المشكلة في هؤلاء... | إبراهيم محمد باداود

  • 3/9/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من النِّعم العظيمة التي منَّ الله بها على هذا الوطن، نِعَم الأمن والأمان، والهدوء والاستقرار، وهذا ممّا يزيد غيظ كثير من أعداء هذا الوطن، فعلى الرغم من وجود الاختلافات الفكرية والثقافية، بل والمذهبية بين أطياف المجتمع، إلاّ أننا في نهاية المطاف نتّحد جميعًا ونقف صفًّا واحدًا ضد أيّ عدو يستهدف هذه الأرض المباركة. بعض الأعداء يعتقد بأنه كفرد يُمكنه أن ينال من هذا الكيان ومن وحدته، فتجده يُجاهر بعداوته لهذا الوطن، ولا يترك منبرًا إعلاميًّا، أو قناة فضائية، إلاّ وأعلن من خلالها عن حقده وعداوته، مستغلاً وجود بعض الدعم من أعداء الداخل والخارج، ومنتهزًا فرصة وجود بعض اختلافات وجهات النظر الطبيعية بين بعض أطياف المجتمع، وأمثال هؤلاء ممَّن يعلن عن حقده وغيظه؛ تجد كثيرًا منهم لا مبادئ أو مواثيق لديهم، بل هم يسعون لتحقيق أهداف شخصية، سواء كانت مادية، أو من أجل الشهرة، أو من أجل إرضاء جهات أخرى معادية، فلا يعرفون معنىً للأخلاق، أو القيم، أو غيرها من المصطلحات، فتجدهم يسيرون في الطريق الذي يجدون فيه تحقيق مصالحهم الشخصية. وعلى الرغم من اختلاف هويات هؤلاء وجنسياتهم، إلاّ أننا نجد مضمونهم واحدًا لا يتغير، وطريقتهم تعتمد في الأساس -وبشكلٍ مباشر- على استغلال الدِّين والطائفية، وهي أدوات أصبح جميع اللاعبين في الميدان -اليوم- يستخدمونها، كما أنّهم يسعون إلى إثارة الفتن والنعرات وغيرها من القضايا الخلافية المختلفة، والتي ماتت، ولكن أمثال هؤلاء يموتون مع الزمن، فمهما ذاع صيتهم، وارتفع صوتهم، واحتفت بهم وسائل الإعلام المعادية، فإن مصيرهم إلى زوال، وتأثيرهم يبقى محدودًا في إطار مَن حولهم، ومَن يُساندهم ويقف معهم. المشكلة ليست في هؤلاء، فهم أعداء معروفون، ولكن المشكلة في الآخرين الذين لا تجد منهم إلاّ الابتسامة عند اللقاء، والتصاريح المُحايدة عند الأزمات، والاختفاء عند المحن، بل إن بعض هؤلاء لا يكتفي بالهروب عند الحاجة إليه، بل إنه أحيانًا يلجأ إلى موقف مضاد ومعادٍ في الوقت الذي كنتَ تتوقع منه أنه سيقف معك، وسيساندك في محنتك، وأمثال هؤلاء يجب أن نعمل على اكتشافهم مبكرًا في مجتمعنا، وأن لا ننخدع بهم، فمهما أكرمناهم وأغدقنا عليهم وعلى أسرهم؛ فإنهم يمكن أن ينقلبوا ضد الوطن في أي لحظة، ولا يعترفوا بأيّ ودٍّ، أو وفاءٍ، أو كرمٍ. الوطن أكبر بكثير من أن يعمل حساب لمعاداة فرد، أو مجموعة أفراد، ولكنه في الوقت نفسه يجب أن يكشف الغطاء عن كل مخادع، ومتملِّق، ومنافق، يسعى نحو مصالحه، ويمكن أن يعضّ اليدَ الذي امتدّت له في أيِّ لحظة. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :