المغرب يحتج بقوة على تصريحات بان كي مون حول الصحراء

  • 3/10/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

شجبت الرباط التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول قضية الصحراء، واتهمته بالخروج عن الحياد وخرق ميثاق الأمم المتحدة. وعبرت الحكومة المغربية عن غضبها الكبير من تجرد بان كي مون من حياده خلال زيارته الأخيرة لتندوف، جنوب شرق الجزائر، حيث تقيم جبهة البوليساريو الانفصالية معسكراتها. واعتبرت أن استعمال الأمين العام للأمم المتحدة لمصطلحات مثل "تقرير المصير" و"الاحتلال" لا يمكن إلا وصفه ب"الاستفزاز". وأكدت الحكومة المغربية في بلاغ أنها تسجل باندهاش كبير "الانزلاقات اللفظية وفرض الأمر الواقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الأممي بان كي مون خلال زيارته الأخيرة للمنطقة". واحتجت الحكومة المغربية بقوة على تصريحات بان كي مون التي قالت إنها غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن، كما أنها مسيئة وتمس بمشاعر الشعب المغربي قاطبة. وأضاف البلاغ أن "حكومة المملكة المغربية تسجل، سواء تعلق الأمر بمجريات هذه الزيارة أو بمضمون التصريحات التي تخللتها، أن الأمين العام تخلى عن حياده وموضوعيته وعن عدم انحيازه، وعبر بشكل صريح عن تساهل مدان مع دولة وهمية تفتقد لكل المقومات، بدون تراب ولا ساكنة ولا علم معترف به". وأبدت الحكومة المغربية استغرابها من تعمد الأمين العام الأممي غض الطرف عن تقارير لمنظمات دولية حقوقية حول خروقات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، وكذا قلق الاتحاد الأوروبي من سرقة المساعدات الإنسانية المقدمة للصحراويين المحتجزين في هذه المخيمات. وقال البلاغ إن الحكومة المغربية تسجل، وبمفاجأة كبيرة، أن الأمين العام لم ير داعيا لإثارة قضية الخروقات المكثفة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف بالجزائر، بما فيها حالات النساء الصحراويات الثلاث المحتجزات منذ أزيد من سنة، والتي عُرضت عليه بشكل منتظم سواء من قبل الضحايا أنفسهم أو من طرف المنظمات الدولية لحقوق الإنسان. وخلص البلاغ إلى أن كل هذه التجاوزات، وهي أبعد ما يكون عن تحقيق الهدف الذي أعلنه الأمين العام خلال هذه الزيارة والمتمثل في إحياء المفاوضات السياسية، تهدد بتقويض هذه المفاوضات على بعد بضعة أشهر من انتهاء ولايته. في السياق ذاته، قال بيتر فام، مدير "أفريكا سانتر" التابع لمجموعة التفكير المرموقة (أطلانتيك كاونسل) إن الانزلاقات اللفظية لبان كي مون، خلال جولته في المنطقة، من شأنها أن "تمس بشكل خطير" بدور الأمانة العامة للأمم المتحدة ك"وسيط محايد ومقبول لتسوية قضية الصحراء". وقال بيتر فام، وهو خبير متخصص في القضايا الإفريقية، إن بان كي مون تحدث، في تصريحاته المتناقضة هاته، عن "المأساة الإنسانية، متجاهلا في الوقت ذاته حقوق السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، وفقا للاتفاقيات الدولية وغيرها من آليات حقوق الإنسان". وأشار بيتر فام إلى أن الانزلاقات اللفظية لبان كي مون تتناقض أيضا مع ما قاله مرارا في الماضي من خلال وصف مخيمات تندوف ب"القنبلة الموقوتة" وتحذيره من مخاطر التطرف، مضيفا أن الأمين العام للأمم المتحدة وقع هنا في الخطأ "لغياب رؤية للتدخل من أجل تغيير هذه الأوضاع التي أقرها بنفسه".

مشاركة :