شخصيات إسلامية: القائد قتيبة بن مسلم الباهلي فاتح بلاد ما وراء النهرين

  • 9/1/2023
  • 02:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هو‭ ‬القائد‭ ‬الاسلامي‭ ‬الشهير‭ ‬قتيبة‭ ‬بن‮‬مسلم‭ ‬بن‭ ‬عمروبن‭ ‬الحُصَينالباهلي‮‬‭(‬49‭ ‬هـ‮‬‭-‬‮‬96‭ ‬ه‍‮‬‭/‬‮‬669‭ ‬م‮‬‭-‬‮‬715‭ ‬م‭) ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬الفتوحات‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬بلادأسيا‭ ‬الوسطىفي‭ ‬القرن‭ ‬الأولالهجري‭ ‬ وكان‭ ‬أبوه‭ ‬‮«‬مسلم‭ ‬بن‭ ‬عمرو‮»‬‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬‮«‬مصعب‭ ‬بن‭ ‬الزبير‮»‬‭ ‬والي‮‬العراق‮‬من‭ ‬قبل‭ ‬أخيهأمير‭ ‬المؤمنينعبدالله‭ ‬بن‭ ‬الزبير،‭ ‬وقاتل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬حربه‭ ‬ضدعبدالملك‭ ‬بن‭ ‬مروانسنة‭ ‬72‭ ‬هجرية،‭ ‬وقد‭ ‬نشأ‭ ‬قتيبة‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬الخيل‭ ‬رفيقاً‭ ‬للسيف‭ ‬والرمح،‭ ‬محباً‭ ‬للفروسية،‭ ‬وقد‭ ‬أبدى‭ ‬شجاعة‭ ‬فائقة‭ ‬وموهبة‭ ‬قيادية‭ ‬فذة،‭ ‬لفتت‭ ‬إليه‭ ‬الأنظار‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬القائد‭ ‬العظيمالمهلب‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬صفرةوكان‭ ‬خبيراً‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬الأبطال‭ ‬ومعادن‭ ‬الرجال‭ ‬فتفرس‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬أبطال‭ ‬الإسلام،‭ ‬فأوصى‭ ‬به‭ ‬لوالي‭ ‬العراقالحجاج‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬الثقفي‮‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحب‭ ‬الأبطال‭ ‬والشجعان،‭ ‬فانتدبه‭ ‬لبعض‭ ‬المهام‭ ‬ليختبره‭ ‬بها‭ ‬ويعلم‭ ‬مدى‭ ‬صحة‭ ‬ترشيح‭ ‬المهلب‭ ‬له،‭ ‬وهل‭ ‬سيصلح‭ ‬للمهمة‭ ‬التي‭ ‬سيوكلها‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أم‭ ‬لا‭.‬ يسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬للقائد‭ ‬الإسلامي‭ ‬قتيبة‭ ‬بن‭ ‬مسلم‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬فتحخوارزموبخارى،‮‬وسمرقند،‮‬بلخ،‮‬كاشغر،‮‬استشهد‭ ‬سنة‮‬96‭ ‬هـ،‮‬وعمره‭ ‬48‭ ‬سنة‭.‬ ولد‭ ‬قتيبة‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬إمرة‭ ‬وقيادة‭ ‬وحكم‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬البصرة‭ ‬عام‭ ‬49هـ‭/ ‬669م‭ ‬لأسرة‭ ‬من‭ ‬قبيلة‭ ‬باهلة‭ ‬العربية،‭ ‬ولما‭ ‬ترعرع‭ ‬تعلم‭ ‬العلم‭ ‬والفقه‭ ‬والقرآن،‭ ‬ثم‭ ‬تعلم‭ ‬الفروسية‭ ‬وفنون‭ ‬الحرب،‭ ‬فظهر‭ ‬فيه‭ ‬النبوغ‭ ‬وهو‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬شبابه،‭ ‬فولّاهعبدالملك‭ ‬بن‭ ‬مروانالري،‭ ‬وولّاه‭ ‬أيضاً‭ ‬ولايةخراسانوقد‭ ‬كانت‭ ‬حينها‭ ‬من‭ ‬أعمالالعراق‮‬يوم‭ ‬ذاك‭ ‬وهي‭ ‬تحت‭ ‬إمرة‭ ‬الحجاج،‭ ‬فلم‭ ‬يعبأ‭ ‬بشيء‭ ‬سوى‭ ‬الجهاد،‭ ‬فلما‭ ‬وصلخراسانسنة‭ ‬86هـ‭ ‬علا‭ ‬بهمته‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬بلاد‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬النهرين،‭ ‬ونشر‭ ‬دين‭ ‬الإسلام‭ ‬فيها‭ ‬وأقام‭ ‬بخراسان‭ ‬ثلاث‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭.