محو الأمية.. تعزيز لمفهوم التعلّم مدى الحياة

  • 1/10/2024
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

العلم والمعرفة سبيلان لرخاء الفرد ورقيّه وجودة حياته تنعكس على تقدم الوطن قناة للتعليم المستمر وحزمة برامج تدريبية وصيفية توعوية بالمناطق والمحافظات المنظمات الدولية والإقليمية تشيد بالمملكة في التصدي للأمية بالبرامج النوعية تزامناً مع اليوم العربي لمحو الأمية الموافق 8 يناير من كل عام شاركت وزارة التعليم في المملكة الدول العربية في تعزّز مفهوم التعلّم مدى الحياة وتنفيذ برامج تعليمية وتدريبية للحد من الأمية بأشكالها كافة. ويأتي ذلك انطلاقاً من أهمية تضافر الجهود العربية للقضاء على الأمية بكافة أشكالها، وترسيخ مفهوم التعلّم مدى الحياة، هو تفعيل العقد العربي لمحو الأمية (2015-2024) الذي تنظمه جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو).  وتواكب وزارة التعليم المتغيرات والمستجدات العالمية والإقليمية في مختلف المجالات للقضاء على الأمية، ومسايرة دول العالم في عصر الثورة الصناعية الرابعة للارتقاء بالمعرفة المتجددة والتحوّل السريع إلى مجتمع المعرفة لتحسين المستويين الاجتماعي والاقتصادي من خلال إعداد برامج نوعية تعليمية وتدريبية تتوافق مع خصائص الكبار وتتلاءم مع احتياجات سوق العمل؛ تحقيقًا للهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وتماشيًا مع تطلعات رؤية المملكة 2030.  وفي هذا السياق، أطلقت وزارة التعليم قناة للتعليم المستمر ضمن قنوات عين التعليمية، وإقامة العديد من البرامج التدريبية في مراكز الأحياء المتعلمة، إضافةً إلى إطلاق الحملات الصيفية بالمناطق والمحافظات بالشراكة مع القطاعات الحكومية والخاصة والقطاع الثالث لتعليم كبار السن القاطنين في أماكن نائية. ويأتي الاحتفاء باليوم العربي لمحو الأمية، الذي أقرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) في الثامن من يناير كل عام؛ تعزيزاً لمبدأ تكافؤ الفرص في عملية التعليم، ودعم أحقية كل فرد في التعلّم، وضمان استمرارية التعليم مدى الحياة، وذلك في ظل الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة -أعزها الله- لقطاع التعليم. وتسعى وزارة التعليم لتطوير برامج نوعية تعليمية وتدريبية تتوافق مع خصائص الكبار وتتلاءم مع احتياجات سوق العمل؛ تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة وبرنامج تنمية القدرات البشرية ومستهدفات رؤية السعودية 2030. تعليم الكبار وقطعت المملكة شوطاً طويلاً في تعليم الكبار ومحو الأمية بجميع أشكالها القرائية والكتابية والثقافية والحضارية، محققةً قفزات في هذا المجال، حيث نجحت في خفض نسبتها بشكل ملحوظ منذ انطلقت مسيرة تعليم الكبار عام 1374هـ، وتوالت بعدها الجهود من خلال إقرار مشروع نظام تعليم الكبار ومحو الأمية بمرسوم ملكي رقم م/22 بتاريخ 9 / 6 / 1392هـ، وقرار مجلس الوزراء رقم 523 بتاريخ 1 / 6 / 1392م، حيث صدر لتعليم الكبار ومحو الأمية في المملكة نظاماً يتكون من 24 مادة، إلى أن استحدثت الإدارة العامة لتعليم الكبار عام 1437هـ. وتعد رؤية المملكة 2030 التعليم حجر الزاوية، والأداة الأمثل في الاستثمار برأس المال البشري، فمن خلال الاهتمام بالنظام التعليمي والأكاديمي تزداد المعرفة وتزدهر عجلة التنمية الاقتصادية، لبناء مجتمع واعٍ طموح ونابض بالحياة يسعى للتطوير والتعلم، محققة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار قفزات كبيرة في خفض نسبة الأمية من 60 % عن ما كانت عليه في السبعينات الميلادية إلى 3.7 % في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. ويمثل اليوم العالميّ لمحو الأمّية