أعلنت شركة «رايثيون» الأميركية وفاة مخترع البريد الإلكتروني راي توملينسون عن 74 سنة، وفيما لا تزال تفاصيل وفاة الأب الروحي لرسائل العصر الحديث ومكانها غير معلنة، فإن الشركة ومن خلال بيان صحافي صدر عنها أمس أكدت الخبر. وقال الناطق باسم الشركة مايك دوبلي في بيان: «راي كان رائداً حقيقياً في العلوم التقنية، فهو الرجل الذي أحضر إلينا البريد الإلكتروني في بدايات أجهزة الكمبيوتر التي تعمل من خلال شبكات»، مؤكداً أن أسباب الوفاة لا تزال غير معروفة، فيما كانت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية أشارت إلى الاشتباه في أن الوفاة كانت نتيجة أزمة قلبية. ويدين العالم لتوملينسون بفضل كل الخدمات التي يقدمها البريد الإلكتروني اليوم، فقبل عام 1971 لم تكن فكرة تبادل النصوص بين مستخدمي خوادم مختلفة ممكنة، وفي ذلك العام كان مطلوباً من راي العمل على تعديلات لبرنامج يحفظ الرسائل على الحاسوب المشترك بين أكثر من شخص، لكنه وباستخدام شبكة شركة «آرابنت»، أضاف إلى البرنامج أوامر جديدة ومن خلالها قام بنقل رسالة من حاسوب إلى آخر. ذهب توملينسون إلى زميله ليتأكد من وصول أول رسالة إلكترونية في العالم، تفاجأ صديقه بالنتيجة التي وصل إليها راي، قال له يومها: «دعك من كل شيء آخر. هذا ما يفترض أن نعمل عليه»، فقبل ذلك اليوم، كان نقل نص من كمبيوتر إلى آخر جزءاً من الخيال، الغريب أنه وحتى وفاة مخترع البريد الإلكتروني لم يتعرف أحد على نص الرسالة الإلكترونية الأولى. لا يذكر توملينسون نص أول رسالة أرسلها، ويعتقد من دون جزم أنه أرسل (QWERTYUIOP) وهي حروف بلا معنى سوى أنها تأتي متجاورة في الصف الأول من لوحة المفاتيح القديمة وكثير من اللوحات الحديثة. بعدها تتطورت الشبكات وصولاً إلى الإنترنت، لكن آلية بناء مواقع البريد الإلكتروني اعتمدت على منهج توملينسون الأول، وبناء على كل ما كتبه في البداية أصبح ممكناً اليوم أن ننقل النصوص المكتوبة، بل وحتى الملفات عبر شبكة لا نراها.