«محنة الجراد» جديد الروائي العراقي راسم الحديثي

  • 8/26/2023
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صدر‭ ‬حديثًا‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬النخبة‭ ‬العربية‭ ‬للنشر‭ ‬والطباعة‭ ‬والتوزيع‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬محنة‭ ‬الجراد‮»‬‭ ‬للروائي‭ ‬العراقي‭ ‬راسم‭ ‬الحديثي،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الرواية‭ ‬التاسعة‭ ‬للمؤلف‭.‬ يخوض‭ ‬المؤلف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرواية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شائكة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتنظيمات‭ ‬الدينية‭ ‬ومواجهة‭ ‬المرأة‭ ‬للفكر‭ ‬الظلامي،‭ ‬بأسلوب‭ ‬توثيقي‭ ‬وبسرد‭ ‬ممتع‭ ‬للأحداث‭.‬ ‭ ‬ويقول‭ ‬المؤلف‭ ‬عن‭ ‬الرواية‭: ‬ليس‭ ‬المكتوب‭ ‬هنا‭ ‬أشعارًا،‭ ‬بل‭ ‬نزيفا‭ ‬خفيا‭ ‬تقوله‭ ‬الكلمات‭ ‬في‭ ‬نهايات‭ ‬الألم‭ ‬والنكوص،‭ ‬نزيفا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حفنة‭ ‬رماد‭ ‬اسمها‭ ‬الوطن‭.‬ المرأة‭ ‬الإنسان،‭ ‬إلى‭ ‬أم‭ ‬البشرية،‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬حملت‭ ‬جرّة‭ ‬أمل‭ ‬على‭ ‬رأسك،‭ ‬على‭ ‬مذبح‭ ‬إلغائك‭ ‬من‭ ‬الوجود،‭ ‬على‭ ‬مذبح‭ ‬من‭ ‬يرونك‭ ‬ناقصة‭ ‬عقل‭ ‬ودين،‭ (‬بقرة‭ ‬صفراء‭ ‬تسرُّ‭ ‬الناظرين‭).‬ الإنسانة‭ ‬التي‭ ‬نوت‭ ‬أن‭ ‬تسطّر‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬الإنساني‭ ‬المتطلع‭ ‬إلى‭ ‬شمس‭ ‬الصباح،‭ ‬شمس‭ ‬المعرفة،‭ ‬الشمعة‭ ‬التي‭ ‬يتألق‭ ‬ضوؤها‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬هذا‭ ‬التراكم‭ ‬الظلامي،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الهدير‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬عتيقة،‭ ‬انهمرت‭ ‬على‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬وكأنها‭ ‬عاصفة‭ ‬ترابية‭ ‬سوداء،‭ ‬منظروها‭ ‬رابضون‭ ‬في‭ ‬مقابر‭ ‬متهالكة‭ ‬عمرها‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬عظامٍ‭ ‬نخرة،‭ ‬يذرونها‭ ‬كأفكارٍ‭ ‬وعقائد‭ ‬نزلت‭ ‬من‭ ‬الغيب‭ ‬البعيد،‭ ‬علينا‭ ‬ارتداؤها‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭!‬ أتابعكِ‭ ‬وأراقبكِ‭ ‬وأنت‭ ‬تسرقين‭ ‬بصمت‭ ‬ثواني‭ ‬ودقائق‭ ‬المعرفة‭ ‬كي‭ ‬تشعلي‭ ‬شمعة‭ ‬علّها‭ ‬تنير‭ ‬الدرب‭ ‬لشمعة‭ ‬أخرى‭.‬ أخافُ‭ ‬أن‭ ‬نحزن‭ ‬عليكِ،‭ ‬كما‭ ‬حزنّا‭ ‬على‭ ‬كبارٍ‭ ‬قُتلوا‭ ‬بسبب‭ ‬كلمة،‭ ‬الحلاج‭ ‬وقولته‭ ‬الكبيرة‭ (‬أنا‭ ‬الحق‭) ‬ليُقطع‭ ‬رأسه،‭ ‬والكاتب‭ ‬فرج‭ ‬فودة‭ ‬حين‭ ‬صدح‭ ‬صوته‭ ‬مبكراً‭ ‬بضرورة‭ ‬فصل‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬ليتلقى‭ ‬بصدره‭ ‬العاري‭ ‬رصاصات‭ ‬الحقد‭ ‬العتيق‭.‬ أراكِ‭ ‬تسلكين‭ ‬ذات‭ ‬الدرب‭ ‬الذي‭ ‬سلكه‭ ‬الروائي‭ ‬فيركور،‭ ‬ذلك‭ ‬الكاتب‭ ‬الثائر‭ ‬ضد‭ ‬ظلم‭ ‬الاستعمار‭ ‬النازي‭ ‬لبلده‭ ‬فرنسا،‭ ‬فكانت‭ ‬روايته‭ ‬صمت‭ ‬البحر‭ ‬ثورة‭ ‬القلم‭ ‬ضد‭ ‬المحتل‭ ‬الذي‭ ‬يروم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬مفكري‭ ‬فرنسا‭ ‬ليستبيحها‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭.‬ ‭ ‬وأراكِ‭ ‬تسلكين‭ ‬ذات‭ ‬الدرب،‭ ‬درب‭ ‬الإصرار،‭ ‬درب‭ ‬عدم‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الخلف،‭ ‬درب‭ ‬الاستشراف‭ ‬المستقبلي،‭ ‬مهما‭ ‬كلفك‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬أنت‭ ‬البسيطة‭ ‬غير‭ ‬المسلحة‭ ‬ما‭ ‬خلا‭ ‬سلاح‭ ‬يراعكِ،‭ ‬ترفعينه‭ ‬بوجوههم‭ ‬ناشدة‭ ‬بأعلى‭ ‬صوتك‭: (‬غير‭ ‬رواياته‭ ‬لا‭ ‬مسار‭ ‬لي‭)‬،‭ ‬ليبقى‭ ‬القلم‭ ‬أقوى‭ ‬سلاحٍ‭ ‬وأعتاه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حقدهم‭ ‬وأسلحتهم‭...‬ تابعي‭ ‬واحذري‭... ‬واحذري،‭ ‬وستصل‭ ‬إليك‭ ‬من‭ ‬رواياتي‭ ‬ما‭ ‬أستطيع‭ ‬إرساله‭ ‬خلال‭ ‬الواتس‭ ‬آب‭ ‬غير‭ ‬المتوافر‭ ‬لديك‭ ‬باستمرار،‭ ‬وأهمها‭ ‬التي‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬ظروفك‭ ‬والتي‭ ‬سميتها‭ ‬سداسية‭ ‬المحنة‭ ‬وهي‭: ‬حارسة‭ ‬الظلال،‭ ‬سيدة‭ ‬المقام،‭ ‬ذاكرة‭ ‬الماء،‭ ‬مرايا‭ ‬الضرير،‭ ‬بحر‭ ‬شرفات‭ ‬الشمال،‭ ‬مضيق‭ ‬المعطوبين‭.‬

مشاركة :