فيما رجحت مصادر أن يكون الكشف عن وثائق سرية وراء اعتقال وزير الخارجية الباكستاني السابق شاه محمود قريشي، طالت سلسلة التطهير التي تشنها الحكومة الجديدة الناشطة الحقوقية إيمان زينب مزاري، ابنة وزيرة حقوق الإنسان السابقة. وذكر مسؤولون أن الشرطة في إسلام أباد اعتقلت الناشطة الحقوقية البارزة، إيمان مزاري، بسبب خطاب تحريضي ضد الجيش ذي النفوذ في البلاد، في تجمع حاشد. وقالت والدتها وزيرة حقوق الإنسان السابقة، شيرين مزاري، إن مجموعة كبيرة من رجال شرطة العاصمة اقتحمت منزل مزاري واقتادتها في الساعات الأولى من صباح أمس، مشيرة إلى أن الاعتقال ليس سوى انعكاس لـ»فاشية الدولة». وقالت مصادر أمنية، إن مزاري سٌجلت لها قضية إلقاء خطاب تحريضي ضد المؤسسة الأمنية في تجمع حاشد لحركة «بشتون تحفظ»، أو حركة حماية البشتون، الجمعة الماضي، وأثار الاعتقال غضبا على مستوى البلاد، إذ عد كثيرون هذه الخطوة محاولة لخنق حرية التعبير. وألقت الشرطة في العاصمة الباكستانية إسلام أباد القبض على وزير الخارجية الباكستاني السابق، وأشار وزير الداخلية سارفراز بكتي لوسائل الإعلام، إلى أن اعتقال شاه محمود قريشي جاء لصلته بقضية تتعلق بإساءة استخدام وثائق رسمية، وتابع: إنه «سيجري اعتقال كل من تمت تسميتهم على صلة بالقضية بموجب القانون». وسجلت وكالة التحقيقات الاتحادية الباكستانية قضية ضد عمران خان، رئيس الوزراء السابق للبلاد، ومساعديه المقربين بما في ذلك قريشي، لمشاركتهم معلومات عبر البرقية وانتهاك قانون الأسرار الرسمية. وزعم خان أن الولايات المتحدة تقف وراء مؤامرة للإطاحة بحكومته، وهي الخطوة التي ينظر إليها على أنها محاولة للاستفادة من المشاعر المعادية للولايات المتحدة، في مسعى لحشد الدعم قبل التصويت على سحب الثقة الذي جرى العام الماضي. ووسعت الوكالة نطاق تحقيقاتها بعد أن نشرت منظمة، ذا إنترسيبت، الإخبارية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، الوثيقة السرية، في وقت سابق من هذا الشهر. وقال حزب «حركة إنصاف الباكستانية» المعارض في بيان: «لا يوجد مبرر للقبض على قريشي في قضية إساءة استخدام وثائق سرية، لأنه يتعاون بالفعل مع المحققين». وقال الحزب إن قريشي عوقب لانفصاله عن خان، وكشفه خططا لتأجيل الانتخابات العامة. وكان قريشي أعلن في مؤتمر صحفي أن حزبه سيطلب من المحكمة العليا ضمان إجراء انتخابات في غضون 90 يوما وفقا للدستور، وهو ما قالت لجنة الانتخابات إنه غير ممكن. واعتقل خان في وقت سابق خلال الشهر الجاري، بعد أن قضت محكمة بسجنه 3 سنوات بتهم فساد. حملة الاعتقالات الباكستانية.. لماذا؟ التحريض المتواصل لأتباع رئيس الوزراء السابق عمران خان تورط بعضهم في قضايا تتعلق بتقليب الرأي العام وزيادة الكراهية رغبة الحكومة الجديدة في التعامل بحزم لإنهاء الاضطرابات بباكستان الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد
مشاركة :