تعزيز العدالة البيئية باستخدام الذكاء الاصطناعي «1 من 2»

  • 8/31/2023
  • 00:56
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

إن مما لا شك فيه أن تغير البيئة يشكل التحدي الأكبر في عصرنا، لكن تأثيراته ليست موزعة بالتساوي، وفي كل من الدول المتقدمة والنامية، يؤثر التدهور البيئي بشكل غير متناسب على المجتمعات التي تعاني التهميش، بسبب العرق والدين والفقر، وفي أغلب الأحيان، تواجه هذه المجتمعات بالفعل أوجه عدم المساواة المرتبطة بالنظام المتبع، مثل ندرة المياه وزيادة التعرض للتلوث والأنواء البيئية الشديدة، وكلها تتفاقم بسبب أزمة تغيير المناخ. إنها حقيقة أعرفها من كثب. عندما كنت طفلة، كانت عائلتي تمتلك مزرعة في دومينيكان، وهي واحدة من دول الجزر الصغيرة في منطقة الكاريبي التي تواجه خطر الأعاصير كل عام، حيث يمكن لعاصفة استوائية واحدة أن تدمر شبكات الكهرباء وتقضي على محاصيل بأكملها، ما يؤدي إلى تدمير سبل العيش. وفقا للبنك الدولي، تدفع الكوارث المرتبطة بالمناخ 26 مليون شخص للوقوع في براثن الفقر سنويا. ونظرا لأن أفقر سكان العالم يعتمدون في كثير من الأحيان على الزراعة -وهو القطاع الذي يعتمد بشكل كبير على الظروف الطبيعية المواتية- من أجل إعالة أنفسهم، فإنهم في حاجة ماسة إلى الوصول للموارد التقنية والمالية والمؤسسية للاستعداد والاستجابة للأنواء المناخية التي أصبحت متكررة وأكثر حدة. نظرا لقدرة القطاع التقني على ابتكار الحلول المناخية، يستطيع هذا القطاع أن يوفر الأدوات التي نحتاج إليها لفهم التأثيرات البيئية الضارة وتخفيفها، بل حتى عكس اتجاهها، وفي واقع الأمر تتطلب معالجة الظلم البيئي الذي طال أمده أن تضع هذه الشركات أحدث التقنيات وأكثرها فاعلية في أيدي أولئك الموجودين في الخطوط الأمامية لأزمة التلوث البيئي. إن من الممكن أن تعطينا الأدوات التي تستفيد من قوة الذكاء الاصطناعي، خصوصا، قدرة غير مسبوقة على الوصول إلى المعلومات والتنبؤ بشكل دقيق، ما يمكن المجتمعات من التعلم من التحديات المناخية والتكيف معها بشكل فوري. ويأتي مسرع "آي بي إم" للاستدامة الذي أطلقناه في 2022، في طليعة هذه الجهود، حيث يدعم تطوير وتوسيع نطاق المشاريع، مثل تطبيق ديلتاريس أكويلتي، وهو أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد المزارعين على تقييم جودة المياه وتحسينها. ونتيجة لذلك، أصبح بإمكان المزارعين زراعة المحاصيل بشكل أكثر استدامة، ومنع التلوث الناتج عن جريان المياه، وحماية التنوع البيولوجي. انظر كذلك إلى التحديات التي يواجهها المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة، مثل ارتفاع التكاليف وصعوبة التنافس مع كبار المنتجين الذين يمتلكون أدوات وتكنولوجيا أفضل، وبالطبع التأثيرات المدمرة لتغير المناخ على التنوع البيولوجي وأنماط الطقس. يمكن أن تساعدهم المعلومات الدقيقة، خاصة فيما يتعلق بظروف التربة وتوافر المياه في معالجة هذه المشكلات، علما أنه عادة ما كان يصعب عليهم الحصول على مثل تلك المعلومات. ويمكن للمرء أن يتخيل المسؤولين الإقليميين في دولة نامية وهم يستفيدون من خوارزمية التعلم الآلي للتنبؤ بالنمو السكاني في المستقبل، وما يتبع ذلك من تغير في الطلب على الطاقة، وذلك باستخدام البيانات الزمنية والمكانية علما أنه باستخدام نموذج التنبؤ هذا، يستطيع صناع السياسات تحسين شبكة الطاقة في البلاد، وإعادة توجيه العرض إلى حيث تشتد الحاجة إليه، وهذا أيضا من الأشياء التي ندعمها حاليا. خاص بـ«الاقتصادية» بروجيكت سنديكت، 2023.

مشاركة :