يحتاج الجسم إلى كل العناصر من أجل الحصول على الصحة، ويشارك المغنيسيوم في أكثر من 350 تفاعلاً كيميائيًّا في جسم الإنسان، إذ إن لدى الإنسان العادي حوالي 25 غرامًا من المغنيسيوم في الجسم، 1 % منه في الدم وخلايا الدم الحمراء، بينما يوجد 99 % من المغنيسيوم في العظام والعضلات، وهو المكان الذي تشتد الحاجة إليه، ومن ثم فإن المغنيسيوم ضروري للجسم لتصنيع الحمض النووي والحمض النووي الريبي، وهو ضروري أيضًا لتخليق المعادن للبروتين. وتنقسم مكملات المغنيسيوم إلى عدة أنواع، ينفرد كل نوع فيها بخصائصه البيولوجية المختلفة، من حيث سرعة الامتصاص، والتوافر في الغذاء الطبيعي، والاستفادة منه بحسب الهدف من استخدامه، ولتسليط الضوء أكثر سيشرح التقرير التالي الاستخدام الأمثل لكل أنواع هذه المكملات. وهنا يجب العلم أنه بدون المغنيسيوم، لا تستطيع عضلاتنا الوصول إلى الانقباض والاسترخاء بالشكل الطبيعي، بما في ذلك عضلة القلب وهي الأكثر أهمية في الجسم. الجسم يمكنه بكل سهولة امتصاص المغنيسيوم من مختلف المصادر الغذائية الطبيعية، لكن لظروف معينة فإن هناك بعض الأجسام التي يصعب عليها إتمام تلك العملية بصورة طبيعية، ما يدفعها إلى تناول المكملات، إذ إن نقص المغنيسيوم في الجسم ينذر بعديد من المشكلات الصحية. وتعد أنواع مكملات المغنيسيوم التالية الأهم فيما يخص التغذية العامة للبشر وهي: بجانب المغنيسيوم يلعب مركب الجلايسين وهو حمض أميني، دورًا مهمًّا في تأمين المغنيسيوم للحالات الأشد احتياجًا للجرعات العالية، وذلك بسبب الآثار الجانبية القليلة على الجسم وسرعة امتصاصه. اقرأ أيضًا: فوائد فيتامين A ومصادره والجرعات الموصى بها أحد أهم أنواع مكملات المغنيسيوم الصديقة للجهاز الهضمي، فهي خفيفة وسريعة الامتصاص بسبب توافر حمض الماليك، وهو الأمر الذي يساهم في سرعة استفادة الجسم منها عند تناولها وذلك وفقًا لما ذكرته الجمعية الوطنية الأمريكية. على الرغم من تصنيف المكتبة الوطنية الطبية الأمريكية بأنه ضمن مكملات المغنيسيوم الرائعة من حيث الامتصاص، فإن ستيرات المغنيسيوم قد يؤدي إلى حدوث وعكات لصحة الجهاز الهضمي لدى البعض، مثل الإسهال، لكن هذا لا ينفي تأثيره الإيجابي على إمداد الجسم باحتياجاته من المغنيسيوم. تعد منتجات المغنيسيوم الموضعية على شكل زيوت، وبعض أملاح الاستحمام من المكملات التي يستخدمها البعض للحصول على الاحتياج اليومي من عنصر المغنيسيوم، ومن أهمها كلوريد المغنيسيوم وكبريتات المغنيسيوم. وعلى الرغم من قدرة الجلد على امتصاص المغنيسيوم فإن معرفة ما إذا كانت الكميات المُمتصة مناسبة للقيم اليومية للإنسان الطبيعي لا تزال بحاجة إلى دراسات مكثفة وذلك وفقًا للمكتبة الوطنية الأمريكية الطبية. تمتلك بعض أنواع مكملات المغنيسيوم خصائص طبية تؤهلها لتكون أحد العلاجات المُستخدمة للتخلص من بعض المشاكل الطبية ومن أهم تلك المكملات: في الوقت الذي يلعب فيه أكسيد المغنيسيوم دورًا بارزًا في المساعدة على علاج حالات الإمساك، وبعض مشاكل الجهاز الهضمي مثل عُسر الهضم، وحُرقة المعدة، فإن معدل امتصاصه منخفض بالمقارنة مع أنواع المغنيسيوم الأخرى، وهو ما يعد نقطة سلبية عند مقارنة فعالية مكملات المغنيسيوم التي يشكل أكسيد المغنيسيوم العنصر الأساسي منها وذلك وفقًا لدراسة أجرتها المكتبة الطبية الأمريكية عام 2017. اقرأ أيضًا:فوائد وأضرار فيتامين سنتروم للرجال وأفضل الأنواع تمامًا مثل أكسيد المغنيسيوم تمتلك مكملات المغنيسيوم المُشكلة من مركبات التوريت خصائص طبية لديها القدرة على المساهمة في تحسين صحة الإنسان، والمساعدة على خفض ضغط الدم، ودعم صحة القلب والأوعية الدموية، وهو الأمر الذي أظهرته إحدى الدراسات الطبية الأمريكية التي أُجريت عام 2018. ليست كل مكملات المغنيسيوم يمكن تناولها، إذ إن هناك بعض المعايير التي يجب معرفتها عند اتخاذ قرار تناول تلك المكملات ومن بينها: تحديد ومعرفة كمية