تونس - ارتفعت نسبة الأمّية في تونس بشكل ملحوظ لتصل إلى مليوني أمّي نتيجة التوجه الذي كان يستهدف الشعب التونسي عبر تجهيله وتفقيره، وفق ما أفاد به وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي. وأعلن الزاهي أن الوزارة شرعت في تنفيذ عدة إجراءات للنهوض بقطاع محو الأمية وتعليم الكبار وتطوير المناهج التعليمية المعتمدة حاليا والقضاء على التشغيل الهش، بالإضافة إلى وضع إستراتيجية جديدة من محو الأمية وتعليم الكبار نحو التعلم مدى الحياة تستهدف المنقطعين عن الدراسة للإحاطة بهم وتأطيرهم. كما أكد الزاهي أن الجهات الداخلية والشمال الغربي والجنوب من أكثر المناطق التي تعاني من الفقر المدقع والأمية خاصة في صفوف الإناث، مشيرا إلى أنّ برنامج تعليم الكبار خلال العودة المدرسية المقبلة سيشهد توفير كل المعدات اللازمة بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية للنهوض بهذا القطاع، داعيا إلى ضرورة تضافر كل الجهود في الحرب ضد الأمّية. مالك الزاهي: الجهات الداخلية والشمال الغربي والجنوب من أكثر المناطق التي تعاني من الأمية خاصة في صفوف الإناث مالك الزاهي: الجهات الداخلية والشمال الغربي والجنوب من أكثر المناطق التي تعاني من الأمية خاصة في صفوف الإناث من جهة أخرى أعلن الوزير عن الشروع في تسوية الوضعية المهنية لحوالي 1018 مدرس تربية اجتماعية. وفي مارس الماضي تم تنظيم ورشة العمل الوطنية حول "هندسة الدليل البيداغوجي والأدلة القطاعية للتعلم مدى الحياة" التابعة للمركز الوطني لتعليم الكبار بوزارة الشؤون الاجتماعية، وكان الهدف منها استلهام أدوات عمل بيداغوجية للمعلمين. وتوجهت تونس نحو اعتماد مقاربة جديدة في مكافحة الأمية في البلاد عبر مدارس التعلم مدى الحياة التي سوف تعوّض برنامج تعليم الكبار، الذي اعتمدته السلطة منذ عام 2002 في إطار مكافحة الأمية لدى الذين حُرموا من التعليم من أعمار مختلفة لكن بعد أكثر من عقدَين من تنفيذ البرنامج اتخذت مستويات الأمية في تونس منحى تصاعدياً مدفوعة بارتفاع عدد المنقطعين عن التعليم في السنوات الأخيرة وارتدادهم إلى الأميّة. وسجّلت تونس في العقد الماضي انقطاع أكثر من مليون تونسي عن التعليم، ما تسبّب في ارتفاع نسبة الأميين في البلاد إلى نحو مليونَين، فيما تعرف مقاربات محو الأمية اضطراباً نتيجة ضعف الإمكانيات المالية المخصصة لها. وتقدَّر نسبة الأمية في تونس بحسب المسح الوطني الذي أعدّته وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع البنك الدولي في عام 2019 بـ17.7 في المئة، غير أنّ هذه النسبة سجّلت ارتفاعا بعد أزمة كورونا الوبائية لتصل إلى 17.9 في المئة. ويرى خبراء أنّ الانقطاع المبكر عن الدراسة ونسب التسرّب المدرسي اللذَين تسبّبا في ترك أكثر من مليون تلميذ مقاعد الدراسة في العشرية الأخيرة، يعدان من أبرز أسباب التطوّر الحاصل في نسب الأمية، تُضاف إلى ذلك محدودية انخراط كبار السنّ في منظومة تعليم الكبار التي تبقى محدودة النتائج. وإلى جانب البرامج الحكومية لمكافحة الأمية تسعى منظمات مدنية إلى تطوير برامج موازية لمنح المنقطعين عن التعليم أو الذين لم يلتحقوا بالمدارس كلياً فرص تعلّم. ويُذكر في هذا الإطار أن المعهد العربي لحقوق الإنسان فتح فضاءً للتعلّم مدى الحياة لسكان حيّ السيدة، وهو من بين أكبر الأحياء الشعبية في العاصمة التونسية.
مشاركة :