الذي يصادف الـ 8 من يناير احتفاءً بالتذكير بمدى أهمية هذا المفهوم على مستوى الأفراد والمجتمعات، وضرورة تكثيف الجهود لزيادة قدرة الأشخاص على القراءة والكتابة وتعزيز إمكانيات المجتمع ورفعته من خلال صقله بالعلوم والمعرفة، وتطوير مفاهيمه وأدواته كي تتناسب مع الحراك التنموي من خلال الاستفادة من التقنية، التي منحت العالم فرصة أكبر نحو الاستزادة المعرفية. واتخذت المملكة جهوداً فاعلة في مواجهة الأمية، وتحقيق نتائج إيجابية مما جعلها تحظى بإشادة المنظمات الدولية والإقليمية في تجربتها للتصدي للأمية وإعداد البرامج النوعية لمكافحتها والتغلب عليها من أجل الوصول إلى مجتمع حيوي وحضاري، حيث اهتمت بدعوة الأميين للالتحاق ببرامج تعليم الكبار ومحو الأمية ضمن مشاريع عِدة، واستمرت الجهود في نشر العلم لتجعل التعليم ميسراً لجميع فئات المجتمع في كل أنحاء البلاد. وجابهت المملكة منذ توحيدها مشكلة الأمية، وشهد العام 1384هـ مشاركة المملكة في المؤتمر العام لليونسكو بشأن مكافحة الأمية، وافتتاح أول مدرسة متوسطة لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض. وواصلت المملكة جهودها للارتقاء بمنظومة التعليم، وجعل التعليم من أسمى أهدافها إيمانًا بأنه حجر الأساس لتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية وأن امتلاك العلم والمعرفة سيسهم -بمشيئة الله- في رخاء الفرد ورقيّه وجودة حياته ومن ثم ستنعكس على تقدم الوطن وتطوره بوجه عام، من خلال التوسع في افتتاح مدارس تعليم الكبار في المدن والقرى والهجر، حيث بلغ عدد المنضمين في مختلف أرجاء المملكة لصفوف الدراسة في مدارس التعليم المستمر الابتدائية "8995" طالباً، و"23840" طالبة، وفي المرحلة المتوسطة "10899" طالباً، وفي المرحلة الثانوية "28649" طالباً.  محاربة الأمية وتمكنت المملكة من القضاء على الأمية من خلال برامج تعزز مفهوم التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة، الذي تشدد عليه خطة التنمية المستدامة لعام 2030م، مركزة خطط وزارة التعليم للقضاء على الأمية، على برنامج الحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية، الذي ينفذ كل عام خلال فترة الصيف لمحو الأمية الأبجدية والحضارية وتعزيز الوعي البيئي والثقافي والاجتماعي والصحي لدى الأميين في المناطق النائية، إضافة لتنفيذ البرامج التدريبية عن بعد في مراكز الحي المتعلم وبرامج موزعة في جميع مناطق ومحافظات المملكة، خلال جائحة كورونا، وتصميم البرامج المتنوعة الخاصة بمحو الأمية وتعليم الكبار، وتنفيذ الدورات التي تناسب خصائص وتوجهات الكبار والإسهام في تحقيق مجتمع حيوي كأحد محاور رؤية 2030، وتقديم خدمات التعليم المستمر، وذلك بالتحوّل السريع إلى الخدمات الإلكترونية، من خلال قناة عين التعليمية الخاصة بالمرحلة الابتدائية في التعليم المستمر، وقنوات عين للمرحلتين المتوسطة والثانوية، ومنصة مدرستي للبث المباشر، والمبادرات الرائعة والموفقة من إدارات وأقسام التعليم المستمر في جميع إدارات التعليم. وحظيت المملكة من خلال توظيف تجربتها وجهودها الفاعلة في مواجهة الأمية، بإشادة المنظمات الدولية والإقليمية في تجربتها للتصدي للأمية وإعداد البرامج النوعية لمكافحتها والتغلب عليها من أجل الوصول إلى مجتمع حيوي وحضاري، في ظل إيمانها بأن العلم والمعرفة، سبيلاً لرخاء الفرد ورقيّه وجودة حياته، مما ينعكس على تقدم الوطن وتطوره بوجه عامّ. وتبذل وزارة التعليم بالمملكة جهوداً كبيرة في مجال التعليم المستمر ومحو الأمية؛ أثمرت عن اعتماد مدينة الجبيل الصناعية كأول مدينة تعلّم سعودية ضمن شبكة اليونسكو العالمية وفوزها بجائزة أفضل مدن التعلّم، وكذلك اعتماد