علماء وعظماء بلا مدارس!

  • 8/19/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل تعلمون أن هناك علماء ومشاهير وعباقرة نجحوا في الحياة وحفروا أسماءهم في التاريخ، وهم لم يكملوا تعليمهم ولم يتموا تخرجهم من المدرسة ولا من الجامعة؟ خذ مثلا، «وليام شكسبير».. أحد أشهر الروائيين في العالم، التحق في البدء بالمدرسة ثم تركها بسبب ضائقة مالية لأسرته.. ولا ننسى «توماس إديسون» مخترع المصباح.. طردته المدرسة لأن المدرسين اعتقدوا أنه غبي.. «بيل غيتس» الثري ومؤسس مايكروسوفت.. لم يكمل دراسته الجامعية. و«ستيف جوبز».. مؤسس شركة «آبل» درس في كلية لأشهر، ثم تركها ليعمل مصمما لألعاب الفيديو. وعلى مستوى العرب والمسلمين، ها هو «أحمد ديدات».. الشيخ والداعية الشهير.. درس إلى السادس الابتدائي ثم انقطع عن الدراسة لظروفه المادية... و«عباس محمود العقاد» الأديب المعروف.. تخرج من الابتدائية ولم يكمل تعليمه. وعلى المستوى المحلي، الشيخ سليمان الراجحي، رجل الأعمال والملياردير الزاهد مؤسس مصرف الراجحي ودواجن الوطنية.. ترك المدرسة وهو بالصف الثاني الابتدائي. لا أحد يفهم من هذا المقال أني أقلل من أهمية المدرسة، وتلك الأمثلة وإن كان ترك أصحابها المدرسة - التعليم النظامي - لكنهم لم يتركوا «التعليم»، تركوا مقاعد المدرسة بسبب ظروف مادية أو صحية وبسبب عقبات اعترضتهم لكننهم سلكوا طرقا بديلة من خلال البيت أو المسجد أو عبر التعلم الخاص حتى وصلوا لقمة النجاح. الأمثلة السابقة لا تعني أن من يترك المدرسة هو مبدع بالضرورة، إنما تعني أن المدرسة أداة للتعليم وأن من لم يتمكن من الدراسة فيها أو هي لم تستوعب مواهبه فهناك مدارس أخرى كمدرسة «الحياة»، وهناك التعلم الذاتي وتعليم الأسرة.... وكلها تصب في إناء واحد متى ما اجتهد المرء. «المدرسة» وسيلة تتطور مع الزمن، كانت في الماضي موجودة من خلال «الكتاتيب» وربما تنتهي غدا لتبدأ مدارس المستقبل بشكل وفكرة جديده. لماذا يكره الطلاب المدرسة؟! إن طبيعة المدرسة وقوانينها من حضور ورتابة أيامها وموادها.. كلها عوامل تزيد من كراهية الطالب للمدرسة.. قرأت للشيخ علي الطنطاوي قوله: (لقد صرت معلما في الابتدائية، ومدرسا في الثانوية، وأستاذا في الجامعة، وما ذهب عن نفسي الضيق بالمدرسة، والفرح بالخلاص منها، والأنس بيوم الخميس، واستثقال يوم السبت، وما ذهبت إلى المدرسة أو الجامعة مرة إلا وتمنيت أن أجدها مغلقة، أو أجد الطلاب قد انصرفوا منها، والدروس معطلة فيها!). هذا الحديث لم يأت من شخص فاشل في الدراسة، ولكنه أتى من الشيخ الذي كان يحتل مكانة في العلم.. إنها طبائع البشر فالناس يملون الروتين ويتضايقون بالقوانين، وعندما يقول الطالب أو الموظف أحب العطلة، فهذا لا يعني بالضرورة أنه يكره الدراسة والعمل، ولو كره المدرسة فلا يعني عدم إيمانه بأهمية العلم. * قفلة قال أبو البندري غفر الله له: الحياة مدرسة تعلمك تارة، وتركلك تارة أخرى.. فاستفد من دروسها واحذر ركلاتها. ولكم تحياتي،،، @alomary2008

مشاركة :