‬ ثم‭ ‬استعرض‭ ‬جيشه‭ ‬وابتدأ‭ ‬مسيرته‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬الشرق‭ ‬كله،‭ ‬ففتح‭ ‬المدائن‭ ‬مثلخوارزم‮‬وسجستان،‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬إلىسمرقندفحاصرها‭ ‬حصاراً‭ ‬شديداً‭ ‬حتى‭ ‬صالحه‭ ‬أهلها‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬كثيرة‭ ‬جداً،‭ ‬وفطن‭ ‬لهالصغدفجمعوا‭ ‬له‭ ‬الجموع‭ ‬فقاتلهم‭ ‬في‮‬شومان‮‬‭ ‬قتالاً‭ ‬عنيفاً‭ ‬حتى‭ ‬هزمهم،‭ ‬وسار‭ ‬نحو‮‬بيكندوهي‭ ‬آخر‭ ‬مدنبخارى،‭ ‬فجمعوا‭ ‬له‭ ‬الجموع‭ ‬من‭ ‬الصغد‭ ‬ومن‭ ‬والاهم‭ ‬فأحاطوا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬عيون‭ (‬جواسيس‭) ‬من‭ ‬الأعداء‭ ‬يمدونه‭ ‬بالأخبار‭ ‬فأعطاهم‭ ‬الأعداء‭ ‬أموالاً‭ ‬طائلة‭ ‬ليصدوا‭ ‬عنهم‭ ‬قتيبة‭ ‬فجاؤوا‭ ‬يثبطونه‭ ‬عن‭ ‬قتالهم،‭ ‬فقتلهم،‭ ‬ثم‭ ‬جمع‭ ‬الجيش‭ ‬وخطبهم‭ ‬وحثهم‭ ‬على‭ ‬القتال‭ ‬فقاتلوا‭ ‬أشد‭ ‬القتال‭ ‬وفتحوا‭ ‬الطوق‭ ‬وغنم‭ ‬منها‭ ‬أموالاً‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭ ‬ثم‭ ‬اتجه‭ ‬ناحيةالصين،‭ ‬ففتح‭ ‬المدن‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬أطرافها‭ ‬وانتصر‭ ‬عليها،‭ ‬وضرب‭ ‬عليهمالجزية،‭ ‬فأذعنت‭ ‬له‮‬بلاد‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬النهركلها‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬أسوار‭ ‬الصين،‭ ‬حارب‭ ‬خلالها‭ ‬ثلاث‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬لم‭ ‬يضع‭ ‬فيها‭ ‬السلاح،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مات‭ ‬الخليفةالوليد‭ ‬بن‭ ‬عبدالملك‭.‬ سار‭ ‬قتيبة‭ ‬بن‭ ‬مسلم‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الخطة‭ ‬التي‭ ‬سار‭ ‬عليها‭ ‬آل‭ ‬المهلب،‭ ‬وهي‭ ‬خطة‭ ‬الضربات‭ ‬السريعة‭ ‬القوية‭ ‬المتلاحقة‭ ‬على‭ ‬الأعداء،‭ ‬فلا‭ ‬يترك‭ ‬لهم‭ ‬وقتا‭ ‬للتجمع‭ ‬أو‭ ‬التخطيط‭ ‬لرد‭ ‬الهجوم‭ ‬علىالمسلمين،‭ ‬ولكنه‭ ‬امتاز‭ ‬عن‭ ‬آل‭ ‬المهلب‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬يضع‭ ‬لكل‭ ‬حملة‭ ‬خطة‭ ‬ثابتة‭ ‬لها‭ ‬هدف‭ ‬ووجهة‭ ‬محددة،‭ ‬ثم‭ ‬يوجه‭ ‬كل‭ ‬قوته‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدفه‭.‬ وفي‭ ‬عصر‭ ‬الخليفة‭ ‬عبدالملك‭ ‬بن‭ ‬مروان‭ ‬ولاه‭ ‬مدينة‭ ‬الري،‭ ‬ثم‭ ‬ولاه‭ ‬بعدها‭ ‬خراسان‭ ‬عام‭ ‬86هـ‭ ‬وأكمل‭ ‬فتح‭ ‬بخارى‭ ‬وما‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬القرى‭ ‬والحصون‭ ‬بين‭ ‬سنتي‭ ‬87‭- ‬90‭ ‬هـ،‭ ‬ثم‭ ‬أكمل‭ ‬فتح‭ ‬إقليم‭ ‬سجستان،‭ ‬وإقليم‭ ‬خوارزم،‭ ‬ووصلت‭ ‬فتوحاته‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬سمرقند،‭ ‬التي‭ ‬ضمها‭ ‬سنة‭ ‬93هـ،‭ ‬ونجحت‭ ‬فتوحاته‭ ‬بين‭ ‬سنتي‭ ‬94‭-‬96‭ ‬هجرية،‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬حوض‭ ‬نهر‭ ‬سيحون‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مدن،‭ ‬ثم‭ ‬دخل‭ ‬أرض‭ ‬الصين‭ ‬وأوغل‭ ‬فيها‭ ‬ووصل‭ ‬مدينة‭ ‬كاشغر‭ ‬وجعلها‭ ‬قاعدة‭ ‬إسلامية،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬جيوش‭ ‬إسلامية‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬شرقاً‭ ‬ولم‭ ‬يصل‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬قط‭. ‬

مشاركة :