قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي إن تشكيل "حكومة موحدة، يتفق عليها معظم الأطراف الرئيسية الفاعلة، أمر ضروري لقيادة البلاد إلى الانتخابات"، في تحول واضح عن موقف سابق بضرورة إجراء الانتخابات أولا. قال المبعوث الأممي إلى ليبيا إن تشكيل "حكومة موحدة، يتفق عليها معظم الأطراف أمر ضروري لقيادة البلاد إلى الانتخابات". في تحول واضح عن موقف سابق بضرورة إجراء الانتخابات أولا، طالب المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي اليوم الثلاثاء (22 آب/ أغسطس 2023) تشكيل "حكومة موحدة متفق عليها في ليبيا. ولا يعترف مجلس النواب الليبي الذي يتخذ من شرق ليبيا مقرا له بحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس منذ عام 2021 بعد محاولة باءت بالفشل لإجراء انتخابات عامة. وظهرت مخاطر هذا الصراع الأسبوع الماضي عندما وقعت اشتباكات بين فصائل مسلحة في طرابلس، مما أدى لمقتل 55 شخصا في أسوأ موجة قتال هناك منذ سنوات. وركزت الأمم المتحدة في جهودها الدبلوماسية خلال السنوات الماضية على ضرورة إجراء انتخابات عامة رغم الخلافات بدلا من استبدال رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وتشكيل حكومة مؤقتة أخرى للإشراف على الانتخابات. وقال جلال حرشاوي، المتخصص في الشؤون الليبية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن "إنه يوم سيء لدبيبة. الأرض تهتز تحت قدميه". ويضغط باتيلي على مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، وهو هيئة استشارية تدلى برأيها في القضايا السياسية الرئيسية، لوضع اللمسات الأخيرة على قوانين الانتخابات. وقال باتيلي في تصريحات أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء إنه يتوقع عقد "أصحاب المصلحة الرئيسيين أو ممثليهم" اجتماعا لحل القضايا الرئيسية. ولم تنعم ليبيا بسلام أو أمن يُذكر منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي، لتنقسم البلاد في 2014 بين فصيلين متحاربين في الشرق والغرب. ورغم توقف الصراع مؤقتا بعد وقف إطلاق النار في عام 2020، فإن الثقة تكاد تكون منعدمة بين قادة الفصائل الرئيسية. ويعتقد عدد كبير من الليبيين أن القادة السياسيين لا يبالون بالتوصل لتسوية دائمة أو إجراء انتخابات قد تؤدي لإعفائهم من مناصبهم التي يشغلونها منذ سنوات. وقال تيم إيتون الباحث في الشؤون الليبية لدى تشاتام هاوس "يبدو أن هناك فرصة للتفاوض على حكومة مؤقتة جديدة لأن هناك دافعا للأطراف المتنافسة على المشاركة. ولكن بمجرد تشكيلها ستختفي جميع الإجراءات المشجعة على إجراء لانتخابات. وباتيلي لا يملك وسيلة لعقابهم". وقال باتيلي إنه يعمل مع محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي ومقره طرابلس للتحضير لعقد اجتماع تحضره الأطراف الرئيسية الفاعلة. وإلى جانب منفي، ذكر باتيلي أسماء الدبيبة ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح وخليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا. مسؤولون في الجيش الروسي يزورون ليبيا في سياق منفصل، وصل مسؤولون عسكريون روس من بينهم نائب وزير الدفاع إلى ليبيا الثلاثاء بعد تلقي دعوة من الرجل القوي الموالي لموسكو المشير خليفة حفتر. وحفتر الذي يدعم الحكومة في شرق ليبيا، مقرّب من مجموعة فاغنر الروسية الخاصة التي تحرس قواتها البنى التحتية العسكرية والنفطية في البلاد. وتتنافس حكومتان على السلطة منذ عام في ليبيا: حكومة في الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وحكومة في الشرق يدعمها حفتر. وذكر تقرير للأمم المتحدة في العام 2020 أن ما يصل إلى 1200 من مقاتلي فاغنر كانوا يدعمون حفتر الذي كان يحاول وقتها السيطرة على طرابلس. واستمر هجومه أكثر من عام لكنه لم ينجح. ويقول خبراء إن مئات من مقاتلي فاغنر ما زالوا موجودين في البلاد. ويأتي هذا الاجتماع مع تجدد التركيز على نشاطات روسيا في إفريقيا، بعد إعلان رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين في مقطع فيديو نُشر الاثنين، أن مجموعته تعمل على "صون حرية إفريقيا". وقالت وزارة الدفاع الروسية "هذه الزيارة الرسمية الأولى لوفد عسكري روسي إلى ليبيا". وأشارت إلى أن الزيارة التي يترأسها نائب وزير الدفاع يونس بك يفكيروف، نظّمت بعد محادثات مع ليبيا في منتدى الجيش 2023 ومؤتمر موسكو للأمن الدولي في وقت سابق من هذا الشهر. وأضافت "خلال الزيارة، من المقرر مناقشة آفاق التعاون في مكافحة الإرهاب الدولي وغيرها من قضايا العمل المشترك". وبحسب بيان للناطق باسم حفتر أحمد المسماري، فإن الوفد الروسي التقى ضباطا كبارا في قوات حفتر. وذكر البيان أن الجانبين بحثا في "التعاون والتنسيق" بينهما في ما يتعلق بـ"التدريب... وصيانة الأسلحة والمعدات الروسية" التي تمثل "العمود الفقري" لقوات حفتر. وتحافظ فاغنر على وجود عسكري قوي في إفريقيا حيث أبرمت شراكة مع دول عدة بينها مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى. ع.ش/ ص.ش (رويترز، أ ف ب)
مشاركة :