تغريدة مؤلمة يقول صاحبها عبدالله محمد المعيوف amam7715@: «دنيا عجيبة... الأسبوع الماضي قرأت خبرين كل منهما يدمي الفؤاد، الأول تم إكمال دفع دية قدرها 55 مليون ريال لإنقاذ رقبة قاتل، الثاني وفاة فتاة بعمر الزهور مصابة بمرض يمكن معالجته خارج المملكة بمبلغ لا يتجاوز 200 ألف ريال.. القاتل نجا والفتاة ماتت.. عجبي!!». **** أثارت التغريدة عندي نوبة من الامتعاض الشديد، ليس لإنقاذ حياة.. ولكن للاستهانة بالحياة بدعوى المحافظة عليها.. فعندما يصل رقم الدية إلى 50 مليون ريال.. ونبخل في نفس الوقت عن توفير 200 ألف ريال، بل وأقل من هذا بكثير، لعلاج طفلة في ريعان حياتها.. ثم نبرر ذلك بأن أمر الحياة والموت في يد الله تعالى، وأن الطفلة أراد الله لها أن تموت.. وللقاتل أن يحيا.. فهي كلمة حق أراد البعض الدفاع بها عن باطل!! **** إن ما يحدث لا يخرج عن كونه تبريراً وتسخيراً لآيات الله تعالى في إقرار خطأ يعتبره شريحة من الناس من أمور النخوة والرجولة.. و»علوم القبائل». فأين ضاعت النخوة أمام إنقاذ حياة بريئة أمام دفع ديات مليونية لإنقاذ حياة قتلة.. مُجرمين؟! ثم.. أين نحن عن الآية القرآنية التي تقول: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾، «المائدة: 32». ففي هذه الآية من الوعيد الشديد لمن استحل قتل واحد لكونه سوف يستحل دم غيره، ولو تصور القاتل أنه بقتل نفس كأنما قتل الناس جميعًا لما قتل! وكيف يظن القاتل بعد قتله للناس جميعًا أن يبقى له عمل ينجيه من النار؟! #نافذة: القاتل مجرم.. وإن دفع أهله ديَّته، خاصة أولئك الذين يعتبرون القتل نوعاً من المرجلة التي ترفع رؤوسهم عند أقرانهم.
مشاركة :