صدر حديثًا عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع رواية «محنة الجراد» للروائي العراقي راسم الحديثي، التي تعد الرواية التاسعة للمؤلف. يخوض المؤلف من خلال الرواية في منطقة شائكة تتعلق بالتنظيمات الدينية ومواجهة المرأة للفكر الظلامي، بأسلوب توثيقي وبسرد ممتع للأحداث. ويقول المؤلف عن الرواية: ليس المكتوب هنا أشعارًا، بل نزيفا خفيا تقوله الكلمات في نهايات الألم والنكوص، نزيفا من أجل حفنة رماد اسمها الوطن. المرأة الإنسان، إلى أم البشرية، يا من حملت جرّة أمل على رأسك، على مذبح إلغائك من الوجود، على مذبح من يرونك ناقصة عقل ودين، (بقرة صفراء تسرُّ الناظرين). الإنسانة التي نوت أن تسطّر هذا الجهد الإنساني المتطلع إلى شمس الصباح، شمس المعرفة، الشمعة التي يتألق ضوؤها يوماً بعد يوم في وسط هذا التراكم الظلامي، في هذا الهدير من أفكار عتيقة، انهمرت على عالمنا العربي وكأنها عاصفة ترابية سوداء، منظروها رابضون في مقابر متهالكة عمرها مئات السنين، يبحثون عن عظامٍ نخرة، يذرونها كأفكارٍ وعقائد نزلت من الغيب البعيد، علينا ارتداؤها مع الزمن إلى ما لا نهاية! أتابعكِ وأراقبكِ وأنت تسرقين بصمت ثواني ودقائق المعرفة كي تشعلي شمعة علّها تنير الدرب لشمعة أخرى. أخافُ أن نحزن عليكِ، كما حزنّا على كبارٍ قُتلوا بسبب كلمة، الحلاج وقولته الكبيرة (أنا الحق) ليُقطع رأسه، والكاتب فرج فودة حين صدح صوته مبكراً بضرورة فصل الدين عن الدولة ليتلقى بصدره العاري رصاصات الحقد العتيق. أراكِ تسلكين ذات الدرب الذي سلكه الروائي فيركور، ذلك الكاتب الثائر ضد ظلم الاستعمار النازي لبلده فرنسا، فكانت روايته صمت البحر ثورة القلم ضد المحتل الذي يروم القضاء على مفكري فرنسا ليستبيحها مدى الحياة من دون رحمة. وأراكِ تسلكين ذات الدرب، درب الإصرار، درب عدم النظر إلى الخلف، درب الاستشراف المستقبلي، مهما كلفك هذا وذاك، أنت البسيطة غير المسلحة ما خلا سلاح يراعكِ، ترفعينه بوجوههم ناشدة بأعلى صوتك: (غير رواياته لا مسار لي)، ليبقى القلم أقوى سلاحٍ وأعتاه من كل حقدهم وأسلحتهم... تابعي واحذري... واحذري، وستصل إليك من رواياتي ما أستطيع إرساله خلال الواتس آب غير المتوافر لديك باستمرار، وأهمها التي تنسجم مع ظروفك والتي سميتها سداسية المحنة وهي: حارسة الظلال، سيدة المقام، ذاكرة الماء، مرايا الضرير، بحر شرفات الشمال، مضيق المعطوبين.
مشاركة :