مدينة ينبع ضمن مدن التعلّم التابعة لشبكة اليونسكو العالمية، كما عملت على تطوير الخطط الدراسية ومناهج التعليم المستمر، وإضافة مقررات جديدة بما يتوافق مع الخصائص النمائية للطلبة، وإطلاق قناة التعليم المستمر ضمن قنوات عين التعليمية، والتي شهدت تسجيل ما يقارب (4237) درساً من مقررات التعليم المستمر. ونفذت وزارة التعليم (1154) برنامجاً تدريبياً عن بُعد في مراكز الأحياء المتعلمة، استفاد منها (54103) مستفيدين ومستفيدات ممن تبلغ أعمارهم (15) عاماً فأكثر في مختلف مناطق المملكة، إضافةً إلى تنفيذ الحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية للعام 1444هـ في خمس مناطق ومحافظات، مستهدفةً محو أميات مختلفة لما يقارب (2665) من الكبار من الجنسين القاطنين في أماكن نائية، من خلال (83) مركزاً للأحياء المتعلمة. التعليم الشامل وعندما أعلنت منظمة اليونسكو اعتماد مدينة الجبيل الصناعية -في وقت سابق- كأول مدينة تعلّم سعودية، كان ذلك بالتعاون مع وكالة البرامج التعليمية بوزارة التعليم ممثلةً في الإدارة العامة للتعليم المستمر.   وتعرّف المنظمة مدينة التعلّم بأنها المدينة التي تعبئ مواردها بشكل فعّال في كل قطاع من القطاعات، بهدف تشجيع التعليم الشامل للجميع؛ بدءاً من مراحل التعليم الأساسي ووصولاً إلى التعليم العالي، وإحياء الرغبة في التعلّم ضمن الأسر والمجتمعات لتسهيل عملية التعليم ضمن بيئة العمل ومن أجل الحصول على العمل، إلى جانب استخدام تقنيات التعليم الحديثة على نطاق أوسع، وتعزيز الجودة والتميز في مجال التعليم وتعزيز ثقافة التعلّم مدى الحياة. ويهدف تحويل مدينة الجبيل الصناعية إلى مدينة تعلّم؛ لإيجاد ثقافة للتعلّم مدى الحياة داخل المجتمع السعودي، وتزويد الأفراد من جميع الأعمار بالمهارات التي يحتاجون إليها للمشاركة بنشاط في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، ومواجهة التحديات الوطنية والعالمية في تحقيق رؤية المملكة 2030، كما يشكل قيام مدن التعلّم أثراً إيجابياً في إبراز دور المملكة الحضاري على المستوى العالمي، وتحقيق رؤية 2030 (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح)، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والمساهمة في تأهيل المواطنين لدخول سوق العمل، وزيادة فرص العمل من خلال رفع كفاءة العاطلين وإعادة تأهيلهم للعمل، وخلق فرص تعلّم شاملة وسهلة للمواطنين من جميع الفئات العمرية. وتعمل وكالة البرامج التعليمية بوزارة التعليم ممثلةً في الإدارة العامة للتعليم المستمر بالشراكة مع الهيئة الملكية بالجبيل على تطبيق معايير اليونسكو للمدن المعنية بالتعلّم والمتمثلة في أن يصبح التعلّم ممتعاً ومتوفراَ ومتاحاً لجميع المواطنين، مما يحثهم على مواصلة التعلّم مدى الحياة ويمكّنهم من ذلك، وتوفير ما يلزم من المعلومات والإرشاد والدعم لجميع المواطنين، بما في ذلك خرائط للأماكن التي توفر التعلّم في المدينة، وإنشاء أماكن للتعلّم في المجتمعات المحلية وترويجها والحفاظ عليها، وتوفير الموارد للتعلّم في إطار الأسر والمجتمعات المحلية، وتحديد احتياجات المواطنين واهتماماتهم في مجال التعلّم والاستجابة لها، ووضع إجراءات من أجل تحديد نتائج عملية التعلّم وإقرارها واعتمادها، لا سيما نتائج التعلّم غير النظامي، وتقديم دعم خاص لذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة والعاطلين عن العمل، ومساعدة المؤسسات العامة والخاصة على التحوّل إلى مؤسسات تعليمية، وتعزيز البيئة التي تراعي احتياجات المتعلّم في المدينة ومؤسساتها. المملكة قطعت شوطاً طويلاً في تعليم الكبار ومحو الأمية بجميع أشكالها تعليم الكبار شمل الإناث

مشاركة :