الحياة الاجتماعية في طيبة الطيبة، نسيج من العلاقات والتسامح والتواصل، والتواد والتراحم منذ قدوم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي آخى بين الأوس والخزرج وبقية المجتمع المديني. القبيلتان العريقتان منذ مهد الإسلام، جهينة وحرب، شكلتا غالبية المجتمع المديني مع المهاجرين، بحكم سكنهم المدينة المنورة، والجهات المحيطة بها، بينهم تراحم ونسب وصلة قربى ورحم، ربما المجتمع المديني عموماً من أقل المجتمعات تعصباً وعصبية جاهلية مقيتة، الذي حذَّر منها الرسول صلى الله عليه وسلم. ما دعاني لكتابة هذه المقدمة، أننا في مجتمع المدينة (رياضياً)، وهو المجال المؤثر جداً في سلوك ونفسيات الشباب خصوصاً، بدأ البعض يضرب على وتر العصبية القبلية بإدارة أحد والأنصار، ومع الأسف انجرّ البعض إعلامياً، لترويجها، خاصة عندما يربطون النادي بالقبيلة، وهذا خطأ.. فالنادي ملك للجميع، والدولة - أعزها الله - وضعتها متنفساً وخدمةً لشباب الوطن، ووضعت شروطاً وروابط وضوابط لإدارتها.. وما أتمناه أن نخرج من هذا السياق الشائك، وإلا من المؤكد أن لوزارة الرياضة، وأيضاً الإعلام رأي آخر. (أحد) العريق على مدى حوالى ١٤عاماً وأكثر، ربما نجح الذهبي (سعود الحربي) في تحقيق الاستقرار لهذا الكيان العظيم، سواء عندما كان رئيساً، أو رئيساً تنفيذياً، استلم الفريق هابطاً للثانية، وبقي بقرار، ومن ثم هبط، وبعدها استطاع الصعود به لدوري المحترفين مرتين، والبقاء موسماً ثالثاً، وله إنجازات في السلة الثلاثية، ولم يخرج (أحد) من المربع الذهبي أبداً، حتى وهو في أسوأ حالاته الموسم الماضي. استلم المنشأة، فنظم وكافح مع فريق عمله حتى أصبحت خلية نحل.. الفرق السنية الأربعة بالدوري الممتاز، والسلة بجميع الدرجات تنافس بالممتاز، واليد وتنس الطاولة، تنافس وتحقيق مدخلات جيدة، وكذلك السباحة وألعاب القوى، كل هذا التميُّز كان وراءه هذا الرجل، الذي غادر موقعه مرفوع الرأس، كأطول مَن ترأَّس (أحد)، وأسس بنيته التحتية على أسس قوية. أقولها كـ(ابن) للمدينة المنورة، و(أُحدي) الهوى لهذا الرجل الهُمام: كنتُ قريباً من العمل الاحترافي.. وبيَّض الله وجه الجميع. وأيضاً لا ننسى (محمد العلوي)، الذي قدم جهداً وتضحيات كبيرة للنادي لا يمكن حصرها. السادة/ (حمود الحربي، خليل أنديجاني، أحمد رباح، عبدالله اليوسف، سلامة اللهيبي): دوركم في بقاء (أحد) الحديث، وتأسيس الكيان بمرحلة ما بعد المنشأة يُحسَب لكم، ومعروف للجميع نهضة ألعابه على أيديكم البيضاء. الرئيس الذي استلم مهامه الأسبوع الماضي (محمد الجهني): أمامك عمل كبير ومهمة ليست سهلة، لديك فريق تم إعداده جيداً لدوري (يلو)، بصمتك لاشك سيكون لها دور محوري بالصعود كما وعدت، دوري صعب جداً، هبطت فرق كبيرة، ولم يعد البحث أولاً عن الأمان، ثم الصعود، فهناك إستراتيجيات يجب السير عليها، فـ(يلو) من وجهة نظري أصعب من (روشن)، الكل من الممكن أن يفوز، والكل من الممكن أن يخسر.. وعلى قدر أهل العزم.. تأتي العزائم. * خاتمة: سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر!
مشاركة :