أوضح مدير جامعة طيبة الدكتور عدنان المزروع أن حقوق المرأة في الإسلام منحة إلهية وهبة ربانية، وليست من وضع البشر أو تفضلا من الرجل أو نتيجة صراعات وأحداث فرضتها وقائع الحياة، وقال: «حقوق المرأة انبثقت من هدي الكتاب والسنة، ومن التوجيهات الربانية المتمثلة في قوله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)»، وقال: «إن التاريخ والبشرية لم يعرفا دينا ولا نظاما ولا حضارة كرمت المرأة وأعلت من منزلتها ومكانتها مثلما جاء به الإسلام، حيث تبوأت المرأة في تعاليمه أرقى المنازل وأسمى الدرجات وكرمت في الإسلام بما لم يقاربه دين آخر»، وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين رعت كافة الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة المسلمة، جاء ذلك خلال كلمته أمس في افتتاح مؤتمر «حقوق المرأة في الإسلام» الذي تنظمه جامعة طيبة. ومن جهته، أوضح الشيخ صالح المغامسي أن الإسلام ارتقى بحقوق المرأة وشدد على ضرورة حصول المرأة على كافة حقوقها، داعيا إلى عدم الظن بالمرأة وقال: «هناك أمور شرعية يجب عدم تجاوزها، ومن ذلك اتهام المرأة بالفجور والفسوق في أمور لا تعتبر من المحرمات في الإسلام»، وأضاف: «إن مساواة المرأة مع الرجل في كل شيء يفقدها أنوثتها، فهناك أمور لا تقوى عليها المرأة ولا يقدر على تحملها إلا الرجل»، مشيرا إلى أن الإسلام اهتم بالمرأة ودورها في خدمة وبناء المجتمع. وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر، دعا أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتور خالد بن منصور الدريس، عبر بحثه «حقوق المرأة المسلمة بين متانة التأصيل وهشاشة التفعيل»، إلى التركيز على انتهاك حقوق المرأة ؛ لأنه أقرب لإصلاح الواقع، معتبرا أن الحديث عن حقوق المرأة المسلمة بصورة نظرية تبجيلية لا يغير من بؤس الواقع الذي تصطلي به كثير من النساء في البلاد الإسلامية، ولا يرفع شيئا من الظلم الملتصق بهن في أصقاع عديدة وعلى مدى قرون تغلبت فيها سطوة عادات القهر والإذلال على أحكام شريعة العدل والرحمة والإحسان، وطالب بالتركيز في المرحلة القادمة على استحداث أنظمة تجرم انتهاكات حقوق المرأة وتضبط صور المخالفات مع تحديد العقوبات المناسبة، سعيا إلى حماية «فعلية وملموسة» لحقوق المرأة المسلمة، وتسريع إجراءات القضاء الخاصة بالنساء كالطلاق والخلع والحضانة والنفقة، وضرورة إعادة تأهيل وتدريب قضاة محاكم الضمان والأنكحة في التعامل مع المرأة. ومن ناحيتها، اقترحت أستاذ السنة وعلومها المشارك بجامعة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة نوال بنت عبدالعزيز العيد، في ورقتها «حقوق المرأة في الإسلام ــ المفهوم والضوابط ــ تطبيقات في ضوء النفقة الزوجية»، نشر موقف الإسلام من المرأة عالميا، وذلك من خلال مبادرات إسلامية لعقد مؤتمرات عالمية عن قضايا المرأة، والأسرة، وحقوق الإنسان من منظور شرعي، تتبناها جهات إسلامية معتبرة، وقيام القيادات النسائية المسلمة التابعة للجهات الحكومية أو الخيرية، بتحمل المسؤولية، والتنسيق فيما بينها؛ لإصدار وثيقة للأسرة المسلمة، تؤصل فيها الرؤية الشرعية حول المرأة وحقوقها في الإسلام، وضرورة إعادة النظر في خطط تعليم المرأة. وشهد الافتتاح تكريم مدير جامعة طيبة للدكتورة راوية بنت أحمد الظهار أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة طيبة على فوزها بجائزة المدينة في البحث العلمي عن كتاب «حقوق المرأة في الإسلام» وفوزها بجائزة الأمير نايف في دورتها الأولى في مجال السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.
مشاركة :