوة المحبوبة السمراء تُلهم الشعراء والمحبين"، وعلى الصفحة الأخيرة من العدد نقرأ لفاطمة حمد المزروعي "الصوت هو وجهك الآخر".  يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشئون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.     وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم. وانطلقت المجلة من رؤية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة. 

مشاركة :