صحيفة عربية تقول إن حجم الدمار الذي شهدته سوريا لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية ناقشت صحف عربية بنسخها الورقية والالكترونية طرق التوصل لحل للأزمة السورية قبل أيام من حلول الذكرى الخامسة لاندلاع المظاهرات المناهضة للرئيس بشار الأسد في 15 مارس 2011. وفيما شدد بعض المعلقين على ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة عن طريق التفاوض، أكد البعض الآخر على ضرورة تنحي الأسد أولاً لإنقاذ سوريا. صور الدمار في مقال له في الوطن السعودية، يتساءل طلال آل الشيخ عن الطرف المستفيد مما يجري في سوريا، مضيفاً: التدخل الروسي الغريب والموقف الأمريكي المتذبذب لن يغيرا حقائق ثابتة خلاصتها أن على الأسد الرحيل إذا ما أراد أن يبقي على نافذة أمل تنقذ بلاده من نار تلظت بسعيرها بسبب الجماعات الإرهابية التي سيكون تأثيرها الداخلي أشد فتكاً على المدى البعيد. وفي افتتاحيتها التي حملت عنوان: شعب غير قابل للاستسلام، استنكرت الرياض السعودية حجم الدمار المادي والبشري الذي تركته خمس سنين لم يمر على الكون أبشع منها منذ الحرب العالمية الثانية، فصور الدمار تتحدث عن هول الجريمة التي اُرتكبت في هذا البلد التاريخي. وأضافت الجريدة: لكن الذي لم يُدمر ولم تفلح معه البراميل المتفجرة أو الأسلحة الكيماوية أو الصواريخ الاستراتيجية أو المليشيات العابرة للحدود أو التنظيمات الإرهابية هو إصرار الشعب السوري على الحرية وعلى رحيل النظام الذي قتل منهم حوالي نصف مليون إنسان وهجّر الملايين. وفي الخليج الإماراتية، يعزو عبدالإله بلقزيز عدم سقوط النظام السوري خلال السنوات الخمس الماضية لـ : وجود قاعدة اجتماعية عريضة وحقيقية يستند إليها ولتماسُك الجيش واستمرار جسمه الغالب موحَداً. وأضاف بلقزيز: أمّا الثورة، التي بدأت مدنيةً وسلمية، فافتقرت إلى التنظيم بسبب ضَعف المعارضة وطغيان النزعة العفوية في الشارع. وما لبثت سلميتُها أن تبدّدت بعد بضعة أشهر حين دخلت الجماعات المسلّحة على خطها. ولأنها هي القوى المنظَّمة الوحيدة من خارج النظام، فقد آلت إليها مقاليد الثورة السورية لتأخذ البلد إلى الجحيم. وهكذا لم تكتف بتدمير الدولة والمجتمع فحسب، بل زادت على ذلك بتدمير حُلم مئات الآلاف من المواطنين الذين تظاهروا في مارس/آذار 2011 من أجل الإصلاح السياسي! أما جميل النمري في الغد الأردنية فيشدد على أهمية التوصل إلى اتفاق على الحل السياسي في سوريا، مضيفاً: لكن قد تصبح المعادلة معكوسة؛ أي أن التدخل الدولي البري هو السبيل للقضاء على داعش، ثم فرض الحل السياسي والسلام في سورية. الحل يمر من الميدان أما الصحف السورية فاستمرت في اتهام السعودية وتركيا بالوقوف وراء ما يجري في بلادها. وفي مقال بعنوان: ما وراء الأخبار، الإرهابيون في أنقرة والرياض، يقول محي الدين المحمد في تشرين إن الرأي العام العالمي بات يعتبر منظومة التآمر على سوريا أنها الوجه الآخر للإرهاب، مضيفاً: وهذا ما سيضع تركيا والسعودية أمام مرحلة جديدة من الهزائم السياسية والأخلاقية ومن التموضع الجديد في أحضان الصهيونية العالمية في محاولات يائسة للاستمرار في الهروب إلى الأمام. وتهاجم عزة شتيوي، في الصحيفة ذاتها، موقف الولايات المتحدة تجاه بلادها قائلة: مخطئ من يعتقد أن واشنطن تابت عن مشروع الشرق الأوسطي الجديد، لكنها استعصت تماماً في الحلقة السورية الأقوى بين كل الحلقات، فأذعنت للسير مكبلة بأخطائها وراء الحل الروسي السياسي للأزمة في سورية، تاركة أذنابها تخرب الطريق التي تعبده مع روسيا. تضيف الكاتبة: طريق الحل السوري يمر من الميدان السوري ومن قرار دمشق، ويعبد بمكافحة الإرهاب والمصالحات، وتزرع على أطرافه أشجار الديمقراطية لتثمر صناديق الاقتراع ما يريده السوريون.. السوريون فقط. شن الأردن عملية أمنية كبيرة ضد المتشددين في مدينة أربد الأردن في مواجهة داعش كما ناقشت بعض الصحف والمعلقين الدور الذي سيلعبه الأردن لمكافحة الجماعات المسلحة في أعقاب العملية الأخيرة التي شنتها القوات الأمنية في مدينة إربد ضد متشددين مشتبه فيهم، واحباطها خططاً لهجمات كان تنظيم الدولة الإسلامية ينوي تنفيذها في البلاد. ففي السفير اللبنانية، تقول لميس أندوني: تدل كل المؤشرات على أن العملية الاستباقية التي نفذتها قوات الأمن الأردنية ضد مجموعة سلفية مسلحة في مدينة إربد على الحدود السورية، على أن الأردن أطلق إشارة البدء في معركة مباشرة مع داعش والمجموعات المماثلة، تحسباً لتبعات استعادة القوات النظامية السورية السيطرة على مدينة درعا، ومستقوياً بالإمدادات العسكرية السريعة التي بدأت بالوصول لتعزيز الجيش وقوى الأمن الأردنية. وفي الخليج الإماراتية، يتساءل عبدالله السويجي: هل ستنتقل المملكة إلى الخطوة الثانية في حركة وقائية تفتح من خلالها حرباً مباشرة ضد تنظيم داعش والنصرة في سوريا، أم أنها ستبقى تراقب ما يحدث على الجبهات. وفي نفس الوقت تكون عرضة لعمليات مشابهة لما حدث في مدينة إربد الأسبوع الماضي؟ ويجيب السويجي: يبدو أن سياسة المملكة ستتواصل كما هي، ولن تدخل حرباً بريةً ضد داعش أو النصرة، لكنها ستشدد قبضتها على الحدود السورية الأردنية، وستضاعف عملياتها الاستخبارية، وقد تطال المجموعات الإسلامية المتطرفة وخاصة السلفيين.
مشاركة :