حملت الرؤية السعودية 2030 أبعادا كثيرة تمثلت في «عناوين» واضحة وتجلت في «ميادين» معيشية ومؤسساتية شملت كل مناحي الحياة. هنالك انعكاسات مبهجة تتجلى في سماء الحاضر وتتعالى في أفق المستقبل تبرز مدى انعكاس هذه الرؤية على الإنسان السعودي الذي تشرب أبعاد الرؤية من حيث القرارات والتوجهات والتوجيهات التي شملتها من وجهة نظر سيكولوجية وعمق نفسي حيث رسخت الرؤية عدة مبادئ للفرح وقواعد متعددة للعزيمة وأرست أساسات من الطمأنينة الحاضرة وجهزت معطيات للبشائر القادمة. الوضع النفسي والحالة المعنوية والسيرة الإنسانية تتعلق بأمور العيش الكريم وبتفاصيل الاستقرار المالي والاجتماعي وترتبط بتفاصيل الحقوق والواجبات وتتواءم مع معطيات الحاضر ومتطلبات المستقبل التي يعيشها الجهاز النفسي لأي مواطن يعيش في هذا البلد. فكما ينعم الكل تحت راية التوحيد وفي ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين والقيادة الرشيدة لعقود بالأمن والأمان الذي يعيشة المواطن السعودي والمقيم في أرجاء هذه البلاد. ظل هنالك الأمن النفسي والأمان الاجتماعي المرتبط بطلبات الصحة والتعليم والخدمات المختلفة والمتعلق بمتطلبات المستقبل والوظيفة والسكن والعيش الرغيد الذي اجابت عليه الرؤية السعودية وفق وقائع «التخطيط» و»حقائق» التنفيذ. حملت الرؤية السعودية جرعات متميزة للأمن النفسي والأمان الاجتماعي والمستقبل الآمن حيث طمأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الوطن بأكمله بلغة خطاب انفرادية عندما قال إننا سننهي مسألة الإسكان والبطالة لنتجاوز ذلك إلى وضع السعودية لتكون موقع استثمار أول على الكرة الأرضية ومجال انفراد أمثل في حقبة تاريخية تضمن توفير كل المطالب وتحقيق كل المتطلبات مما سيوظف ويؤصل التنمية النفسية المستدامة للوطن والمواطن. تحمل الرؤية السعودية عطايا اطمئنان ومقومات أمان ووظفت أبعادا سيكولوجية استراتيجية تعكس تخطيط القيادة لتحقيق الجوانب النفسية والاجتماعية للشعب ومستقبله الطموح مسايرة لما حملته من خطط تنموية واستراتيجية شملت الإنسان والمكان والكيان وإيجاد مسارات واضحة المعالم من البيئة المثلى للعيش والعمل والطموح والكفاح والنجاح. وفي جانب مواز على المواطن أن يتفهم ما تحمله هذه الرؤية من انعكاسات نفسية على حياته ومعيشته وعليه أن يتكيف مع التغيرات التي حصلت وأن يكون لديه «الوعي» النفسي المفترض في التعامل مع اتجاهات الحضارة التي ملأت أركان البلاد من خلال «السلوك» المتزن الذي يعكس «الرقي» الواجب في الحفاظ على مبادئه الإسلامية وقيمه الأساسية وطبيعته «الوطنية» وتربيته الأصيلة لتكون «منطلقات» لانتمائه لهذا الوطن وإظهار سلوك «الفرد» وإبراز «مسلك» المجتمع الذي يظل «عنواناً» لكل التفاصيل التي حملتها رؤيتنا السعودية الواعدة. وجود النظام وتوظيفه أساس لرقي المجتمعات وهو ما أكدت عليه «القيادة» في أكثر من مناسبة وهو ديدنها الذي يؤكد أهمية الحفاظ على «مقدرات» البلاد والحرص والاهتمام والإمعان في تنمية «الإنسان» الأمر الذي يجعل كل المواطنين باختلاف شرائحهم وأطيافهم ومستوياتهم ومواقعهم أمام «مسؤولية» قائمة أمام تصرفاتهم وتصرفات من يعيش معهم في محيطهم مما يؤكد أهمية تواءم وارتباط الانعكاس النفسي مع الانطلاق السلوكي في «تصرفات» قولية أو فعلية تظل تحت «مجهر» رقابة النفس وموضوعية الأنظمة وحتمية الانضباط. للتطور الكبير الذي يراه المواطن ملء السمع والبصر في كل مناحي الحياة «مسؤوليات» مشتركة مع الدولة في الالتزام والانضباط والعيش تحت مظلة «الأمن» الذي يفرض على الإنسان أن يكون «واعياً» أمام سلوكه و»راعياً» في محيطه مما يجعلنا نسير في طريق واحد لصناعة منهج متحد يقرن الحضارة في التنمية مع التحضر في السلوك. من أهم وأولى عناوين الحضارة السلوكية أن يلتزم الإنسان بقيمه وأن ينطلق من ثوابته فكل تغييرات مستجدة تطرأ تواكبها «تحديات» حتمية تظل في إطار «المسلمات» الواجبة التي تقتضي وجود التزام بقيم المجتمع حتى يتم صناعة «القيمة» الحقيقية التي تعتمد على السلوك وتتعامد على «المسلك» وترفض أي تصرف يخرج عن حدود «الأدب» وتستنكر أي فعل يتجاوز «مساحات» الذوق. من أهم الأبعاد السيكولوجية للرؤية السعودية أن يعي المواطن بأهمية دوره في تنمية مجتمعه وأن يكون على درجة من «المسؤولية» الوطنية في كل اتجاهات الحياة وأن يكون متحضراً في سلوكه راقياً في مجتمعه واعياً نحو تصرفاته ملماً بمعاني الرقي متقبلاً لواقع التغيير قابلاً لوقع التغير مقبلاً على ضياء التطور وأن يعي أن للحضارة أسسا ومقومات وأركانا تقتضي أن يكون السلوك الصادر منه «سلوكاً» حضارياً يعكس ارتباطه بالحضارة «المادية» التي تجلت في آفاق الأماكن من حيث الاقتصاد والاستثمار والخدمات والارتقاء بجودة العيش وأن ينطلق في عيشه وتعايشه من «أصول» القيم وأن يكون سلوكه ضمن فصول «المقام» حتى تتحقق الأهداف وتتوالى النجاحات للمضي نحو العالم الأول.
مشاركة :