الطفلة "فاطمة" تحقق حلم والديها وتنتصر على الإعاقة

  • 3/8/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ليت فاطمة تخطو ولو خطوتين فقط.. هيا يا أيتها الصغيرة.. الأمر ليس صعباً كما تتصورين.. سنساعدك على النهوض، لكن عليك أن تقفي وحدك هذه المرة.. هيا يا فاطمة حاولي هذه المرة لنشاهد المعجزة التي لطالما انتظرناها.    كان هذا حديث الحلم لوالدي فاطمة شاهر الشهري الطفلة المعوقة ذات السنوات الست ، ثم حدثت المعجزة المنتظرة من الله.. لقد كان الله كريمًا كعادته، فخطت الطفلة الصغيرة خطوات لا خطوتين فقط !   هذا هو المشهد اليوم في مركز جمعية الأطفال المعوقين بعسير، واحتفاله بخطوات فاطمة، كان مثيرا جدًا، وفي الغالب يصعب وصف الأشياء التي تأتي من الله، وينتابك فيها شعور غريب، ومختلف.   فاطمة الطفلة الجميلة التي كانت ترتدي فستانًا أبيض خطت أولى خطواتها كعروس خجولة أمام نظرات والديها، ومشرفات وإدارة المركز، وأكرر لقد كان المشهد مهيبا حقًا، ونحن نصفق لها، ثمة شيء مؤكد ومشترك بين الحاضرين، وهو فرح بحجم ست سموات، وشيء آخر بحجم سماء واحدة،  هذا أقل ما يمكن أن يقال وفاطمة تخطو صوب صورتها على –الكيكة– التي أعدت لها بهذه المناسبة.   يقول والدها : منذ قدوم فاطمة، وأنا متفاءل جداً أن إعاقتها لن تدوم طويلاً، لكن جميع الأطباء الذين رأوها كانوا يصرون على أن لا حلول لفاطمة حتى تلك الضئيلة.. لقد تيقنوا تمامًا أن فاطمة ستكمل حياتها هكذا دون أن تستخدم قدميها إطلاقًا؛ وعلى الرغم من كل تلك الصدمات الفظيعة قررت أن أستعين بالله مجددًا، وأن أتناسى أقاويل أولئك المختصين البارعين، ثم ألهمني الله فجأة بمركز جمعية الأطفال المعوقين بعسير، ولست هنا أمتدح المركز وأشيد به، لكنني حقًا أحمد الله، إذ دلني عليه، فهنا بالتحديد كنت مقتنعًا إلى حد كبير بأن المكان مختلف تمامًا، فقد لمست تحسنًا جديدًا بعد كل جلسة لفاطمة، الأمر الذي عزز لديّ الأمل بأنه لربما يتحقق ولو القليل من الحلم ، وهناك مركز آخر كان مهمًا، وهو من ساهم بشكل خاص في مساعدة فاطمة على المشي، وهو المركز الخاص هو - أمها- التي كانت تبذل قصارى الجهد معها، وتتبع كل الوسائل التي كان ينصح بها أخصائيات مركز الجمعية، والآن بإمكاني أن أقول إن - فاطمة - لم تعد معوقة كما كانت، الآن فاطمة تنتقل من مكان لآخر دون أن تعتمد على شيء آخر غير قدميها الصغيرتين، هذا شيء مذهل ويدعو للفخر، وفي ظني أن لو لم يكن لهذا المركز الجديد إلا هذه الحسنة فهي تكفي، ولقد استمعت إلى العديد من الآباء، وهم يذكرون حسنات كثيرة تحققت من خلال أبنائهم الملتحقين بالمركز.   وأضاف والد فاطمة: "إنني فرح جدًا بما يحدث، وقبل هذا كله، علي أن أوجه الشكر إلى الله الذي يلهم دائماً بالأعمال الصالحة  والمثمرة، وقد فعلت".   العديد من الحالات المشابهة لفاطمة استطاعت أن تتحسن، وبشكل ملحوظ، والإعاقة ستستمر حتمًا إن لم يكن هناك من يقف ضدها، ويحاول أن يمنعها من إكمال مسيرتها، والمراكز المتخصصة هي جزء من الحل لكن الحل الرئيس هما الوالدان، هكذا نؤمن في جمعية الأطفال المعوقين منذ البداية .   وسنحتفل خلال الأيام القادمة بلا شك، وبشكل مماثل بحالات مشابهة لفاطمة، وسنهدي لهم العديد من الهدايا الفاخرة، كما فعلنا اليوم مع صاحبة الفستان الأبيض الجميل، التي فرحت جدًا بالأحذية البيضاء الجديدة التي أهديت لها، ولقد أطفأت الأنوار، وارتدت فاطمة أحذيتها التي تضيء من الجوانب، لقد تجولت بها، وصفق الجميع لها مرة أخرى، وكأنها عداءة وصلت أولاً لشريط النهاية .

مشاركة :