"الصفيان": على المجتمع التعليمي أن يستفيد من الذكاء الصناعي لبناء المستقبل

  • 8/21/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الكاتب الإعلامي محمد عبدالعزيز الصفيان بأن العالم يعيش في عصر تقني متقدم، حيث تعمل التقنية على تحويل جوانب حياتنا المختلفة، بما في ذلك التعليم، وإحدى هذه التقنيات الحديثة التي تشكل ثورة في مجال التعليم هي الذكاء الاصطناعي وهو مجموعة من التقنيات والبرامج التي تمكن الأنظمة الحاسوبية من محاكاة الذكاء البشري واتخاذ القرارات والتعلم من البيانات. وقال الكاتب الصفيان في مقالة له نشرتها "اليوم" إن أحد الجوانب الرئيسة التي يساعد فيها الذكاء الصناعي في تحسين التعليم هو فهم الاحتياجات التعليمية الفردية لكل طالب. حيث يمكن للأنظمة المدعومة بالذكاء الصناعي تحليل البيانات المتاحة حول الطلاب، مثل الأداء السابق وأنماط التعلم، وتوفير توجيهات وملاحظات مخصصة لكل طالب. وهذا يساعد المعلمين على تلبية احتياجات الطلاب بشكل أفضل وتقديم تعليم ملائم لمستواهم ومهاراتهم الفردية. وأضاف: "من خلال استخدام الذكاء الصناعي، يمكن تخصيص التعليم بشكل أكبر للطلاب. ويمكن للأنظمة المدعومة بالذكاء الصناعي تقديم محتوى تعليمي فردي ومناسب لاحتياجات كل طالب. يمكن أن تتعلم هذه الأنظمة من تفاعلات الطلاب وتوفير تجارب تعليمية مختلفة تناسب أساليب التعلم المختلفة، سواء كان ذلك من خلال مقاطع فيديو توضيحية أو تمارين تفاعلية أو نقاشات مباشرة. وهذا يسمح للطلاب بتعلم المفاهيم بشكل أفضل وتعزيز فهمهم واكتساب المهارات بشكل أكثر فعالية". وأردف: "من هنا نستطيع توفير ردود فعل فورية، حيث تعتبر هذه الردود جزءاً هاماً من عملية التعلم. ويمكن للذكاء الصناعي تحسين جودة التعلم من خلال توفير ردود فعل فورية للطلاب. كما يمكن للأنظمة المدعومة بالذكاء الصناعي تقييم أداء الطلاب وتزويدهم بتغذية عاجله حول أدائهم على الفور. هذا يسمح للطلاب بتحسين أدائهم وتصحيح الأخطاء بشكل سريع، مما يعزز تجربة التعلم الفردية ويحفزهم على التحسين المستمر". واضاف: كذلك يمكن للذكاء الصناعي أن يلعب دوراً في تعزيز التعلم الذاتي للطلاب. يمكن للأنظمة المدعومة به توفير موارد تعليمية إضافية وموصى بها وفقاً لاهتمامات الطلاب ومهاراتهم. يمكن أن توفر تلك الموارد تحديات إضافية وفرص للتوسع في المعرفة وتطوير المهارات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الصناعي لتتبع تقدم الطلاب وتوفير تقارير وتحليلات شاملة لتقييم تطورهم وتوجيههم في رحلتهم التعليمية. وأشار إلى أن التقنية المدعومة بالذكاء الصناعي تعتبر وسيلة فعالة للتعليم عن بُعد وتقليل الفجوات الاجتماعية والاقتصادية في التعليم. ويمكن للطلاب في المناطق النائية أو المحرومة الوصول إلى موارد تعليمية عالية الجودة وتعليم فردي من خلال الذكاء الصناعي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد الذكاء الصناعي في توفير تعليم متاح وميسور التكلفة للطلاب في جميع أنحاء العالم، مما يعزز فرص التعليم المتساوية ويساهم في تحقيق التنمية الشاملة للمجتمعات. وقال إنه رغم الفوائد العديدة لاستخدام الذكاء الصناعي في التعليم، إلا أنه يواجه أيضاً بعض التحديات، منها: الاعتماد الكامل على التقنية، فقد يتطلب استخدام الذكاء الصناعي التكامل الكامل مع الأجهزة والبرامج التكنولوجية المتقدمة، وهذا قد يكون تحدياً للمؤسسات التعليمية التي ليست لديها البنية التحتية الكافية أو الموارد المالية اللازمة لتنفيذ ذلك. وذكر من التحديات أيضاً نقص التفاعل الإنساني، فقد يؤدي الاعتماد المفرط على التقنية والذكاء الصناعي إلى نقص في التفاعل الإنساني بين المعلم والطالب. قد يفتقد الطلاب إلى التواصل الشخصي والتفاعل المباشر مع المعلم، مما يؤثر على جوانب مثل التشجيع والتحفيز والتوجيه الشخصي. وأشار بأن من التحديات أيضاً قدرة التقنية على استيعاب التعدد الثقافي، حيث يجب أن يكون الذكاء الصناعي قادراً على التعامل مع تنوع الثقافات والخلفيات اللغوية للطلاب. يمكن أن تواجه التقنيات المدعومة بالذكاء الصناعي صعوبة في توفير تجارب تعليمية شاملة ومنصفة للطلاب من مختلف الثقافات. واختتم الصفيان قائلاً: "يمكننا القول إن الذكاء الصناعي لديه القدرة على تحويل مستقبل التعليم من خلال تجاوز القيود التقليدية وتوفير تجربة تعلم مخصصة وفعالة للطلاب. ومع تغلب التحديات التقنية والأخلاقية، تظل الفرص متاحة للمزيد من التقدم في تطبيق الذكاء الصناعي في التعليم وتحسينه. لذا، ينبغي للمجتمع التعليمي أن يستفيد من الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الصناعي لبناء مستقبل تعليمي أكثر فعالية وتميّزاً".

مشاركة :