تراجعت صادرات كوريا الجنوبية للشهر الـ11 على التوالي في أغسطس، ما يعزى رئيسيا إلى ضعف الطلب على أشباه الموصلات والمنتجات البترولية، لكن البلاد سجلت فائضا تجاريا للشهر الثالث على التوالي. وانخفضت الصادرات بنسبة 8.4 في المائة على أساس سنوي إلى 51.9 مليار دولار الشهر الماضي، وفقا للبيانات التي جمعتها وزارة التجارة والصناعة والطاقة ونشرت أمس. وجاء هذا الانخفاض مع تراجع صادرات أشباه الموصلات، وهي عنصر التصدير الرئيس للبلاد، بنسبة 21 في المائة بسبب انخفاض الطلب وضعف أسعار الرقائق، كما تراجعت صادرات المنتجات البترولية بنسبة 35 في المائة على أساس سنوي. ووفقا لوكالة الأنباء الكورية "يونهاب"، أشارت الوزارة أيضا إلى التأثير الأساسي المرتفع، حيث بلغت الصادرات أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 56.6 مليار دولار في أغسطس 2022. وتتراجع الصادرات بشكل مطرد منذ أكتوبر من العام الماضي وسط سياسة التشديد النقدي القوي من قبل الاقتصادات الكبرى للحد من ارتفاع التضخم والتباطؤ الاقتصادي. وهذه هي المرة الأولى منذ عام 2020 التي تنخفض فيها الصادرات لمدة 11 شهرا على التوالي. لكن أغسطس شهد انخفاضا أقل في الصادرات على أساس سنوي مقارنة بانخفاض قدره 16.4 في المائة في الشهر الذي سبقه، ما قد يشير إلى أن الصادرات قد تنتعش في وقت لاحق من هذا العام. وقالت الوزارة: إن الواردات انخفضت بنسبة 22.8 في المائة على أساس سنوي إلى 51 مليار دولار في أغسطس مع تراجع واردات الطاقة بنسبة 42 في المائة على أساس سنوي. وتعتمد كوريا الجنوبية على الواردات لسد معظم احتياجاتها من الطاقة. وبناء عليه، سجلت البلاد فائضا تجاريا قدره 870 مليون دولار في أغسطس، لتسجل فائضا تجاريا للشهر الثالث على التوالي. وفي يونيو، سجلت البلاد أول فائض تجاري منذ 16 شهرا بعد أطول عجز من نوعه على الإطلاق منذ 1997. حيث استمر العجز التجاري من مارس 2022 حتى مايو 2023 نتيجة لارتفاع أسعار الطاقة. وبحسب الوجهة، انخفضت الشحنات إلى الصين، الشريك التجاري الأكبر لكوريا، بنسبة 20 في المائة على أساس سنوي في أغسطس، وسط تباطؤ الاقتصاد الصيني. وانخفضت صادرات البلاد إلى دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بنسبة 11 في المائة على أساس سنوي. وتضم الآسيان بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وتايلاند وسنغافورة وفيتنام. بيد أن الصادرات إلى فيتنام، التي تمثل 51 في المائة من صادرات كوريا الجنوبية إلى دول آسيان، زادت بنسبة 4 في المائة على أساس سنوي بسبب ارتفاع الطلب على الآلات ومنتجات العرض. وارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بنسبتي 2 و3 في المائة على التوالي، لتصل إلى مستوى قياسي لأغسطس، كما ارتفعت الصادرات إلى دول الشرق الأوسط بنسبة 7 في المائة الشهر الماضي. وقال لي تشانج-يانج وزير الصناعة: إن "الحكومة تأخذ الوضع الحالي على محمل الجد وستسعى جاهدة لتعزيز الصادرات والحفاظ على الفائض التجاري". وذكرت الوزارة أن الحكومة تسعى إلى تنويع عناصر ووجهات التصدير، وتزويد المصدرين بالتمويل التجاري وغيره من أشكال الدعم ومعالجة الصعوبات التي يواجهونها في عملهم بالخارج.
مشاركة :