ارتفع خام برنت امس مسجلا ذروته لعام 2016 فوق 40 دولارا للبرميل مع بحث المنتجين عن سعر ارتكاز جديد للنفط بعد موجة البيع التي استمرت لنحو عامين لكن بعض المحللين حذروا من أن تخمة المعروض العالمي مازالت كبيرة. وارتفعت أسعار الخام العالمية أكثر من 40 بالمئة في الشهرين الأخيرين بعد أن بلغت أدنى مستوياتها في 12 عاما. وتدعمت مكاسب اليوم ببيانات تظهر زيادة دون المتوقع في مخزونات نقطة التسليم لعقود الخام الأميركي في كاشينج بولاية أوكلاهوما والحديث بأن أوبك تطلع إلى سعر 50 دولارا للبرميل كحد أدنى. من جهته قال جاري روس المؤسس ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة بيرا للاستشارات ومقرها نيويورك إن كبار المنتجين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بدأوا يتحدثون عن أسعار جديدة للنفط تقارب 50 دولارا للبرميل في علامة جديدة على أن موجة الهبوط الطويلة الأمد في السوق انتهت رسميا. وقال روس للعملاء منذ أسبوعين ونصف الأسبوع إن انخفاض النفط بلغ مداه حينما كان سعر الخام نحو 30 دولارا للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي منذ ذلك الحين لتغلق مقتربة من 36 دولارا للبرميل يوم الجمعة وهو ما اعتبره عدد من المحللين بحذر بمثابة قاع للأسعار. وقال روس في مقابلة مع رويترز إن من المنتظر أن تتعافى أسعار النفط إلى 50 دولارا للبرميل بنهاية العام مدعومة بخفض محتمل لإمدادات المعروض من منتجين رئيسيين في منظمة أوبك. وتابع روس وهو أحد أكثر الشخصيات قدرة على توقع اتجاهات الأسعار في قطاع النفط لما يتمتع به من تاريخه طويل في التشاور مع أعضاء أوبك "يريدون سعرا قدره 50 دولارا (للبرميل).. سيكون ذلك الركيزة الجديدة لأسعار النفط العالمية. "رغم أنه قد لا يكون سعرا رسميا مستهدفا إلا أنك ستسمعه منهم." وأشار روس في مذكرته للعملاء أيضا إلى الاتفاق الأخير بين منتجين كبار في أوبك وروسيا غير العضو في المنظمة على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير كعامل داعم للمعنويات في السوق بعد فترة قاسية كانت التجارة الآمنة فيها لا تتمثل إلا في البيع. وقال روس لرويترز "سينخفض الإنتاج الروسي على أي حال.. لماذا لا يتم الاتفاق على تجميد يعقبه خفض؟" وكان روس - الذي لا يعلن توقعاته عادة على الملأ - من بين عدد قليل من المحللين الذين توقعوا قرار أوبك بالسماح للأسعار بالهبوط في 2014. وبينما أخفقت توقعاته في أوائل العام الماضي حينما تعافى النفط إلى نحو 60 دولارا بشكل مؤقت انضم روس إلى آخرين مثل بنك جولدمان ساكس في تبني توقعات أكثر تشاؤما في الأشهر الماضية حيث توقع في ديسمبر أن يهبط الخام الأميركي دون 30 دولارا للبرميل في فبراير.
مشاركة :