المغنيسيوم الفعلية التي يتم الحصول عليها بشكل طبيعي من خلال النظام الغذائي. اختيار النوعية الأفضل من مكملات المغنيسيوم، التي تتوافق مع كل شخص سواء كان الهدف تحسين الصحة العامة، أو تعزيز جودة النوم، بجانب رفع كفاءة الجسم في الحصول على تغذية متكاملة، من خلال امتصاص أفضل كمية ممكنة من العناصر الغذائية المفيدة. التأكد بشكل قاطع من عدم المعاناة من أي أمراض تتعلق بالكلى، أو الجهاز الهضمي. استشارة المتخصصين من الأطباء، وإجراء التحاليل الطبية اللازمة قبل شراء مكملات المغنيسيوم. اقرأ أيضًا:9 مكملات غير شائعة بالغة الأهمية لصحة الرجال قبل الحديث عن الجرعة اليومية من المغنيسيوم يجب أن نشير إلى أن الأطباء دائمًا هم أصحاب القول الفصل في تحديد الجرعات اليومية للأشخاص الذين يعانون أساسًا نقصًا حادًّا في عنصر المغنيسيوم، حيث من الممكن أن تزيد تلك الجرعات عن القيم اليومية المعتادة بالنسبة للأشخاص الطبيعيين. وتتراوح النسبة المثالية للمغنيسيوم بالنسبة للذكور البالغين ما بين الـ 400 – 420 ملليغراما، مقابل 310 – 360 ملليغراما للإناث، ترتفع إلى 400 ملليغرام خلال فترة الحمل والرضاعة. يحتاج الإنسان إلى كل العناصر - كما ذكرنا سلفًا - إذ إن الحصول على جسم سليم صحي هو حلم كل البشر، ومن ثم فإن المغنيسيوم واحد من أهم تلك العناصر، حيث تتعدد فوائده الصحية ومن بينها:- تقوية العظام وتحسين صحتها مع التقدم في العُمر.- تنظيم ضغط الدم، ومستويات السكر في الدم.- تعزيز جودة النوم، وتحسين استفادة الجسم منه.- مساعدة الجسم في امتصاص كمية أكبر من فيتامين "د".- رفع كفاءة الصحة العقلية، والحفاظ على سلامتها.- المساهمة في التخلص من عادة التدخين الضارة. اقرأ أيضًا:أعراض نقص الصوديوم.. ماذا يحدث لجسمك عند انخفاضه؟ وما العلاج؟ يمكننا القول إن مكملات المغنيسيوم تعد الراعي الرسمي للراحة بالنسبة لجميع الرياضيين، فالمغنيسيوم مسؤول بشكل رئيس عن استرخاء العضلات، وترميم أنسجة الجسم العضلية، بالإضافة إلى تقليل الشعور بالألم بعد يوم شاق من التمارين الرياضية، وذلك من خلال تأثيره في خفض امتصاص الجسم للكالسيوم. كما كشفت الأبحاث الطبية عن أن تواجد المغنيسيوم بمستويات كافية داخل الجسم، سواء بالحصول على مكملات المغنيسيوم، أو الغذاء الطبيعي من شأنه أن يعمل على تحسين الأداء الرياضي، وتعزيز القوة، والقدرة على التحمل بالنسبة للرياضيين. ولأن الحفاظ على الكتلة العضلية وكثافتها مع التقدم في العمر من أهم الهواجس التي تؤرق تفكير الرياضيين، فإن المغنيسيوم له مفعول كبير في التخلص من هذا الكابوس، وذلك من خلال تحفيز الجسم على امتصاص أكبر كمية ممكنة من فيتامين "د". بالرغم من مساهمة مكملات المغنيسيوم في الحصول على القيمة اليومية المثالية، فإن هناك الكثير من الأطعمة التي تعد مصادر غذائية رائعة للمغنيسيوم مثل: 30 غرامًا من بذور اليقطين المحمصة، إذ يمكنها سد 37% من احتياج الجسم اليومي من المغنيسيوم.اللوز، إذ تحتوي كمية لا تتخطى الـ 28 غرام على 19% من الاحتياج اليومي للمغنيسيوم.نصف كوب فقط من السبانخ المسلوقة يغطي 19% من احتياج الجسم اليومي للمغنيسيوم. 28 غرامًا من بذور الشيا يمكنها أن تمد الجسم بـ 26% من المغنيسيوم الذي يحتاجه الجسم يوميًا.وبجانب الأطعمة السابق ذكرها، يوجد المغنيسيوم أيضًا في بعض المكسرات مثل الكاجو والفول السوداني، بالإضافة إلى حليب الصويا، والفاصوليا السوداء، كما تحتوي العديد من الأطعمة الأخرى على المغنيسيوم ولكن بكميات أقل.وعلى الرغم من توافر المغنيسيوم بصورة طبيعية في الغذاء، فإن تلبية الاحتياجات اليومية منه بصورة طبيعية أمر قد يبدو صعبًا لدى البعض، حيث لا يستطيع الجسم امتصاص سوى ما تتراوح نسبته من 30-40%، ولهذا من الممكن القول إن الحصول على موافقة طبية لاستخدام مكملات المغنيسيوم، بجانب الغذاء الطبيعي سيشكل فارقًا كبيرًا على الصحة العامة للإنسان.
مشاركة :