صنعاء - غادر الوفد العماني اليوم الأحد العاصمة اليمنية صنعاء دون التمكن من حلحلة المفاوضات المتعثرة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي التي أعلنت رفضها القبول بالنقاش حول عدد من الملفات من بينها صرف الرواتب وفتح مطار صنعاء، ما يكشف مضيّ المتمرّدين في تعنّتهم وتلغيمهم مسار التفاوض بشروط توصف بـ"التعجيزية". وقال مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين "لم يعد من المقبول الاستمرار في الوضع الراهن الذي يعيشه أبناء اليمن في ظل استمرار الحصار والتجويع وتحويل الاستحقاقات الإنسانية المتمثلة في صرف مرتبات كافة موظفي الدولة وفتح مطار صنعاء ورفع كلّ القيود المفروضة على الموانئ إلى محل تفاوض"، وفق وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للجماعة. وتابع أن "الجماعة مع السلام العادل الذي يضمن حقوق الشعب اليمني وقد أثبتت ذلك خلال الفترة الماضية "، مضيفا أنه "على دول التحالف أن تثبت جديتها في السلام بتقديم الخطوات العملية في تنفيذ مطالب الشعب اليمني المتمثلة في الملف الإنساني كأولوية"، قائلا "صبر شعبنا قارب على النفاد والحق لهذا الشعب أن يدافع عن نفسه". وقال عبدالملك العجري، عضو فريق المفاوضات في الجماعة، في تصريح أوردته قناة "المسيرة" الفضائية الناطقة باسم الحوثيين إنه "يجري الترتيب لجولة مفاوضات قادمة نسعى أن تكون حاسمة في وضع حد لمعاناة الشعب اليمني، لا سيما الاستحقاقات الإنسانية لأن استمرارها هو استمرار للحرب بشكل آخر". والخميس وصل وفد الوفد العماني إلى صنعاء، في زيارة من أجل التباحث مع قيادة الحوثيين لاستئناف المفاوضات لحل أزمة اليمن، خصوصا فيما يتصل بالملفات الإنسانية، بعد وصولها إلى طريق مسدود. وكانت جماعة الحوثي قد وافقت سابقا على صرف الرواتب بناء على الكشوفات التي تعود إلى ما قبل اندلاع الحرب، لكنها رفعت سقف مطالبها في خطوة تصعيدية مفاجئة تنطوي على رغبة في استثمار مساعي الحكومة الشرعية والتحالف بقيادة السعودية لإحلال السلام في اليمن. وتكثفت خلال المدة الأخيرة مساع إقليمية ودولية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء وجولات خليجية للمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ والأممي هانس غروندبرغ . وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن عادت العلاقات بين السعودية وإيران بعد الاتفاق الذي أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين البلدين. وأبدت السعودية في وقت سابق تفاؤلا بإمكانية حلحلة الأزمة اليمنية ودفع طرفي الصراع إلى العودة إلى طاولة الحوار، لكن الوضع يبدو شديد الضبابية رغم استعدادت أبدتها كافة الأطراف لإنهاء أسوأ صراع مسلح في شبه الجزيرة العربية. لكن المفاوضات بين السعوديين والحوثيين لم تفض إلى التوصل إلى اتفاق، فيما لخّص السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر الوضع بقوله "لا شيء واضحا، لكنني متفائل ونأمل بإذن الله أن يجد اليمنيون مخرجا في أسرع وقت ممكن".
مشاركة :