أحمد المرزوقي: متحف زايد الخير لمسة وفاء وعرفان

  • 3/10/2016
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

متحف زايد الخير قصة وفاء وعرفان، عبر من خلالها المواطن أحمد أبو بكر المرزوقي عن تمسكه بتراث أجداده، ووفائه لمؤسس دولة الاتحاد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وإصراره على تحقيق حلم والده بإنشاء متحف لتعريف الأجيال الجديدة بماضي أجدادهم، بدأت القصة حين حصل والد أحمد على منحة منزل أسوة بباقي المواطنين، ففكر في عمل متحف تراثي في أحد أجزائه، ولكن قضاء الله لم يمهله لتحقيق حلمه، وبعد وفاته قرر الابن تحقيق حلم والده، وبدأت علاقته بتراثه تتعمق مع كل خطوة، يقوم بها لتأسيس متحف زايد الخير، ولأنه رجل أفعال لا أقوال، انطلق من المتحف إلى المجتمع، ليوصل رسالته إلى جميع إمارات الدولة من خلال تنظيم أنشطة وفعاليات تراثية لتوعية المواطنين بضرورة التمسك بإرثهم الإنساني والحضاري، ويرى المرزوقي أن تفاعل الأجيال الجديدة مع الفعاليات التي ينظمها، مؤشر على انتمائهم لتراثهم، و جمال وأصالة التراث الإماراتي. في حوارنا مع أحمد المرزوقي حدثنا عن جهوده في الحفاظ على إرث أجداده، وتحمله مسؤولية توعية أفراد مجتمعه بأهمية التمسك بموروثهم الشعبي، وأهم إنجازاته في هذا المجال. } حدثنا عن علاقتك كمواطن بتراث أجدادك؟ - تراثنا جزء لا يتجزأ من تكويننا وحياتنا كمواطنين، كما قال والدنا الشيخ زايد من ليس له ماضٍ ليس له حاضر، ولا أنكر أنني عندما كنت صغيراً، لم أكن أعي هذه الحقيقة جيداً، بل كنت أستغرب حرص والدي على تجميع المقتنيات القديمة والمحافظة عليها، واستخدامها في تعريف الأجيال الجديدة بتراث أجدادهم، وعندما فكر والدي في استخدام المنزل الذي منحنا إياه الشيخ زايد، رحمه الله، في تأسيس متحف تراثي، لم أتفهم هذه الرغبة في البداية، ولكني أذكر أنه قال لي إن هذا المتحف يعبر عن شعوره بالامتنان والوفاء للشيخ زايد، رحمه الله، الذي منحه هذا المنزل في ذلك الوقت، وعن تمسكه كمواطن إماراتي بتراث أجداده، ورغبته في القيام بدوره في تعريف الأجيال الجديدة بتراثها. وبعد وفاة والدي بدأت أسير على خطاه بتشجيع من والدتي، وقررت أن أكمل ما بدأه، وأقوم بدوري في المحافظة على تراث أجدادي، وخلال مراحل تأسيس المتحف، شعرت بحجم المسؤولية التي أحملها على كتفي، وأهمية الدور الذي أقوم به، وبدأت أفكر في المشاركة في الفعاليات التراثية من خلال عرض مقتنيات المتحف في أجنحة متنقلة، وأصبح حلمي أكبر في خدمة تراث الإمارات. } هل تعتبر نفسك صاحب رسالة تحث المواطنين فيها على الحفاظ على موروثهم الشعبي؟ - بالتأكيد، وأنا أعتبر أن كل قطعة تراثية أعرضها في المتحف، أو أشارك بها في الفعاليات التراثية، هي رموز وأدوات أستخدمها في تعزيز علاقة المواطنين بتراثهم. } حدثنا عن أسلوبك وأدواتك في الوصول إلى أفراد المجتمع؟ - الأداة الأهم بالنسبة لي في توصيل رسالتي للمجتمع، متحف زايد الخير الذي أسسته في ساحة منزلنا في منطقة الرحبة في إمارة أبوظبي، والذي يضم كل ما لدي من مقتنيات تراثية، وهو مفتوح لكل المواطنين والمقيمين، ليتعرفوا على تراث الإمارات بجهود أحد أبنائه، وأغتنم هذه المناسبة لأوجه دعوة للجميع لزيارة المتحف، الذي يضم أكثر من ألف قطعة تراثية كانت ملكاً لوالدي، والذي بدوره ورثها عن والده وأجداده، وتتنوع المقتنيات بين الأواني الفخارية والنحاسية وأدوات الطهي والصيد والبحر والنجارة والزينة، ومن أهمها سرير من الخشب الهندي الفخم القديم، ومجموعة كبيرة من العملات المعدنية القديمة والنادرة من مختلف البلدان، إضافة إلى قطع نادرة من السيوف، ومجموعة جميلة من الحيوانات المحنطة التي قمت بتحنيطها بنفسي، و التي تعتبر جزءاً من تراث الإمارات البيئي، و يضم المتحف أيضاً مركباً بحرياً يعود إلى قرن من الزمن يطلق عليه محلياً اسم (الهوري). وإلى جانب المتحف، أشارك في الفعاليات التراثية، وفق متطلبات الجهات المنسقة، وأتنقل أنا وبعض مقتنياتي التي تحقق رؤية وهدف الفعالية المقامة، لأقوم بدوري في دعم التراث الإماراتي من زوايا مختلفة، وفي العام الماضي تعاونت مع 43 مؤسسة، وشاركت في 60 فعالية تراثية. } بماذا يتميز متحف زايد الخير عن غيره من المتاحف؟ - قد لا يكون متحف زايد الخير هو المتحف الأكبر من حيث حجمه، ولا الأثمن في نوعية وعدد قطعه، ولكنه يتميز برسالته التي يقدمها للمجتمع، لأنه لا ينتظر مبادرة زواره للتعرف على مقتنياته، ويبادر في عرضها من خلال مشاركته بأجنحة دائمة ومتنقلة في مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة، وأنا بدوري حريص على أن ألبي جميع الدعوات الموجهة لنا، لتمثيل المتحف من خلال جناح يحمل اسمه، لهذا فإن متحف زايد الخير شارك في فعاليات تراثية ومجتمعية في جميع إمارات الدولة. } هل تلقيت أي دعم مادي أو معنوي لمشروعك التراثي من أي جهة رسمية؟ - اعتمدت على نفسي في تمويل وتنفيذ المتحف وأنشطته، ولم أتلق أي دعم مادي من أي جهة رسمية حتى وقتنا الحاضر، لكنني لا أنسى الدعم المعنوي من أقربائي وأصدقائي، ودور الإعلام في التعريف بمتحف زايد الخير. } كيف ترى تفاعل الأجيال الجديدة مع مقتنياتك وفعالياتك التراثية؟ هناك تفاعل كبير من شرائح المجتمع المختلفة مع الفعاليات التراثية عموماً، ومنها ما أنظمه من أنشطة بهذا الخصوص، مما يدلل على جمال وجاذبية موروثنا الشعبي في عيون أبنائه، ولهذا نحن بحاجة إلى تنظيم المزيد من الفعاليات التراثية لتقوية علاقة الأجيال الجديدة بتراثها.

مشاركة :