بقلم /د سحر بنت كامل رجب عطاءٌ لا ينضب مدى الحياة إذا استمر على هذا المنوال وأفضل ! سُئِلَت امرأة جميلة تجاوزت الخمسين من العمر ولها من الثقافة وتجارب الحياة ما يكفي للإجابة عن أي سؤال يطرح عليها ، بفضل من الله ورحمته ، تم سؤالها : ما الذي يستحق المغامرة من أجله في حياتك ؟! أجابت : شيئان أغامر من أجلهما في حياتي : وطن آمن مستقر أعيش فيه بسلام حتى الممات والدفن بأرضه . ورجل تجاوز الستين عامًا من عمره . سألها : ولماذا بهذا العمر ؟! أجابت قائلةً : الذي تجاوز الستين من العمر يستحق المغامرة من أجله . قال لها : إنه كَبُر في السن وليس له الحق أن يعشق ؟! ردت وقالت : وهل من تجاوز الستين نحرمه الحب والعشق فكيف يعيش ؟! الحب والعشق والجنون كالأنفاس لا يستغني عنهما صغير أو كبير ! ثم ردت عليهم : أنتم مخطئون . لا يفهم العشق إلا الكبار يا سادة : فالرجل بعد الستين بحر رجولته عميق . ويجب الحذر من أمواجه إن لم تجيدوا السباحة فيها والتأقلم معها ! وهو أيضًا كالقصيدة العصماء لا يفهمها إلا الذواقة ، والمتبحر في هذه الثقافة . الرجل بعد الستين لا يُقَاسُ عُمره بالسنين والأعوام ، وإنما بكثرة التجارب والخبرات والمميزات التي أكتسبها تدريجيًا ، وفتحها الله عليه . فأنا أعتبره مثل النبتة كلما أغدقت عليه بالحب والإهتمام زدادت رجولته ، وقوي عنفوانه ، وأشرق شبابه من جديد . تجده مع قوة خبراته المكتسبة حنون أيضًا في براءته وصدق مشاعره . يجمع كل مراحل العمر في سلة واحدة . فهو مجنون حين يحب ، وطفل حين يبكي ، وناضج عند المواقف الصعبة . كل هذا وأكثر لا يكون إلا مع امرأة علمت مواطنه لتحتويه وكيف تهتم به ، فليست كل انثى امرأة ناضجة متفهمة للحياة . أعتبره جميل كالسلام وقوي كالحرب ورقِيق كالخيال وعاقِل كالمنطِق ومجنون كالتارِيخ وعظيم كمقاتل يدافع عن أرضه وموطنه بكل ما أوتي من قوة ، لا يفرط في ممتلكاته وشريكته . هو ورد على ورد ، ونبع من الحنان . لا يجف ولا ينضب . طالما هناك اهتمام متواصل وعفوية وشفافية مجنونة من كلا الطرفين . هُو رجل إغريقي الهوى ،فرعوني العشق ، بابلي الإحساس ، شامِي الشعور ، عربي الشهامة والغيرة ، نجدي المروءة . وإن ابتسم وجد ألف كوكب يدور حوله دون منازع . هذا الرجل عندما يحب يكون صادقًا ، وعشقه بجنون مفتون بما لديه من شريكة تبادله وتغدق عليه دون حساب كما يفعل معها بدون طلب من كلاهما ، فكل منهما يعرف ماذا يريد من الطرف الآخر ، وكيف يكون الإغداق ، فهذا كل ما ترجوه وترغب به وتهدف إليه أَيّ امرأة في الوجود تخطت الخمسين . لا تبخلوا على من تجاوز هذا العمر من رجالٍ أو سيدات بكل اهتمام ورعاية حتى لا يدفنوا وهم مازالوا أحياء ! ولديهم الكثير لتقديمه بسبب الخبرات المتواصلة والمشحونة من الطرفين . شكرًا لمن أعطاني هذه المساحة لأخرج مكنونات الصدر على السطر .
مشاركة :