عمون - إمبراطورية ضخمة وثروة تقدر بمليارات الدولارات، تركها يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر الروسية، بعد مقتله في حادث تحطم طائرته، "الأربعاء" الماضي، قرب موسكو برفقة 9 أشخاص آخرين على رأسهم أحد مؤسس المجموعة ديمتري أوتكين. وأثارت ملابسات حادث تحطم طائرة بريغوجين وبعض مقرَّبيه تكهنات حول احتمال اغتياله، كما تعددت الروايات بشأن الحادث. التساؤلات حول مستقبل مجموعة «فاغنر» العسكرية، هل يمكن أن تندمج في القوات النظامية الروسية، خصوصاً بعد أن وقع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية بأداء القسم العسكري مثلما يفعل جنود الجيش. أم أنها ستختفي عن المشهد؟ فاغنر شركة عسكرية خاصة، والذين لا يعرف عددهم على وجه التحديد، وسط تقدير بأنه يبلغ نحو 25 ألف مجند موزعين في مناطق مختلفة، خصوصاً في أفريقيا وأوكرانيا، هؤلاء ليس من السهولة بمكان اختفاؤهم عن المشهد الدولي والإقليمي، لاسيما أنهم يتمتعون بمستوى عال من التدريب والقدرات والإمكانات العسكرية. ويستبعد محللون سياسيون إمكانية اختفاء "فاغنر"، أو انتهاء دورها على خلفية تصريحات روسية في هذا الشأن، ويرجحون احتمالات استمرارها تحت مسميات مختلفة، مؤكدين أن روسيا ستظل بحاجة إلى هذه القوة خلال المرحلة المقبلة. ومن هنا يمكن أن يمثل غياب بريغوجين، الذي تمرد في شهر يونيو الماضي على الجيش الروسي، مرحلة في تاريخ "فاغنر"، على أن تعقبها مراحل أخرى مختلفة، لا يتوقع المحللون أن تكون بنفس سخونة قيادة بريغوجين لها. وبحسب مراقب للشأن الأفريقي، فإنه قد يتم تجميل صورة "فاغنر" في أفريقيا بتغيير مسماها، أو قياداتها، إلا أن المهمات ستبقى واحدة، وهي خدمة التواجد الروسي، خصوصاً أن المجموعة العسكرية لها علاقات وارتباطات اقتصادية كبيرة في تلك البقعة من العالم. أما في ما يتعلق بانعكاسات ما حدث على الحرب في أوكرانيا، فإن عناصر "فاغنر" المتواجدين في بيلاروسيا عقب الصفقة التي أنهت التمرد وتوسطت فيها مينسك باتوا لا يشكلون في الوقت الراهن أي خطر على أوكرانيا، ومن المرجح غيابهم تماماً عن المشهد بعدما فقدت القيادة الروسية الثقة فيهم، عقب تفضيلهم المنفى الطوعي بدلاً من الانخراط في قوات الجيش الروسي. إلا أن ثمة من يرون أن الفترة المقبلة يمكن أن تشهد أيضا تشكيل مجموعة جديدة تكون بمثابة بديل لفاغنر، فيما يرجح آخرون أن تسيطر وزارة الدفاع الروسية على هذه الشركة العسكرية الخاصة وغيرها من الشركات الأخرى على أن تستمر في أداء مهماتها لكن تحت أعين الوزارة، تجنباً لحدوث انقسامات جديدة كالتي فجرها التمرد الأخير الذي قاده بريغوجين ضد الجيش الروسي. تشير التقديرات إلى أن يفغيني بريغوجين، كانت يمتلك يختاً ضخماً، وطائرة خاصة وثروة صافية تقدر بأكثر من 1.2 مليار دولار، وحصل على عقود من الحكومة الروسية بقيمة 2 مليار دولار لصالح شركته العسكرية،واستفاد من الموارد الطبيعية للدول الإفريقية وشركاته هناك حققت 250 مليون دولار قبل حرب أوكرانيا بأربع سنوات، وفق صحيفة "الفايننشال تايمز". وكالات
مشاركة :