بيت الشعر بالمفرق ينظم أمسية شعرية مختلفة ومتميزة

  • 8/19/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نظم "بيت الشعر المفرق" بالأردن، أمسية شعرية مختلفة ومتميزة، عزف فيها على أوتار الجمال والإبداع كل من الشاعرين: د. حكمت النوايسة، والشاعر والإعلامي نضال برقان، وأدار مفردات الأمسية الشاعر د. ماجد العبلي، وحضرها كوكبة من أصدقاء بيت الشعر وقامت بتغطيتها فضائية الشارقة. هذا وقد رسم الشاعران لوحات من الصور الشعرية وجمالية اللغة، وضمن رؤيتهما الفلسفية للحياة والذات الشاعرة، قصائد متنوعة تفاعل معها الحضور لفنيتها العالية، النوايسة شاعر قناص الصورة واللحظة المعاشة.  القراءة الأولى استهلها الشاعر الدكتور حكمت النوايسة وذهب بنا إلى زمن جائحة وقبلة مايا وتفاصيل الأيام عصفت بالعالم والحجر المنزلي، بلغة مكثفة تعبر عن مكنونات النفس البشرية، معرجا إلى حوارية جميلة "حصان على ورق".  من قصيدته "قبلة مايا في زمن كورونا" نقتطف منها حيث يقول "طيّريها في الهواء طيّري قبلتك البيضاءَ في هذا الفضاء طيّريها في الهواء لي مجسّات ستؤويها إلى قلبي بحبّ وانتشاء طيّريها... ابتعدي عنّي فعندي خبرة كافية أن أجعل البعدَ اقترابا والحنينَ الذي يجرف ليلا بلياليه احتفاء طيّري القبلة لا تقتربي... إنّه عصر الوباء طيّريها يا ابنتي إنّ أباك اعتاد أن يسرق رشفًا من نجومٍ في السماء". ومن قصيدة "حصان على الورق" الذي رسمه الشاعر بذائقته الفنية مسقطه على واقعنا المرير، نختار منها: "رسمت حصانًا وركبته في الحدود طلبوا الحصان! قلت لهم: إنّه حصاني وإنّه ورق... قالوا: (حصانك) نفهمها... وأما كونه ورقًا فتهمة تستحق عليها العودة مشيا؛ لأنّك تستخفّ بنا... عدتُ مشيًا، ولكنني رسمت حصانًا على التراب وركبته... كان سريعًا، وكنت متعبًا وأبحث عن ورق وجدت ورقًا، ورسمتُ زورقًا، وهمت في صحراء العرب لا أحد يصدّق أنّ هذه القصيدة زورقٌ هكذا أعبر الحدودَ كلَّ ليلةٍ". إلى أن يقول فيها: "مرّت على عجَلٍ وتأخّرتْ في الوصولِ مرّت على عجَلٍ بين حزني على عشّاقها الحمقى وشغفي الملجّمِ أداريه كسوءةٍ وقد كان محرابَ عشقي ويقيني بلا يقيني الخجولِ والأمامَ الذي أدّعيه وسُرادقي الذي كوّنته في طُـــ لـــُ ولـــ ي الحبُّ الّذي لا طفولةَ فيه حبٌّ أخذ من النضجِ ما يجعله هشًّـــا  وضعيفًا لا يقاوم أيَّ خدش". من جهته الشاعر نضال برقان صاحب ديوان "مجاز خفيف" قرأ غير قصيدة مخاطبا "ليل الوردة" بلغة محكمة البناء والمعنى تعاين الذات الشاعرة وتقف على أنين الناي ممسكا بخيط السرد الشعري تاركا قلبه مشرعا للريح. من قصيدته "ليلُ الوردةِ" يقول: "يا ليلُ هبْني شرفةً وكلاما  قلبُ الكليمِ هوى وضلَّ إماما هبني نديمًا، كلّ ندمانِ المساءِ تبدلوا، وتصيروا أصناما  هبني أنينَ الناي..  ذاتَ جهالةٍ جعلوه في غبشِ القتالِ سهاما هبني لِعارفةٍ غوايةَ نجمةٍ  هبني لأبناءِ السبيلِ مَقاما قلبي كقلبِكَ، مشرعٌ للريحِ، في  جسدي استطابَ الراحلون مُقاما وشربتُ في غبشِ المجازِ وصحوِهِ وجعَ الطريقةِ والطريقِ مُداما الوجدُ وجدي، الواجدون عِتــرّتـي  والنارُ تقدحُ في الضلوعِ ضِـراما  في القلبِ أنتَ، وأنتَ في مرآتِهِ  حيٌ ووحيٌ لا يحيدُ غراما  يا وردةَ التذكارِ جُنّ عبيرُها  وهوى بقلبِ المُستهامِ حساما ما لي سوى كلِمٍ وماءِ مجازِهِ ويدي تلوّحُ للظلالِ سلاما".  ويمضي بنا محلقا بنا أيضا باسم وردته ومجازاته الشعرية إلى مساحات التجلي، من قصيدته "باسمِ الوردةِ" نطالع هذا المقطع: "أحنّي بِالهوى كفًا وقلبا وأطرقُ بابَـكم وأغيبُ حُبّا وأُعلي بِاسمِ وردتِكم سمائي وأشعلُها إذا ما الوجدُ هبّا    أغنّـيـكم، وأطلِقُ في عروقي طيورَ محبّةٍ سِــربًا فـسِــربا أطرِّزُ بِاسمِكم ليلَ الأغاني  وأجعلُ نجمَكم في القلب قلــبا كأنّــي محضُ أغنيةٍ.. أدورُ  وفي جسدي أصبُّ النّارَ صبّــا أنا المقدودُ من صخرِ الكلامِ ويشربُــني مجازُ الغيْبِ نخــبـا أنا ظمأٌ، وفي أُفُقِ اليقينِ سحائبُ نأيِكم شــرقــًا وغــربا".

مشاركة :