دمشق - أجرى الجيش الأميركي مؤخراً مناورات عسكرية مع قوات حماية الشعب الكردية بمدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا في رسالة قوية لكل من تركيا وروسيا من مغبة التدخل وفرض السيطرة في عدد من المدن ذات الاغلبية الكردية والتي تحظى بالحماية الغربية. وأفادت مصادر محلية بأن الجنود الأميركيين أجروا مناورات عسكرية مع عشرات من عناصر الفصائل الكردية في الفترة بين 15-17 آب/ أغسطس. واستخدم خلال المناورات مضادات طيران وعربات مدرعة من طراز "برادلي" أميركية الصنع وأسلحة ثقيلة متنوعة. ويقوم الجيش الأميركي بشكل متواصل بتدريب عناصر التنظيم في جبل "عبد العزيز" بالحسكة وقاعدتيه في حقلي "العمر" و"كونكو" للنفط بمحافظة دير الزور. والمناورات العسكرية المكثفة بين الجيش الاميركي والفصائل الكردية رسالة قوية لتركيا التي تطلق بين الفينة والاخرى تحذيرات بشن عمليات عسكرية واسعة شمال سوريا بذريعة مكافحة الارهاب ومسلحي حزب العمال الكردستاني. ووجهت واشنطن ضغوطا لانقرة السنة الماضية بعد ان هدد الجيش التركي بشن عملية عسكرية واسعة لاجتياح المناطق الكردية عقب هجوم انتحاري استهدف شارع الاستقلال في اسطنبول واوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى رغم نفي الفصائل الكردية في سوريا تورطها في العملية. وشنت تركيا منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية في سوريا استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنّت مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على مناطق حدودية واسعة. ودفعت الانتهاكات التي تقوم بها الفصائل الموالية لانقرة واشنطن لفرض عقوبات على اثنين من الجماعات المسلحة التي تتمركز في سوريا وثلاثة من قيادات الجماعتين فيما يتعلق بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في مناطق ذات غالبية كردية. وقالت وزارة الخزانة الأميركية الخميس إنها أدرجت لواء سليمان شاه وقائدها محمد حسين الجاسم وشقيقه الأصغر وليد حسين الجاسم وكذا فرقة الحمزة وقائدها سيف بولاد أبو بكر على خلفية الانتهاكات الجسيمة بحق سكان منطقة عفرين في شمالي سوريا. وذكرت وزارة الخزانة في بيان: "هذه الجماعات المسلحة فاقمت المعاناة التي سببتها سنوات من الحرب الأهلية في شمالي سوريا وأعاقت انتعاش المنطقة من خلال الانخراط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الفئات الضعيفة من السكان". وتسعى واشنطن كذلك لتعزيز نفوذها في مواجهة الهيمنة الروسية حيث دخل الطرفان في توتر بعد ان اتهم الجيش الأميركي الطيران الروسي يخرق البروتوكولات العسكرية والاحتكاك بسلاح الجو الأميركي في أجواء سوريا. وهدد الجيش الأميركي بانه سيتصدى للانتهاكات الروسية في سوريا ولن يسمح بتهديدات تقوم بها فصائل شيعية وقوات من النظام لاستهداف الحسكة وذلك بدعم روسي. وتعتقد الولايات المتحدة والغرب عموما ان دعم حلفائهم الاكراد الذين شاركوا في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية كفيل بحماية مصالحهم في مواجهة نفوذ دول اقليمية ودولية.
مشاركة :